مطالب عربية للهند بتوضيح موقفها إزاء القدس
قالت مصادر دبلوماسية في العاصمة الهندية نيودلهي إن أكثر من عشرة سفراء عرب طلبوا من الهند أن توضح موقفها من اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل بعد أن أشار صمتها إلى تغير محتمل في موقفها الداعم للقضية الفلسطينية.
وذكر مصدر دبلوماسي أن عدة سفراء عرب اجتمعوا الأسبوع الماضي في نيودلهي مع وزير الدولة الهندي إم. جي أكبر لاطلاع الحكومة الهندية على نتائج اجتماع جامعة الدول العربية الأخير الذي أدان القرار الأميركي.
وأوضح أن السفراء وعددهم أكثر من عشرة، إلى جانب قائمين بالأعمال من عدة دول في المنطقة تحدثوا خلال الاجتماع و”طلبوا موقفا أكثر وضوحا من الهند لكن أكبر لم يورد تأكيدات”.
وذكر المصدر الدبلوماسي -الذي اطلع على نتائج الاجتماع وطلب عدم ذكر اسمه- أن المسؤول الهندي لم يعد بشيء.
وقال السفير الهندي السابق لدى الأردن أنيل تريجوانايات إن السفراء والدبلوماسيين “كانوا يتوقعون المزيد من الهند، ربما شجب إسرائيل والولايات المتحدة، لكن هل يحدث إضافة صوت واحد فرقا يذكر حقيقة؟”.
وعلى الرغم من أن دولا من مختلف أرجاء العالم -ومنها حلفاء للولايات المتحدة مثل بريطانيا وفرنسا- انتقدت قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن القدس لكن الهند لم تعلن وقوفها في صف أحد.
واكتفت وزارة الخارجية الهندية بإصدار بيان مقتضب قالت فيه “إن موقف الهند ثابت ومستقل عن مواقف أي طرف ثالث”.
ولم يشر بيان الخارجية الهندية إلى القدس، وأثار انتقادات في الداخل اعتبرته “غامضا ومناهضا للفلسطينيين وغير كاف”. وقال مصدر حكومي هندي إن حكومة بلاده لا تعتزم إصدار المزيد من الإيضاحات بشأن القدس.
يذكر أن الهند كانت واحدة من أوائل من قادوا الدفاع عن القضية الفلسطينية عندما كانت ترأس حركة عدم الانحياز، في حين أبقت بهدوء على علاقات مع إسرائيل.
لكن في عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي انتقلت الهند إلى علاقات أكثر علانية مع إسرائيل وكشف النقاب عن علاقات عسكرية قوية وتعاون أمني
ويرى الهندوس القوميون -ومنهم مودي- أن إسرائيل والهند “تشتركان في محاربة التشدد الإسلامي” وتدعوان من فترة طويلة إلى تأييد علني لإسرائيل.
وفي يوليو/تموز الماضي قام مودي بأول رحلة يجريها رئيس وزراء هندي لإسرائيل، ولم يزر رام الله مقر السلطة الفلسطينية حيث اعتاد الزعماء على التوقف هناك في محاولة لإظهار التوازن في العلاقات السياسية.
وقال الخبير الهندي في العلاقات مع إسرائيل بجامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي بي. آر كوماراسوامي إن “تحولا كبيرا” في السياسة الهندية ظهر واضحا منذ أوائل هذا العام عندما زار الرئيس الفلسطيني محمود عباس الهند.
وأضاف “أكد رئيس الوزراء مودي وهو يقف بجوار الرئيس الفلسطيني مجددا دعم الهند إقامة دولة فلسطينية لكنه تجنب بحرص أي إشارة مباشرة إلى القدس الشرقية”.
وعلى مدى عقود كان دعم الهند لإقامة دولة فلسطينية يقترن بإشارة واضحة إلى القدس الشرقية عاصمة لها، لكن كوماراسوامي قال إن دلهي “تحولت إلى موقف أكثر توازنا برفضها الانحياز في خلاف قابل للانفجار”.
الجزيرة.