رأي ومقالات

اسد البراري: تحركات البشير الأخيرة تدل علي مصلحة السودان، وهو ما اوجع “ضفادع المستنقعات الآسنة”

بعد تحركات السودان إقليمياً ودولياً، قد أجمع كافة الناس سواءً المختلفون مع السيد الرئيس أو المتفقون، أن السودان الآن لا يأتمر بأحد، والحلف الوحيد الذي يحرك الدولة هو حلف “المصلحة”، فلم يعد – كما لم يكن – السودان في حلف أحد سوي حلف المصلحة العليا للدولة، فكافة الذين راهنو علي تطويع السودان ومحاولة جعله ضمن عباءتهم، سرعان ما فاجأهم السودان بأنه ليس تلك الدولة “الإمّعة” التي تقاد كما “الحمير”، بل إن السودان يتحرك في فلك مصلحته أولاً، فروسيا والصين وتركيا والخليج، كل هذه الدول معها السودان حليف وفق ما تقضيه المصلحة المشتركة، وضدها وفق ما يؤثر سلباً علي أمنه وإستقراره ومصالحه.

– العالم اليوم يسير وفق مصالحه، فالدول اليوم لا تنتطلق من منطق “علاقات ورقية”، إنما تنطلق من علاقات مصالح، وهو خطّ السودان في السير شاء من شاء وأبي من أبي، فليس لدولة فضل علي السودان، ولا تستطيع أي دولة أن تمنّ علي السودان بشئ، فأي مصلحة لأي دولة في السودان هي مصلحة مشتركة، فلا يزايد علينا أحد، فلا نريد أن ” نمسك ورقة وقلم ونجرد الحساب”.

– فمسألة رفع العقوبات مثلاً هي مسارات خمّس لا أحد يعلم عنها شئ غير الجانب السوداني والأمريكي فقط، صحيح أن هناك دولاً ساعدت، ولكنه من باب الدبلوماسية والعلاقات الإخوية، ولكن ليس فرض وضغط علي أمريكا، فالذي فرض علي أمريكا هذا التعاون هو مسارات خمّس هي شأن سوداني خالص، فكما وقفت دول بجانب السودان، وقف السودان وقفة أكبر معها، حتي لا يزايد علينا أحد، ولا يمنّ علينا أحد فمراجعة دفاتر التاريخ والحاضر كفيل بشواهد تضحيات السودان تجاه أمته العربية والإسلامية.

– إذن نقول أن المصلحة هي علاقة السودان وهي “دينمو” سياسته الخارجية، فلا وجود لأحلاف، متي ما رأينا مصلحتنا مع دولة ستكون تلك الدولة هي حليفتنا، فهذا ليس زمن المجاملات ولا التنازلات علي حساب الوطن، قدمنا الكثير “مجاناً” ولكن إختلف الحال الآن، فسياسة الدولة تسير وفق برامج راتبة وثابتة، لا نخون الأصدقاء ولا نطعن في الظهر ولا نمنّ علي أحد فهي ليست عادة أهل السودان، ولكن هذا لا يعني أن يتدخل كل من “هبّ ودبّ” ويرينا كيف نحرك مصلحة دولتنا.

– إذن نقول أن سياسة الدولة، وتحركات السيد الرئيس الأخيرة تدل علي مصلحة السودان، وهو ما اوجع “ضفادع المستنقعات الآسنة” مع إحترامنا للضفادع، وتخرج “نقيقها” علينا، فالسودان ليس تلك الدولة التي تنتظر معونة أو هو شبه دولة، هو دولة راسخة وأقدم حضارة في المنطقة، وكل الباقي توابع لنا، لذلك لا يستطيع التابع أصلاً، ولا تستطيع شبه دولة أن يوجّه دولة، ولامن ينتظر معونات أن يرينا كيف نجني مصالحنا مع الدول المؤثرة، فالسيد الرئيس إستطاع أن يرمي حجراً في تلك المستنقات الآسنة لذلك هاجت وماجت ضفادعها.

– كما لا يفوتني أن أتوجه بتحية إحترام كبيرة لشعبنا السوداني الأبّي بمختلف طوائفه وأحزابه، فالسودان أصبح المصلحة العليا بعيداً عن التوجهات السياسية والحزبية، فإندفع كامل الشعب السوداني الحر الأبي للدفاع عن وطنه، فاليوم أصبح الشعب سابق الحكومة في الدفاع عن عزّته وكرامته، ولم يقبل أن يتطاول عليه سفهاء القوم وجهّالهم من توابع ومخلفات الجهل والإنحطاط، ونقول لهم بالفمّ المليان “أرموا قدام وراء مؤمن”، فالسودان اليوم هو أولاً وأخيراً.

بقلم

أسد البراري

‫2 تعليقات

  1. لله درك اخي اسد البراري والله العظيم مقالك يشفي المريض وياريت كل كتابنا ينتهجو نهجك تسلم اخي تسلم اخي