ما لم يقله بنزيمة: “عشت من أجل رونالدو”
سأكتب اليوم بلسان مهاجم ريال مدريد كريم بنزيمة، والذي يعيش أياماً عصيبة في فريقه، بعد موجة الانتقادات الكثيرة، التي طاولته بعد المستوى الهزيل، الذي ظهر به منذ بداية الموسم، خاصة بعد “الكلاسيكو”، أمام الغريم الأزلي فريق “البلاوغرانا” برشلونة.
“جمهور ريال مدريد العزيز، سأكتب لكم هذه الكلمات، لعلها تعيد بعضا من الثقة المفقودة بيني وبينكم، وأملاً مني على أن يعود الوفاق بيننا، وتتوقفون عن شتمي في كل لقاء، فقد ضقت ذرعا من هذا الأمر ولم أعد قادرا على التحمل.
جمهوري العزيز، أنا لم أخدعكم هذا الموسم، كما لم أفعل ذلك أي يوم، فأنا أقدم كل ما أقدر عليه، وأخلص للقميص في كل دقيقة يمنحني إياها مدرب الفريق زين الدين زيدان.
أعرف أنكم تنتظرون مني أن أسجل الفرص، وأمنحكم الأهداف، لكن لم يكن هذا عملي في الفريق طيلة المواسم الماضية، لم أكن يوما من الأيام هداف الفريق ولا المنقذ ولا الحاسم، لقد عشت من أجل رونالدو، تخليت عن أقوى صفات المهاجمين، وهي الأنانية، وأسهبت في العطاء وإيثار رونالدو على نفسي، من أجل مصلحة الفريق، لقد كنت رجل الظل في الفريق، هو ينال الألقاب والجوائز، أما أنا فالعارفون بأمور الكرة وخباياها، وحدهم فقط يقدرون المجهود الذي أقوم به.
أنتم تتهمون زيدان بمحاباتي، لأننا فرنسيان، أو لأننا نشترك بأصول جزائرية، لكن وحده الدور الكبير الذي أقدمه في المباريات، هو ما يجعل زيدان ومدربين سبقوه يثقون بإمكانياتي، فقد تخلوا عن إيغوايين سابقا، وحتى موراتا رحل من قبل إلى يوفنتوس، ولم يكن رحيله مؤخرا هو الأول حتى يُتهم زيدان.
جميعكم تتهكمون بوصفي بأنني لاعب دوره فتح المساحات لا أكثر، لكن أسألوا كبار المدربين العارفين بخبايا التكتيك، ما معنى أن تفتح مساحة في منطقة الجزاء، وسط غابة من اللاعبين، وتترك زاوية رؤيا لصانعي الألعاب، أو تسهل تحرك المهاجمين، وحتى دخول القادمين من الخلف.
الجميع في العالم صفق مطولا لميسي، إنه رأس الحربة الوهمي الذي لا يقف بين مدافعي الخصم، يتحرك في وسط الميدان أو على الأطراف، ومع ذلك يسجل بغزارة، لكن لا أحد يكترث لعمل صانع الألعاب الوهمي، الذي يقف بين مدافعي الخصم، ويتحرك في كل مكان، إلا إنه صانع ألعاب بامتياز، يستند إليه رونالدو، ويتلقى من قدميه، غاريث بيل، أسينسيو وحتى فاسكيز وإيسكو، تمريرات على طبق من ذهب.
كلكم تتهمونني بتراجع المستوى، وانخفاض غزارة الأهداف، لكن لا أحد يتهم رونالدو! طيلة مشواري الكروي كنت أسجل نصف عدد الأهداف التي يوقعها الدون، وما أزال أحافظ على نفس المعدل، وأنا ثابت في مستواي مقارنة برونالدو.
أعرف أن ذاكرة الجماهير قصيرة، لكن كنت أحد جنود الفريق في العاشرة، الحادية عشرة وأخيرا الثانية عشرة، لقد أفنيت عمري في خدمة الملكي، وسعيد بذلك، لكن ساعة الرحيل اقتربت، فالأمر معلوم خاصة هنا في قلعة الملوك، فلست أقل شأنا من رونالدو الظاهرة، ولا حتى راؤول، ومؤخرا كاسياس، سأرحل لكن قبل أن أفعل ذلك أتمنى أن يستفيق رونالدو من سباته، ويعود إلى سابق مستواه، وإلا قتلتكم جميعا بجلطات تنهي عمركم الزاهي.. مع تحيات متحدث بلسان كريم بنزيمة”.
العربي الجديد