منوعات

من هو الصحابي الذي ربطه النبي في المسجد وأصبح أول معتمرٍ في الإسلام؟!

قصة إسلامه عجيبة، فقد كان يبغض النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ويبغض الإسلام، بل أراد قتل رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- وسعى لذلك، كان ملكًا على اليمامة ما بين عامي (623 – 628 ميلادية)، وأحد أشراف قبيلة بني حنيفة وسيد من سادات العرب. وفي يوم أراد أن يعتمر على طريقة المشركين ويذبح للأصنام، فخرج، وفي طريقه لمكة أسرته سرية للمسلمين بعد أن عرفوه وهم يعلمون أنه يريد قتل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فأخذوه إلى المسجد النبوي وربطوه في سارية من سواري المسجد، ومن بعدها كانت لحظة التحول في حياته. إنه الصحابي الكريم ثمامة بن أثال، الذي يعد أول معتمر في الإسلام على وجه الأرض بعد أن كان مشركًا.. كيف حدث ذلك؟ دعونا نرى. بعد أن ربطه الصحابة في سارية المسجد النبوي خرج ﺇﻟﻴﻪ اﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآله ﻭﺳﻠﻢ-، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻳﺎ ﺛﻤﺎﻣﺔ؟» ﻓﻘﺎﻝ: ﻋﻨﺪﻱ ﺧﻴﺮ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ، ﺇﻥ ﺗﻘﺘﻠﻨﻲ ﺗﻘﺘﻞ ﺫا ﺩﻡ، ﻭﺇﻥ ﺗﻨﻌﻢ ﺗﻨﻌﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﺮ، ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﻤﺎﻝ ﻓﺴَﻞ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ، ﻓﺘﺮﻙ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ اﻟﻐﺪ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: «ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻳﺎ ﺛﻤﺎﻣﺔ؟» ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ: ﺇﻥ ﺗﻨﻌﻢ ﺗﻨﻌﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﺮ، ﻓﺘﺮﻛﻪ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪ اﻟﻐﺪ، ﻓﻘﺎﻝ: «ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻳﺎ ﺛﻤﺎﻣﺔ؟» ﻓﻘﺎﻝ: ﻋﻨﺪﻱ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ: «ﺃﻃﻠﻘﻮا ﺛﻤﺎﻣﺔ» ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﻧﺠﻞ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻓﺎﻏﺘﺴﻞ ﺛﻢ ﺩﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪًا ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ، ﻭاﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ اﻷﺭﺽ ﻭﺟﻪ ﺃﺑﻐﺾ ﺇﻟﻲّ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻚ، ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻭﺟﻬﻚ ﺃﺣﺐ اﻟﻮﺟﻮﻩ ﺇﻟﻲّ، ﻭاﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﺃﺑﻐﺾ ﺇﻟﻲّ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻚ، ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺩﻳﻨﻚ ﺃﺣﺐ اﻟﺪﻳﻦ ﺇﻟﻲّ، ﻭاﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺃﺑﻐﺾ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﻙ، ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺑﻠﺪﻙ ﺃﺣﺐ اﻟﺒﻼﺩ ﺇﻟﻲّ، ﻭﺇﻥ ﺧﻴﻠﻚ ﺃﺧﺬﺗﻨﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﻳﺪ اﻟﻌﻤﺮﺓ، ﻓﻤﺎﺫا ﺗﺮﻯ؟ ﻓﺒﺸﺮﻩ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآله ﻭﺳﻠﻢ- ﻭﺃﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻤﺮ، فكان بذلك أول معتمر مسلم، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﻣﻜﺔ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻗﺎﺋﻞ: ﺻﺒﻮﺕ، ﻗﺎﻝ: ﻻ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﻣﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآله ﻭﺳﻠﻢ-، ﻭﻻ ﻭاﻟﻠﻪ، ﻻ ﻳﺄﺗﻴﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ ﺣﺒﺔ ﺣﻨﻄﺔ، ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺫﻥ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآله ﻭﺳﻠﻢ-.

العربي الجديد