حوارات ولقاءات

أحمد بلال ما طردونا من بورسودان وما حدث “شوشرة” من سبعة انفار

حوار- حسن محمد علي
*هنالك أحداث شهدها مؤتمر حزبكم بولاية البحر الأحمر، لنقف عليها مع القارئ بمزيد من التوضيحات؟
الحزب في ولاية البحر الأحمر وعلى مدار الثلاثين عاماً الماضية لم يشهد حراكا مثلما حدث في هذا المؤتمر، باعتبار أنه كان مغلقا على أشخاص محددين يسمون بمجموعة (سبعة نفر)، ثم إن ذات المجموعة التي يقودها رئيس الحزب بالولاية، عوض الله إبراهيم، تقف ضد قيام المؤتمر وهي من قامت بالأحداث، وألخصها لك في أنهم (11) شخصاً حاولوا الحيلولة دون قيام المؤتمر العام للحزب بولاية البحر الأحمر، وهتفوا في القاعة وقاموا بعمل (شوشرة)، لكن سرعان ما تم إجلاؤهم خارجها وانتظم الحزب من جديد وأنجز مهامه ومارس صلاحياته في ديمقراطية كاملة.
*هنالك من تحدث عن تعرضكم للطرد من القاعة؟
حادثة الطرد غير صحيحة البتة، وكان من اللازم أن يخرج الجميع من القاعة لمزيد من التدقيق حول الهويات والمشاركين، ومن ثم استئناف فعاليات المؤتمر، وهو ما حدث فعليا، والمجموعة التي أرادت تقويض قيام المؤتمر العام بالبحر الأحمر، هي مجموعة صغيرة ومعزولة، وكانت تتفق مع كل الوفود التي أرسلناها للولاية، وهي تفوق العشرة ثم تعود وتنكص عن اتفاقها، ورغم أن المؤتمرين المصعدين قد جاءوا نتيجة فعاليات قاعدية تمت ولأول مرة في كل الدوائر، إلا أن المجموعة التي يقودها رئيس الحزب السابق لم تشارك في كل تلك الفعاليات.
*وما هو مستقبلها في الحزب عقب الأحداث التي قامت بها؟
بالطبع لا مكان لهم في الحزب، فهؤلاء خرجوا عن المؤسسية، ثم إن أداءهم السابق لم يكن مثلما هو في المجموعة التي جاءت الآن نتيجة للعملية الديمقراطية، حيث إن الحزب بولاية البحر الأحمر هو الحزب الوحيد من بين جميع ولايات البلاد لم يقدم قائمة انتخابية على مستوى المرأة والحزب، وهؤلاء غير جديرون بالبقاء بالطبع.
*في جانب آخر هنالك تحركات لمجموعة في الحزب قامت بالتوقيع على ميثاق للوحدة وهي الأخرى خرجت عنكم؟
هؤلاء ارتكبوا نفس الخطأ الذي حدث في العام (2011)، عندما تم تعطيل مؤسسات الحزب وإلغاؤها، هم في رأيهم أننا نرفض الوحدة، وهذا حديث غير سليم، فأنا شخصيا، أحمد بلال، قدت الوحدة مع مجموعة صديق الهندي وتوقفت لأسباب منطقية، ونحن لم نكن لنقف بل كنا سنواصل عقب عقد المؤتمر العام في مشروع وحدة يضم جميع الفصائل والتيارات الاتحادية، وهو مشروعنا القائم، لكن بالتأكيد لن نعطل قيام مؤتمرنا العام.
*لكن منهم من يرى خطأ عقد المؤتمر العام، وعدم شرعية فعالياته؟
الذين يقولون هذا الحديث هم للأسف عزلوا أنفسهم عن البناء القاعدي للحزب، ولم يشاركوا فيه، ومنهم ثلاثة أشخاص ليسوا على ارتباط تنظيمي مع الحزب، وفيهم شخص واحد شارك معنا في المؤتمرات ثم توقف عن المشاركة، أما البروفيسور علي محمد صالح فهو في الأصل لم يتحرك معنا ولن يستطيع أن يتحرك في هذه الفعاليات.
*يواجهكم اتهام بمحاولة إقصاء أبناء الطريقة الهندية والأشراف من الحزب؟
من يرى ذلك قلة يريدون فرض أشخاص محددين، بوضع اليد وبدون ممارسة ديمقراطية، ويريدون افتعال معركة من فراغ بين الحزب والطريقة الهندية، وهذا غير وارد عندنا نهائيا، صحيح أن قيادة الحزب كانت تضم الشريف حسين الهندي والشريف زين العابدين لكن لم يكونوا في القيادة لأنهم أبناء الشريف يوسف، إنما بعطائهم الوطني والحزبي، والأشراف الآن معنا في الحزب، ويستطيع أي شخص منهم التقدم لقيادة الحزب لكن بالطريقة الديمقراطية.
*كأنما تواجهون أزمة الطائفية السياسية؟
نحن الحزب الوحيد الذي لا يعاني من الازدواجية، وأي حزب الآن تواجهه هذه المعضلة بما فيها حزب المؤتمر الوطني الذي تتبدى فيه المجموعة والحركة الإسلامية، نحن ليس لدينا قدسية، ومنذ القدم يرتكز حزبنا على الحراك الصوفي، وكل المنتمين له من أهل الصوفية سواسية، وأي دعوة للتقدم بالطائفية مردودة.
*لكن المعركة تبدو أوضح في التعبير عن الاصطفاف الطائفي؟
نحن حزب تحرري وطني، وهذه هي الأركان السياسية التي نبني عليها الحزب، ومحاولة الزج واختلاق صراع طائفي الغرض منه الأشخاص ومصلحتهم وليس الطائفة.
*هل سيقوم المؤتمر العام في مواعيده المضروبة أم أن الأحداث الأخيرة أثرت عليه؟
المؤتمر قائم في مواعيده المضروبة، التاسع عشر من ديسمبر الجاري، وليس هنالك أي اتجاه لتأجيله أو تأخيره، وقمنا بتسليم قائمة المؤتمرين وعددهم (2150) شخصاً لمسجل الأحزاب السياسية، والآن نحن في مرحلة التحضيرات النهائية، وهنالك بعض الطعون لكن مؤسساتنا ولجاننا القانونية قادرة على الرد عليها ودحضها، فما شهده الحزب من حراك ديمقراطي تنظيمي قادر على الصمود والبقاء، ولن توقفه أي جهة مهما كانت.

اليوم التالي.