فلسطين تنتفض
انفجرت الأوضاع في فلسطين، ففيما خرجت تظاهرات في كافة المدن الفلسطينية أمس احتجاجاً على قرار الرئيس الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، أصيب حوالى (104) فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي،
في مواجهات اندلعت في مدن مختلفة في الضفة الغربية المحتلة، في ذات الأثناء التي عم فيها الإضراب الشامل فلسطين، ودعت حركة حماس إلى انتفاضة جديدة، وبالمقابل أعلن الجيش الإسرائيلي صباح أمس نشر تعزيزات في الضفة الغربية المحتلة تحسباً لوقوع مواجهات مع الفلسطينيين. وفي غضون رفض دولي وإقليمي واسع للقرار الأمريكي انعقدت جلسة طارئة عاصفة للهيئة التشريعية القومية علت فيها أصوات التهليل والتكبير وامتلأت بالتصفيق الحار والخطابات الحماسية المنددة بالقرار للنواب، وأعلنت الهيئة رفضها القرار، وطالبت الحكومات العربية باتخاذ الإجراءات القانونية لمقاومة القرار، وتزامنت المطالبات مع منحى آخر لبرلمانيين طالبوا من خلاله الحكومة السودانية بقطع العلاقات مع أمريكا وطرد القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم، ومقاطعة البضائع الأمريكية احتجاجاً على القرار، في ذات الوقت الذي أعلنت فيه جماعة الإخوان المسلمين رفضها قرار ترامب بالاعتراف بالقدس ووصفته بمثابة إعلان حرب على الأمة العربية، ودعت الحكام العرب (المنبطحين) على حد تعبيرها لمناهضة القرار بكافة السبل والوقوف مع شعوبهم، ووصفت الجماعة المنادية بالتطبيع مع إسرائيل بـ (الخونة والعملاء لإسرائيل) وأعداء الأمة الإسلامية.
الحق بالقوة
وتخوف وزير الخارجية إبراهيم غندور خلال الجلسة الطارئة للهيئة أمس من خطورة القرار على زيادة حجم الإرهاب في العالم، وقال: (المغتصب يأخذ الحق بالقوة)، وأضاف قائلاً: (ثقتي أن الجميع سيقاوم القرار). وأشار إلى أن الرئيس سيشارك في قمة التعاون الإسلامي المنعقدة في تركيا في (13) من الشهر الحالي.
وفي ذات الاتجاه قررت الهيئة في بيان تلاه رئيس الهيئة إبراهيم أحمد عمر دعوة البرلمانات الإفريقية والعربية للانعقاد في الخرطوم لاتخاذ موقف واحد، وطالبت الهيئات النيابية في العالم بالاعتراف بدولة فلسطين بعاصمتها والتعامل مع إسرائيل باعتبارها دولة محتلة. وأكد إبراهيم استمرار الدعم للمشروع الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس.
المقاطعة
ومن جانبه طالب نائب رئيس مجلس الولايات محمد الأمين خليفة بمقاطعة أمريكا في كافة المجالات، ودعت البرلمانية عبلة مهدي إلى طرد سفراء أمريكا في كل دول العالم الإسلامي والعربي (شر طردة)، وقالت: (إن لم نوقفها فلا فائدة من اجتماعاتنا). وأيد البرلماني حسن عبد الحميد المطالبات بمقاطعة البضائع الأمريكية وطرد السفراء. وفي ذات السياق طالب القيادي بالمؤتمر الشعبي والبرلماني كمال عمر بعدم التطبيع مع إسرائيل، وقال: (نحن في حكومة الوفاق ما دايرين نسمع وزير يتحدث عن التطبيع مع إسرائيل)، وأضاف قائلاً: (أي واحد يقول كده يخلي الحكومة)، وأكد أن اليوم يوم جهاد. وشدد رئيس لجنة الصناعة بالبرلمان عبد الله مسار على مراجعة مواقف الأمة الإسلامية، مؤكداً أن الإرهاب خلق بواسطة قادة الأمة الإسلامية، وقال: (يجب أن ينتبهوا إلى أن هناك أمراً جللاً)، وأشار إلى أن الإدانة والشجب لن يحلا القضية. ودعت البرلمانية روضة الحاج إلى تخصيص الحصة الأولى في المدارس والجامعات للتعريف بالقدس.
جمعة الغضب
وأعلن رئيس لجنة فلسطين بجماعة الإخوان المسلمين عمر شيخ إدريس بمنبر (سونا) أمس عن إعدادهم (جمعة الغضب) بمسجد عبد الحي يوسف بجبرة، وجزم بأن قرار ترامب مهدد للأمن والسلم العالميين، وطالب الشعب الفلسطيني بإلغاء كل الاتفاقيات والبروتكولات والتعاون الأمني مع إسرائيل، وناشد الشعب الأمريكي إبعاد الإدارة الأمريكية الحالية، لجهة أنها تعمل ضد مصالحهم، وأكد أن القرار (طائش) وأكسب أمريكا عداء (1,7) مليار مسلم وورطهم في معركة معهم، وقطع بأن الإدارة الإمريكية من خلال القرار تريد أن تحقق أهداف الكيان الصهيوني في القدس.
عض
ومن جانبه أكد نائب الأمين العام للإخوان عادل علي الله أن قرار ترامب استفزاز لكل المسلمين وبداية لدولة يهودية عنصرية، ووصفه بـ (الكارثة)، وطالب السودانيين بمناهضته والتعبير عن رفضه بكافة السبل، وجزم بأن اليهود قلة، وقال: (المسلمون لو مسكوا اليهود عضعيض بس بكملوهم)، ونبه إلى دخول السودانيين في غزة أربع مرات لمناصرة الشعب الفلسطيني.