بالفيديو .. “أحب مكان وطني السودان”… مرشحون لـ”غرامي” يعزفون أغنية سودانية شهيرة
نشرت السفارة الأميركية بالخرطوم فيديو كليب لفرقة جاز أميركية وهي تعزف لحناً لأغنية وطنية سودانية شهيرة. وظهر أعضاء الفرقة مرتدين زياً سودانياً خالصاً، بينما قالت السفارة في منشور رافق المقطع على صفحتها في “فيسبوك”، إن فرقة “بيتريو” التي تضم مرشحين لجائزة غرامي، عزفت أغنية “أحب مكان وطني السودان”، بعد أن تدربت عليها في نيويورك، مشيرة إلى أنها كلّفت واحداً من أشهر المخرجين السودانين لإنتاج فيديو كليب الأغنية.
وأشارت السفارة في منشورها، إلى أنه وخلال تصوير الفيديو “اكتشف أعضاء الفرقة، تيم إرماكوست، عازف الساكسفون، مايكل بتريسينو، على الطبل، وجوزيف لابوري على الباص، الثقافة السودانية عبر المأكولات الشعبية والملابس القومية، والموسيقى والرقص”، مشيرةً إلى أن الفيديو يظهر “الاحترام المتبادل بين الشعبين السوداني والأميركي ويُبين المستقبل القوي للعلاقة بين البلدين”.
وحظي الفيديو بحوالي 50 ألف مشاهدة وألف مشاركة وتفاعل، وعلّق عليه أيمن ماهر: “مهما تباعدت المواقف السياسية، فإن الشعوب دائماً تتقارب وتتفاعل مع بعضها البعض”، فيما قال محمد صديق “لا غبار ولا تحفظ على التواصل مع أميركا الشعبية والشعب الأميركي، مهما كانت الخلافات والتحفظات على سياسات أميركا الرسمية والإدارات المتعاقبة على البيت الأبيض، خاصة الإدارة الراهنة، لكن نرحب بالشعب الأميركي والموسيقى والآداب والفنون والتجارة والثقافة والناشطين في الإعلام وحقوق الإنسان والنشر والكتاب والمعارضين للحروب”.
ولم تخلُ المداخلات من هجوم على السياسة الخارجية الأميركية، مثل ما كتبه محمد أحمد الطاهر الذي قال: “يا ريت لو كانت سياسة الولايات المتحدة الأميركية حريصة على التقارب الثقافي بين الدول بدل ما هم بيحتلوا دول المسلمين ويقتلوا الأبرياء منهم، وبيحموا الكيان الصهيوني المغتصب”.
وكانت السفارة قد وجّهت في مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي الدعوة لفرقة “بيتريو” للجاز الكلاسيكي لإقامة حفلات مجانية في الخرطوم وعدة مدن سودانية، بهدف “بناء جسور التواصل وتعزيز التفاهم المتبادل بين شعبي البلدين”.
لكن الزيارة أثارت جدلاً واسعاً في السودان، بسبب وصول الفرقة للخرطوم، بعد أيام قليلة من قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في السادس من ديسمبر/كانون الأول، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فاضطرت حديقة عامة في الخرطوم لإلغاء حفل جماهيري للفرقة كلفتة احتجاجية.
وقال الصحافي المتخصص في العلاقات السودانية الأميركية، محمد عبد العزيز، لـ”العربي الجديد”، إن ما تقوم به السفارة الأميركية هو “جزء من دبلوماسية مبتكرة تستخدم الموسيقى وغيرها من ضروب الفن لتحييد الشعوب تجاه السياسة الخارجية الأميركية”، مشيراً إلى أن لسفارة واشنطن في الخرطوم برامج أخرى مماثلة في مجال التعليم والتدريب والتواصل مع الطرق الصوفية، متوقعاً أن تحقق تلك السياسة نجاحاً نسبياً.
العربي الجديد