افق اخر…
الشباب الصوفي .. مواجهة الدوعشة…
جاءت الاحتفالات بمولده صلى الله عليه وسلم هذا العام بثوب جديد، إرتقت خلاله درجات الوعي، وكانت الإحتفالات سانحة لإعادة الكثير من المراجعات، ، فكانت معظم الاحتفالات عبارة عن حلق علم وأذكار وتواصل بين الجماعات الإسلامية. ومن خلال المتابعة فان أهم ما يميز احتفالات هذا العام ذاك الملتقى الشبابي الأول الذي نظمه الشباب الصوفي بمجمع الشيخ مختار بشمبات، برعاية كريمة من فضيلة الشيخ المكرم الشيخ محمد توم وكلية البيان للعلوم والتكنولوجيا، وشرفه بالحضور العالم الشاب والداعية اليمني مختار جامل، ففكرة التقاء الشباب فقط كانت خطوة تشير إلى وحدة البيت الصوفي، وضخه بدماء جديدة تحمل الفكرة لتكون البذرة الطيبة لوحدة الصف ونبذ الفرقة والشتات. شهدت تلك المداولات التي خلت من الجدل والنزاع والاختلاف، بل كانت الدعوة الى تصحيح مسارات جعلت الكثيرين من أهل التصوف ينتبهون لمخاطر تحدق بالأمة وتستهدف الشباب، فكانت الورقة العلمية التي قدمها محمد عبد الله التجاني تحذر من مخاطر التطرف والغلو وتدعو بصريح العبارة الى تجديد الخطاب الدعوي ليكون جاذباً ومواكباً لمطلوبات الشباب العصري، بالإضافة إلى التخطيط لتحقيق خارطة وصول وأصول تواجه ضلالات الدوعشة، وذلك من خلال برنامج عمل جماعي، والدعوة لمؤتمر جامع قريب. مداخلات الشباب وتعقيبهم على ما تم من طرح كانت قوية وجرئية لم تشهد ساحات التصوف مثلها من قبل، اذ قدم الشباب رؤية جديدة للمسيد العصري وقدموا نقداً ذاتياً لقادة التصوف خاصة في الولايات واهمالهم الجوانب العلمية وعدم رعايتهم للطلاب بالجامعات، وكشفوا عن مخططات خطيرة تقودها جماعات ملحدة لاخراج الشباب عن الملة الإسلامية داخل الجامعات العريقة. وكانت لمشاركة البروفسيور الشيخ برير سعد الدين السماني عضو المجمع الفقهي والاستاذ الجامعي أثر كبير وسط الشباب إذ بين الشيخ الدكتور مفاهيم الإلحاد والتطرف وأسبابه وإنتشاره، ووضع حلولاً علمية لمجابهة هذا الخطر المتمثل في العلم، وقال: لكي يتحقق الأمن الفكري لابد من قيام كل القطاعات المجتمعية بادوارها، ويقع على عاتق المؤسسات التعليمية عبء كبيرفي حماية الأمن الفكري، بالإضافة إلى مسئولية العلماء والدعاة والاعلام والجهات الأمنية. أفق قبل الأخير ما عادت الاحتفالات بالمولد سرادق تنصب ولا زينة وطبول تدق يتحلق حولها بعض المريدين، ولا مشاحنات متطرفة تقودها بعض الجماعات المنحرفة. أفق أخير قيام ملتقى الشباب سيجعل للتصوف في السودان واقعاً جديداً
الانتباهه.