أسوة بمدرسة تعليم الرومانسية… هل يتم افتتاح مدرسة جديدة لـ(تعليم العواسة)؟
لا زلنا جميعنا نذكر ذلك الصباح الباكر التي تتخذ فيه (الحبوبات) مكاناً ضيقاً (التكل) لإعداد الوجبة الأولي في المائدة (الكسرة)، تلك الوجبة التي تراجعت خلال السنوات الأخيرة بأمر (الرغيف) قبيل أن تعود للأضواء مجدداً خلال اليومين الماضيين عقب ارتفاع أسعار الخبز، هذا وقد تم تداول عدد من الموضوعات الساخرة عبر الأسافير حول تراجع عهد (الرغيف) من بينها شائعة الإسراع في التسجيل بمدرسة لتعليم (العواسة بالحطب) وأن الزواج بعد اليوم لن يتم إلا بـ(النظرة العواسية)، (كوكتيل) جمعت عدداً من الآراء حول هذا الموضوع وخرجت بالحصيلة الآتية.
(1)
حول الموضوع قالت ربة المنزل إكرام عبد الله إن (عواسة الكسرة) لا وجود لها في البيوت السودانية اليوم فقد أصبح (الرغيف) سيد الموفق وإن وجدت نأتي بها من (البائعات)، وزادت: “إن غلاء أسعار (الرغيف) جعل الناس يتجهون إلى (عواسة الكسرة) فهي الأرخص اليوم، ولكن المؤسف هو عدم إلمام هذه الأجيال بأهمية الدور الذي تلعبه (الكسرة) في الوجبات السودانية الأصيلة وثقافة البلاد.
(2)
(أحلى شيء راجلي ياكل من يدي) هذا ما قالته الطالبة إيناس الضو في حديثها لـ(كوكتيل) موضحة أن تعلّم (عواسة الكسرة) ليس عيباً وليس شاقَّاً، وأكدت أنها طلبت من والدتها تعليمها (العواسة)، وقالت: (خطيبي طلب مني أتعلم أعوس) لأنه يفضل أكلها على (الرغيف) وأنها أيضاً تحب تناولها، وزادت: (مع هذه الأوضاع الراهنة والزيادات التي حلت على الدقيق وارتفاع أسعار (الرغيف) أصبح من اللازم أن تتعلم كل فتاة طريقة إعداد (الكسرة) والتخلي عن الإفراط في تناول (الرغيف)؛ فليس بمقدور ميسوري الحال المواظبة على أكله، فالأوضاع (لا تبشِّر بالخير).
(3)
أما حاجة السارة النعمة فقد بدأت حديثها لـ(كوكتيل) بشيء من التحسر على ضياع الزمن الجميل الذي أصبح مجرد ذكريات وملامح باهتة لحضور (الكسرة) على المائدة قائلة إنها لا زالت تستعجب كيف أن جيل اليوم لا يتناولها ويميل إلى مأكولات لا تعلم أساميها، وقد بدأت سعيدة بعض الشيء من الغلاء الذي يعيد لـ(الكسره) أمجادها لتسيطر على المائدة السودانية من جديد، موضحة أن (الكسرة) كان يجتمع حولها جميع أفراد الأسرة مع تعالي أصوات (القهقهات) الشيء الذي تفتقده مائدة اليوم (كل واحد بيحشي ويقوم).
تقرير: خولة حاتم
صحيفة السوداني