العلاقات السودانية التركية .. ملف متكامل
اصدرت وكالة السودان للانباء ملفا شاملاً للعلاقات السياسية والاقتصادية السودانية التركية بمناسبة زيارة الرئيس التركي رجب طيب أوردغان للبلاد يومي 24-25 ديسمبر الجاري .
و غطى الملف محاور تتعلق بتاريخ العلاقات والمراحل التي مرت بها ومجالات التعاون المشترك خاصة الاقتصادية والسياسية كذلك الزيارات المتبادلة للقيادات السياسية العليا بين البلدين المسلمين.
مدخل للعلاقات الثنائية :
– يعود تاريخ العلاقات السودانية التركية لعام 1555 عندما دخلت المنطقة تحت سيادة الدولة العثمانية حيث أنشأ العثمانيون ما يعرف بإيالة ( محافظة) الحبش على جزء من شرق السودان وجزء من دولة ارتيريا الحالية وكانت عاصمة تلك المحافظة مدينة سواكن .
أما وسط وجنوب السودان فقد بدأت علاقتهما بالأتراك في العام 1821م عند غزو محمد علي باشا للسودان. واستمرار دولته في حكم البلاد حتى سقوطها على ايدي ثوار المهدية عام 1885م. وقد كان للأتراك تأثير واضح في العديد من مجالات بالسودان ولاتزال آثارها باقية إلى اليوم مثل الزراعة والحرف والخدمات الصحية والطبية والنقل والقوات النظامية وحتى في مجال الثقافة الغذائية ، بل أن تأثير الأتراك على لغة أهل السودان لا يزال قائماً حتى اليوم.
– و يتصف البلدان بأهمية كل منهما من حيث الموقع الإستراتيجي والجيوسياسي والدور الذي تلعبه كل دولة في مجالها الإقليمي . وقد شهدت الأونة الأخيرة تنامياً لهذا الدور بالنسبة لتركيا. خاصة في قضايا الشرق الأوسط . كما تلعب تركيا دوراً مهما في حوار الحضارات والتقارب مع الغرب.
ومثلما أن السودان مستهدف في ثرواته وإمكاناته البشرية والمادية الضخمة من قبل القوى العظمى والاستعمار الحديث فإن تركيا هي الأخرى تواجه ذات التحديات
_ العلاقات الثنائية في الحقبة المعاصرة والقفزة الكبيرة التي تحققت:
و في التاريخ الحديث أقام السودان أول تمثيل دبلوماسي مقيم مع تركيا في العام 1981م حيث شهد نفس العام أول زيارة لرئيس سوداني لتركيا (المغفور له الرئيس الأسبق جعفر نميري) و قد تطورت العلاقات وازدهرت بوتيرة مضطردة في مطلع هذا القرن، خاصة بعد توقيع اتفاقية السلام وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في عام 2005م وبعد مجيء حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا عام 2002م وعلى وجه الخصوص بعد تجديد الثقة في حكومته بقيادة رئيس الوزراء السابق ” رئيس الجمهورية الحالي ” رجب طيب اردوغان في العام 2006م حيث شهدت الفترة التالية تقدماً كبيراً في العلاقات السياسية وتطابقت وجهات نظار البلدين في معظم القضايا السياسية والثنائية والإقليمية والدولية. وكان من أبرز تجليات هذا التميز في العلاقات:-
المستوى السياسي:-
1- قدم البلدان الدعم لبعضهما البعض في المحافل الدولية، وقد لعب السودان دوراً مهما في فوز تركيا بالعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن للفترة 2009م – 2010م كما ظلت تركيا تدعم سيادة السودان واستقراره ووحدة أراضيه.
2- دعم السودان مرشح تركيا لمنصب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي للعام 2007م.
3- ظل السودان يدعو لحل المسألة القبرصية في إطار الأمم المتحدة.
4- كما ظلت تركيا تدعو المجتمع الدولي إلى اعتماد الطرق الدبلوماسية في التعامل مع السودان وحل قضاياه . كما أعلنت موقفاً صريحاً برفضها لإدعاءات ما يسمي بالمحكمة الجنائية ضد السيد رئيس الجمهورية.
5- قدمت تركيا مقترحاً لدعم السلام والاستقرار بين السودان ودولة جنوب السودان عبر آلية للتعاون الثلاثي بين انقرا والخرطوم وجوبا لتنفيذ بعض المشاريع الاقتصادية المشتركة تعمل على تنمية المناطق الحدودية بما يعزز السلام والاستقرار.
6- انشأت لجنة تشاور سياسي بين وزارتي الخارجية في البلدين عام 2011م يرأسها وكيلا وزارتي الخارجية وقد عقت حتى الآن ثلاثة دورات.
7- اطرت علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين من خلال اللجنة الوزارية المشتركة التي يرأسها وزيرا الزراعة في البلدين والتي عقدت دورتها الثالثة عشر بالخرطوم خلال الفترة من 3-6 نوفمبر 2013م.
8- تناولت اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة الاخيرة التعاون في مجالات التجارة والشراكة التجارية والاقتصادية ، الاستثمار، الصناعة، الزراعة والثروة الحيوانية. العلوم والتكنولجيا ، الطاقة والتعدين، الغابات والبيئات ومصادر المياه ، النقل ، الاتصالات، الصحة ، التعليم، الثقافة، العون الفني وبناء القدرات.
التعاون بين البلدين:-
قامت وكالة التنمية والتعاون التركية (تيكا) بتشييد عدد من المشاريع كمنح للسودان نذكر منها:
1-مستشفي نيالا بتكلفة 50 مليون (وقد تم افتتاحها في فبراير 2014م),
2- مركز التدريب المهني في الخرطوم
3- معمل التلقيح الصناعي بالمناقل.
4- تأهيل معامل جامعات دارفور.
5- ترميم الآثار بمدينة سواكن.
– الزيارات المتبادلة:-
من الجانب السوداني:
– جرت زيارات سودانية عالية المستوى إلى تركيا إذ زارها السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير مرتين، كما زارها السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق ركن بكري حسن صالح. ” وفي السابق الأستاذ على عثمان محمد طه عدة مرات كنائب للرئيس ونائب أول”. إلى جانب زيارة السيد مساعد رئيس الجمهورية السابق .
وعلى المستوى الوزاري زارها كل من السيد وزير الخارجية والعديد من الوزراء ( الزراعة – الثروة الحيوانية – المعادن – الطاقة – المالية – تنمية الموارد البشرية – الصحة – الدفاع – الأوقاف) والولادة ( الخرطوم – جنوب دارفور ) – سنار – القضارف) وعدد من مديري الجامعات ومدير صندوق الإسكان ومدير عام الشرطة ، ووفد أعضاء اللجنة الإقتصادية بالبرلمان.
– شارك السيد على عثمان محمد طه النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية في المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في يناير 2013م.
– كما شارك السيد د. نافع على نافع المساعد السابق لرئيس الجمهورية في مؤتمر الأحزاب الآسيوية الذي استضافه حزب العدالة والتنمية في أنقرة في نوفمبر 2013م.
زيارات العام 2014-2015م
أ- زيارة السيد فريق أول ركن بكري حسن صالح، النائب الأول لرئيس الجمهورية أغسطس 2014م للمشاركة في حفل تسليم السلطة للرئيس رجب طيب أردغان ، كما زارها في الفترة من 23-25 أبرير 2015م لحضور قمة السلام والمشاركة في الذكرى المئوية لموقعة شاناكلي.
ب- زيارة السيد علىأحمد كرتي وزير الخارجية السابق 23-25 ابريل 2014م ، 9-10 أبريل 2015م
ج- زيارة السيد بدر الدين محمود وزير المالية السابق ، يرفقة السيد : وزير الزراعة والسيد / محافظ بنك السودان 27/4-1/2014م ، وقد تم التوقيع خلال الزيارة على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.:
1) اتفاقية التعاون والشراكة الثنائية في مجال الزراعة.
2) اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار.
3) اتفاقية النقل الدولي للركاب والبضائع عبر الطرق البرية.
4) مذكرة تفاهم في مجال الاسماك.
5) مذكرة تفاهم في مجال المناطق الحرة.
د-زيارة السيد عبدالرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم السابق مايو 2014م
هـ- زيارة السيد وزير الصحة الإتحادية السابق 27 مارس 2015م.
و- زيارات لعدد من الوزراء الولائيين والمعتمدين لتركيا خلال الفترة يناير – مايو 2015م.
من الجانب التركي:-
– زار رئيس الوزراء التركي السابق” رئيس الجمهورية الحالي ” رجب طيب أردغان السودان في مارس 2006م وكانت زيارته إلى دارفور ارفع زيارة يقوم بها مسؤول اجنبي إلى الإقليم .
– زار السودان رئيس البرلمان التركي وعدد من الوزراء والمسؤولين.
– كما زار البلاد السيد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الحاكم والسيد وزير الدولة بالشئون الدينية ، والسيد مدير تيكا، ووزير التربية والتعليم ، كما زار السيد وزير الزراعة السودان عدة مرات كان اخرها في نوفمبر 2013م مترئساً وفد بلاده في أعمال اللجنة الوزارية المشتركة الـ13.
– شارك السيد جميل تشيشك رئيس البرلمان التركي في اجتماعات برلمانات الدول التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في الخرطوم عام 2013م.
– زار السيد بكير بوزداغ النائب السابق لرئيس الوزراء التركي السودان في يناير 2013م للوقوف على سير العمل في مستشفي نيالا التركي.
– زار وزير الطاقة التركي السودان في ابريل 2013م وقام بالتوقيع على مذكرات تفاهم في مجال الطاقة ومجال الكهرباء ومجال المعادن.
-زار السيد أمر الله يشلر نائب رئيس الوزراء التركي السودان 27-28 فبراير 2014م لافتتاح المستشفي التركي بنيالاً.
– زار السيد/ رئيس الشئون الدينية التركي للسودان في الفترة من 5-7 مارس 2015م.
اللجنة الوزارية المشتركة:-
– اهم الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين اتفاقية التعاون الفني 1989م – برتوتكول التعاون الثقافي 1992م – اتفاقية التعاون الصحي 2007م، اتفاقية جدولة ديوان السودان عام 1999م وعدة اتفاقيات للتسهيلات الائتمانية لبناء الجسور ومشاريع الصرف الصحي2002م ،
– اتفاقية للتعاون بين وزارتي الداخلية في البلدين، بالاضافة إلى اتفاقيات وبروتكولات عديدة في كافة المجالات.
-وقعت اتفاقية للتعاون بين المركز القومي للدراسات الدبلوماسية السوداني والأكاديمية والدبلوماسية التركية عام 2010م.
-كما تم التوقيع على اتفاقية إلغاء تأشيرات الدخول لحاملي الجوازات الدبلوماسية في البلدين في العام 2010م.
– مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الارشاد والأوقاف مارس 2015م.
– مذكرة تفاهم في مجال المعلومات والتقنيات الإلكترونية بين وزارتي خارجية البلدين ابريل 2015م.
– اتفاق للتعاون في مجال الصحة الإلكترونية . الخرطوم ابريل 2015م.
– اتفاقية إطارية للتعاون الفني والعلمي في المجال العسكري الخرطوم ابريل 2015م.
العلاقات التجارية بين البلدين:-
– حجم التبادل التجاري محدود حيث بلغ 291 مليون دولار للعام 2013م فيما بلغ حوالي 260 مليون دولار للعام 2014م وبلغ 320 مليون دولار للعام 2015م.
– اهم السلع المتبادلة : من السودان هي الصادرات الزراعية ، ومن تركيا هي الأجهزة الكهربائية مدخلات الإنتاج الصناعي والزراعي والملبوسات.
العلاقات الاقتصادية بين البلدين:-
– ساهم بنك تنمية الصادرات التركي في مشروعات البني التحتية بولاية الخرطوم (كبري المك نمر ، كبري الحلفايه – مياه بحري ، الصرف الصحي ببحري ) وذلك في حدود 100 مليون دولار.
– قدمت تركيا للسودان تسهيل ائتماني في حدود 100مليون دولار في العام 2008م لتشجيع الشركات التركية ، وتم رفعه إلى 200 مليون دولار.
– قدمت تركيا منحة لإنشاء المستشفي التركي في الكلاكلة بقيمة 4.7 مليون دولار في عام 2000م.
– خصصت تركيا منحة بمبلغ 50 مليون دولار لإنشاء المستشفي التركي بنيالا.
– تقدم تركيا عدد من منحة علاجية سنوية للمرضي السودانيين.
العلاقات الثقافية والإعلامية:
– انشا البلدان العديد من الاتفاقيات التعاون في المجال الاعلامي و يجري السعي إلى تفعيلها لتحقيق الأهداف التي أشرنا إليها سابقاً ، خاصة بعد أن انشأت تركيا قناة ناطقة باللغة العربية وبدأت تهتم بتفعيل منتدى التعاون العربي التركي.
– خصصت 30 منحة دراسية للطلاب السودانيين في كل المستويات بالجامعات التركية.
– زار عدد من الفرق الموسيقية وفرق الفنون الشعبية تركيا للمشاركة في بعض المهرجانات والمسابقات الموسيقية.
– خصصت تركيا سبعين منحة دراسية جامعية وفوق الجامعية للطلاب السودانيين بنظام الاختيار المباشر.
– افتتحت قنصلية عامة للسودان باسطنبول في عام 2007م الحقت بها مستشارية اقتصادية مطلع العام 2014م.
الحكومات والحزب الحاكم في تركيا:-
– يحكم حزب العدالة والتنمية . ذو التوجهات الاسلامية. تركيا من خلال حكومة منفردة منذ نهاية 2002م ويسيطر الحزب على مقاليد الحكومة متمتعاً بأغلبية برلمانية مريحة، وعلى رئاسة الجمهورية منذ 2007م عندما فاز ” عبدالله غل” بأصوات الأغلبية البرلمانية التي وضعته في قصر جانكايا لسبع سنوات. ليفسح الطريق بعدها إلى رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي استطاع الفوز طوال الاثنتي عشرة سنة الماضية في كل معركة انتخابية خاضها، برلمانية ، محلية ، أو استفاء شعبي مباشر. ليفوز بمنصب رئاسة الجمهورية في الانتخاب الشعبي المباشر، وقد خاض الحزب معركة سياسية شرسة أنتهت بإعادة الانتخابات التي جرت في يونيو 2015م مرة أخرى في نوفمبر 2015م حيث استعاد حزب العدالة والتنمية موقع الصدارة.
-جرت محاولة انقلابية فاشلة في يوليو 2016م هدفت للإطاحة بالريس أردوغان وحكومته ، ولكن تلاحم الشعب التركي مع قيادته السياسية ساهم في إحباط المحاولة الإنقلابية خلال ساعات واستعاد اردوغان قوته السياسية وإزدادت شعبيته بصورة كبيرة، .
– تواصل تركيا دورها الإقليمي المحوري في سوريا والعراق وفق إستراتيجية تستهدف حماية مصالحها وأمنها واستقرارها على ضوء النزاعات الإقليمية والدولية الماثله ة في المنطقة.
السودان وتركيا علاقات متجزرة وتعاون مثمر :
ابدت تركيا في الأونة الأخيرة إهتمام متزايد لتطوير علاقاتها مع السودان، وإحدى مظاهر ذلك الاهتمام اتفاقية عام 2014م الرامية لتشجيع الاستثمار في البلدين إضافة إلى مذكرة تفاهم للتعاون في مجال إنشاء مناطق حرة بهدف إنشاء وتأسيس بنية تحتية قوية للعلاقات الاقتصادية بينهما مع تأكيد الجانب على ضرورة زيادة صادراتهما المتبادلة ، وهذه كانت أولى البوابات التي فتحت أمام المستثمرين الأتراك في السودان، إضافة إلى بداية تأسيس مشاريع مشتركة بين الدولتين في السودان
لم يكن الاهتمام التركي بالسودان مجرداً من التاريخ المشترك بين الشعبين فاللغة هي الحاجز الوحيد إن كان حاجزاً بين إقامة أفضل العلاقات الأخوية بين الدولتين، فالعلاقات الأخوية التي أساسها رابطة الدين الحنيف والتاريخ المشترك هي دعائم وركائز عميقة بين الشعبين والدولتين.
أمتدت جذور العلاقة والتعاون المشترك بين تركيا والسودان قرابة 450عاماً، إذ بدأت عام 1555م عندما أنشأ العثمانيون محافظة في جزء من شرق السودان أطلق عليها مدينة سواكن، وكان للأتراك تأثير واضح في العديد من مجالات الحياة في السودان مثل الزراعة والحرف والخدمات الصحية والطبية
والنقل والقوات النظامية أما العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فبدأت في عام 1981م .
وعندما فاز حزب (العدالة والتنمية) في انتخابات عام 2002م شهدت علاقات تركيا مع جمهورية السودان تطوراً ملحوظاً ولرغبة الدولتين في تطويرها يؤهلها أن تكون ملتقي كثير من المستثمرين الاتراك في السودان حيث يمتلك السودان 90% من الإنتاج العالمي من الصمغ العربي إضافة إلى وجود النفط والغاز فيه بالإضافة إلى مصادرالمنتجات الزراعية والحيوانية، ويمكن الشركات التركية استثمارها في مشاريع مشتركة بين الطرفين وهذا يتطلب بناء أسس التكامل الاقتصادي بين الدولتين لتشكيل مؤسسات بحثية منفردة مهمتها دراسة سبل تسهيل وإنجاز المشاريع وتسهيل عمل المؤسسات المالية الممولة للمشاريع من ناحية التحويلات وفتح فروع للمصارف التركية في السودان وكذلك المصارف السودانية في تركيا إضافة إلى انشاء مصارف مشتركة بين الجانبين لغرض تيسير عمل المستثمرين . بالإضافة إلى إنشاء مراكز بحثية علمية لدراسة تقويم وبناء المشاريع المقترحة والتخطيط لها.
بدأت أولى المحاولات لتطوير التعاون الاقتصادي بين تركيا والسودان بتشكيل لجنة على مستوى وزاري مهمتها عقد الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين وهذه تجتمع بصورة دورية و ما تحقق خلال هذه اللجنة هو التوقيع على اتفاقيات في مجالات الزراعة والشراكة الزراعية والمجال الفني والتعليم والتعاون العلمي والنقل والتعدين والمعادن والكهرباء ، كذلك أوصت اللجنة بإزالة العوائق الجمركية وتسهيل الحركة التجارية ونقل البضائع إضافة إلى الاتفاق حول حماية وتشجيع الاستثمار المتبادل
ويشير معظم الباحثين إلى أن العلاقات التركية السودانية آخذه في التطور والنمو ومن المؤمل أن يصل حجم الاتفاقات التجارية إلى ثلاثة مليارات دولار في خلال العامين القادمين عبر إنشاء تكتل تجاري مشترك.
وقد أقامت جامعة افريقيا في السودان ندوة عن العلاقات التركية االسودانية وآفاق تطورها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، واوصت الندوة بضرورة توطين الخبرات التركية في مجال الزراعة السودان وتبادل الخبرات والعمالة بين البلدين وبناء منطقة تجارة حرة في مناطق استراتيجية كمنطقة بورتسودان نسبة لحاجة الاقتصاد التركي للأسواق
أوصت الندوة ايضا بتوسيع أطر التبادل الثقافي والتعليمي خاصة في مجال اللغات التركية والعربية وإنشاء مركز ثقافي بين البلدين واوصت الندوة بضرورة اتجاه الاستثمارات التركية إلى مجالات الذهب والنفط والغاز والعمل على تقوية القطاع الخاص وتوقيع التبادل الأكاديمي بين الطلاب والأساتذة بين جامعات البلدين وعقد المزيد من الندوات لتعزيز هذه العلاقات على أن تتولي الجهات المهنية في البلدين تنفيذ هذه التوصيات من أجل علاقات أفضل بين البلدين.
وقد شملت الندوة مناقشة عدة دراسات قدمت من قبل الأكاديميين من البلدين وكانت إحداها للأستاذة فتحية عمر من مركز ركائز المعرفة السودانية بعنوان ( التغيرات الإقتصادية وتأثيراتها على العلاقات السودانية التركية)
أشارت إلى أن الإهتمام التركي بالسودان قد أصبح واضحاً وخصوصاً على المنشآت الصحية والتعليمية والبني التحتية بصورة عامة، وأشارت الكاتبة إلى أن وجود الاحتياطي الكبير من المعادن جعل من السودان وأفريقيا محط اهتمام متزايد من قبل القوى الكبرى . وهنا توصي الباحثة تركيا بالقيام بدور أكبر في السودان والقارة الأفريقية.
أما البروفيسور محمد عبدالقادر استاذ الإقتصاد بجامعة أفريقيا العالمية اشار في ورقته إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البدلين ومنذ الاستقلال لم تشهد تطوراً ملحوظاً رغم توفر عدة عوامل تساعد في زيادة التعاون الاقتصادي واهمها المقاطعة الاقتصادية من قبل أمريكا وبعض الدول الأوروبية مما يدفع السودان إلى الحصول على شركاء آخرين وتركيا مؤهلة لتعلب هذا الدور.
وأشار الباحث إلى أن التعاون الاقتصادي بين البلدين أقل من المستوى المطلوب، مضيفاً إن مستقبل التعاون بين البلدين سيشهد تطوراً لوجود الرغبة الحقيقية من جانب البلدين ولكن تحقيق ذلك التكامل يتطلب إزالة كافة أشكال البروقراطية وتعقيد الإجراءات بالنسبة للمستثمرين وأن تسعي الحكومة السودانية إلى تقديم مزيد من التسهيلات للمستثمرين الآتراك في المجال الزراعي والصناعي والتركيز على توطين التصنيع الزراعي.
وقد بلغ حجم التبادل الاقتصادي بين الجانبين حسب اخر إحصائية العام2014 أكثر من 500 مليون دولار، أما نشاطات رجال الأعمال الأتراك في السودان فكانت تتنوع في البني التحتية وتطويرها والتصنيع والصلب، وقد بلغ عدد الشركات التي تعمل في السودان 480 شركة
وفي إطار زيارات الوفود التركية لولاية البحر الاحمر تم توقيع مذكرة تفاهم مشتركة بين الولاية ومجموعة التجارة التركية الإفريقية (افروسات) لإنشاء مشروع منطقة حرة صناعية في مربع 24 بمنطقة الثورة في المنطقة الشماية لمدينة بورتسودان في مساحة كلية 3 مليون متر مربع.
المرحلة الأولى من المشروع قيام صناعات لوازم البناء محطة كهرباء ومحطة مياه ومحطة لمعالجة النفايات بالإضافة إلى صناعة الأثاثات في مساحة 800 ألف متر مربع وذلك من اجل توفير المدخلات التي سيقوم عليها مشروع المنطقة الحرة.
المرحلة الثانية: قيام صناعات متنوعة غذائية – بتروكيماوية – بلاستيكية – معدات بناء – مركبات أعلاف – أدوات الكهربائية – معدات مياه صناعات طبية
– استثمارات تركية أخرى خارج المنطقة الصناعية الحرة :
جرى التقاهم مع مجموعة شاهين التركية للاستثمار على تطوير قرية الرقبة السياحية 45 كيلو متر في الساحل من مدينة بورتسودان وانشاء مدن سياحية في الخارطة الاستثارية للولاية.
و قد اشار مجلس الصداقة الشعبية العالمية الى ان زيارة أرودغان للبلاد تعد واحدة من اهم التحولات السياسية والانفتاح الكبير علىدول العالم بعد رفع العقوبات الأمريكية
إعتبر مجلس الصداقة الشعبية العالمية زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردغان إلى البلاد في الأيام المقبلة واحدة من التحولات السياسية والانفتاح الكبير على دول العالم بعد رفع العقوبات الأمريكية عن السودان خاصة
وقال نائب الأمين العام زهير حامد سليمان في تصريح (لسونا) إن المجلس بعد هذه التحولات بدأ في تفعيل جمعيات الصداقة الفاعلة والمؤثرة حيث بدأ بتفعيل جمعية الصداقة السودانية الأمريكية والتي كان من نتائجها الانفتاح على الصداقة بين القارة الأمريكية والمجلس حيث أعلنت خطة التواصل الشعبي بينهما في العام 2013م
والمحطة الثانية كانت مع جنوب السودان والتي اسفرت عن جمعية الصداقة النسوية والتي فتحت خطا كبيرا بتسيير قافلة لجنوب السودان في اطار استيعاب الطلاب الوافدين من الجنوبيين وكذلك هناك خمس قوافل لكل من يوغندا ، مصر، ارتريا، تشاد، وإفريقيا الوسطى تم التنسيق لها مع رجال الأعمال والرياضيين والفنانيين، والمبدعين كل ذلك في إطار التواصل الشعبي.
وأشار زهير إلى اهمية دولة تركيا في المنطقة باعتبارها ناصرة للشعوب خاصة الإسلامية وقال أن مجلس الصداقة الشعبية العالمية ترحب بالزيارة التاريخية ويتفاعل معها وأضاف ” لدينا جمعية فاعلة في السودان يرأسها الفاتح حسنين وهو من الكوادر والقيادات التي كانت لهم علاقة قوية مع تركيا رجال اعمال ، وطلاب ، وخريجين وبعض الشركات المهتمين في الجوانب الثقافية فضلاً عن الكيانات التركية الاجتماعية الأخرى، ”
و اكد بأن الجمعية فاعلة ولديها مناشط في تركيا حيث أنها نظمت منبر لرجال الأعمال السودانيين والأتراك في العالم الماضي. ولفت إلى أن المجلس يخطط لإقامة ملتقي رجال الأعمال في البلدين في ابريل
من العام المقبل إضافة إلى إقامة معرض مصاحب.
وامتدح نائب رئيس المجلس دولة تركيا ووقوفها مع قضايا الشعوب الإسلامية خاصة دورها تجاه القضية الفلسطينية ورفضها للقرار الأمريكي بجعل القدس عاصمة للكيان الصهيوني مؤكداً أن المجلس سيقف مع دولة تركيا في خندق واحد.
نصرة للشعوب الإسلامية:
وقال أن المجلس يعمل مع الدبلوماسية الرسمية من اجل تعزيز الصداقة بين الشعوب لافتاً إلى ان المجلس راعي لمبادرة مع دول البركس فضلاً عن أنه عضو في اللجنة التي شكلتها وزارة المالية لاستقبال الرئيس التركي
و اشار إلى ان المجلس معني بلجنة الحشد والإستقبال في المطار وأشار إلى أن المجلس قدم فكرة لإقامة ندوة فكرية لرجب طيب أوردغان يحشد لها اساتذة الجامعات والمفكرين فضلاً عن انه قدم مقترحاً لجامعة الخرطوم بمنحها درجة الدكتوراة الفخرية للرئيس التركي ووافقت الجامعة عليها. واكد زهير ان لمجلس الصداقة الشعبية مناشط كثيرة تحتاج من سونا عكسها.
.
اثنين مليار دولار حجم الاستثمارات التركية السودانية
– بلغ جحم الاستثمارات التركية بالسودان في كافة القطاعات اثنين مليار دولار ذلك في الفترة من 2000_ 2017
– وذكر تقرير صادر عن وزارة الاستثمار ان عدد المشروعات الاستثمارية في تلك الفترة بلغت 288 مشروعا.
– وابان التقرير ان المشروعات الاستثمارية التركية بالسودان تشمل القطاع الصناعي في مجالات الاثاثات ومنتجات الامونيوم والحديدية والاسمنتية ومواد غذائية وخدمات كهربائية وادوات كهربائية وننقيب وتعدين
– وفي القطاع الخدمي ابان التقرير ان الاستثمارات في المجالات الخدمية في النقل البري والطرق والجسور والحفريات والانشاءات والمقاولات والخدمات الصحية.
– واشارالي ان قطاع الاستثمار الزراعي يحتوي علي الانتاح الزراعي والحيواني
انعقاد اللجنة الزراعية التركية السودانية بالاحد:-
تنعقد يوم الاحد المقبل اجتماعات اللجنة الزراعية بين السودان وتركيا وذلك ضمن برنامج زيارة الرئيس التركي للبلاد وسيصل البلاد بعد غدا السبت نائب وزير الزراعة التركي علي راس وفد كبير في المجال الزراعي.
وسيتم التوقيع علي خطة عمل ومحضر الاجتماع بين وزير الدولة للجانب السودان ونائب وزير الزراعة للجانب التركي. وتشير سونا ان الشراكة والتعاون الثنائي في المجال الزراعي بين السودان وتركيا والتي تم التوقيع عليها في العام 2014 شملت خطة عمل منها تخصيص ارض بمنطقة ابو قوته للمشروع النموذجي بمساحة 12500 هكتار واتفاق مع شركة تقيم وفتح فرع بالسودان وتأسيس المزرعة النموذجية وتوفير الشركة المدخلات الزراعية كما يوجد بروتوكول للتعاون بين البلدين نم تدريب 310 مهندس زراعي بجانب انعقاد اجتماعات اللجنة الدورية.
الجمعية السودانية التركية للإغاثة الطبية : زيارة اردوغان للبلاد ستشهد عقود إنشاء مستشفيات جديدة
كشفت الجمعية السودانية التركية للإغاثة الطبية ان زيارةالرئيس التركي رجب طيب أردوغان للبلاد في الثالث والعشرين من ديسمبر الحالي ستشهد عقد بناء مستشفيات ومطارات جديدة ودعم تكنولوجيا وتبادل الخبرات بين الجامعات.
وكشفت عن تسيير قافلة طبية لمدينة الكدرو بمحلية بحري بالتزامن مع زيارة الرئيس التركي .
وقال د. وهيب إبراهيم هارون رئيس الجمعية السودانية التركية للإغاثة الطبية فى مؤتمر صحفي حول العلاقات السودانية التركية في المجالات الطبية بقاعة مجلس الطفولة اليوم الاربعاء بمناسبة زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للبلاد: أن تركيا، قدمت للبلاد دعما لعلاج 100 حالة في الأمراض الحرجة بتكلفة 20 الف دولار للمريض الواحد، لافتا إلى أن الجمعية تسعي لتوطين الدواء والعلاج بالداخل وتشغيل المعامل الدوائية المتوقفة وتدريب الصيادلة لتحسين الخدمة الطبية.
الخرطوم 21 -12 -2017 م (سونا )