سياسية

كبكابية ..تتنفس هواء نقياً بعد المخدرات والممنوعات

في ميدان النقعة أو ما كان يعرف بكولومبيا حتى وقت قريب, بمدينة كبكابية بولاية شمال دارفور, احتشد آلاف المواطنين لاستقبال والي الولاية عبد الواحد يوسف, وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو. ميدان النقعة سمي بكولومبيا لأنه اشتهر بتجارة المخدرات والخمور،

وبسبب تلك المخدرات من قبل قتل المقدم محمد موسى، والملازم أول عمر محمد التوم قائد الاستخبارات في المنطقة، وشهدت المنطقة انفلاتاً أمنياً من قبل متفلتين، مستغلين وسائل الحركة السريعة كالمواتر في عمليات التهريب من والى دول الجوار. ميدان النقعة كان ساحة يتجمع فيها كل قاطعي الطرق والمجرمين، رغم أن مدينة كبكابية من المدن القليلة التي لم يدخلها التمرد بفضل نسيجها الاجتماعي المتماسك.
الأمن مطلب
الوالي المهندس عبد الواحد يوسف, حيا قوات الدعم السريع والقوات المسلحة والشرطة والأمن في المحلية، مشيراً إلى ان توفير الأمن كان مطلباً أساسيا في آخر زيارة لكم ,مطلبكم الأمن والاستقرار ووعدناكم بتحقيقه , وقدمنا المقدم محمد موسى شهيداً والملازم أول استخبارات أبو ضراع استشهد لبسط الأمن، ونحن قضية الأمن والاستقرار قضية أساسية بالنسبة لنا، وما يتم من عمل يتابعه رئيس الجمهورية شخصياً وسيزوركم قريبا في كبكابية في هذا الميدان. وأكد عبد الواحد أن الحكومة جادة في قضية الأمن، لكن هناك اشخاصاً غير مصدقين، وبفتكروها (فورة لبن) و(ما حنقيف ونفسنا فيها طويل ولو بندقية واحدة) وما حنقيف إلا تنتهي مسألة السلاح. وطالب عبد الواحد أي شخص بحوزته سلاح يسلمه اليوم قبل الغد للإدارة الأهلية أو الشرطة او الدعم السريع، لكن إن قبضناها عندك أو في بيتك (شيل شيلتك)، وقال إن الحرامي ليست له قبيلة ويجب التبرؤ من مجرم وحرامي وتاجر مخدرات، ولا نريد القبائل حصوناً تحمي المجرمين وتتستر عليهم. وأشار الى أن الحكومة حينما ملكت بعض المواطنين السلاح جاءهم أحساس أن كتفوهم تساوت مع الحكومة، ولكن يجب جمع السلاح وتظل القوة في يد الحكومة فقط، و(نحن القوي عندنا ضعيف لحدي ما نشيل منه الحق, والضعيف عندنا قوي لحدي ما نسترد ليه حقو). وأضاف الوالي سمعت في أشخاص يستغلون المزارعين، يقسمون الإنتاج معهم بالنص- هنا هلل كل من بالميدان وزغردت النساء -أقول لكم (أي زول أدى ليهو زول ملوة ما بستحقها ما بنخليه) ولن نسمح بشخص يأكل حق شخص آخر. وان كانت هناك أي حادثة كذلك بلغوا أي عربية دعم سريع.
بشريات تنموية
وقال الوالي, في الأوقات السابقة كان الناس يخافون من التبليغ، لكنه أشار الى البلد في الوقت الراهن تعيش في أمان و وأي مجرم بلغوا عنه حتى لو اشتبهتم فيه، مؤكدا أن السجون واسعة. وبشأن برامج التنمية في المحلية, قال عبد الواحد إنه تحدث مع رئيس الجمهورية في آخر لقاء جمعه به الأسبوع الماضي بخصوص طريق كبكابية الفاشر، وقطع عهدا لسفلتة الطريق، مبينا أن دراسته طرحت في عطاء تمهيدا لبدء العمل فيه. أما فيما يتعلق بمحطة الكهرباء فإن معداتها وصلت وتمويل المحطة جاهز بقيمة (21) مليار جنيه، وأن جزءاً من المعدات وصلت, والمهندسين وصلوا وسنسلمكم لها مفتاح. أما المياه فبشر الوالي المواطنين أن مهندسين سيأتون لإنشاء شبكة مياه كبكابية. وأكد عبد الواحد أن قوات الدعم السريع ستظل في كبكابية, وان معسكر سرتوني طالب بقوات دعم سريع واتفقنا مع القائد حميدتي على ذلك, لكن لا نريد نازحين في المعسكرات. مشيرا أن كبكابية مميزة بعدم وجود معسكر، ولفت الى أنهم يريدون عودة النازحين يرجعوا لمناطقهم وقراهم ويمارسوا حياتهم الطبيعية. وقال ان هذا الميدان –النقعة- كان ميداناً لتجارة المخدرات والخمور و(كولومبيا) ودعناها زمان بعد أن كانت موجودة هنا، ودعا أهل كبكابية ان تكون قضيتهم الأمن والاستقرار، مشيرا إلى ان الموسم طيب, والتعديات قليلة جدا مقارنة بالأعوام الماضية.
خطف الأضواء
قوات الدعم السريع التي كانت منتشرة بالمدينة وساحة الاحتفال خطفت الأضواء، وذلك من خلال تفاعل المواطنين معها، وهي رسالة واضحة للذين كانوا يشككون في انضباط تلك القوات، وقوميتها، ويلاحظ ان أفراد تلك القوات من كل انحاء السودان من النيل الازرق وكسلا وجنوب كردفان ونهر النيل وبقية ولايات السودان المختلفة. معتمد كبكابية أبوبكر آدم اسحق أشار في حديثه الى أن المحلية بها 40 قبيلة استطاعت أن تحارب الفرقة والشتات، ولم تتأثر بالمشاكل القبلية التي كانت في دارفور وذلك بفضل النسيج الاجتماعي المترابط، لافتاً الى أنها حرمت خمسة أشياء أساسية كانت مصدر المشاكل في كثير من المحليات, وهي الكدمول والخمور والمخدرات والسلاح والمواتر. المعتمد قال إن قوات الدعم السريع جاءت كالغيث لإنقاذ الضعفاء, وسيف على المتفلتين الذين دكت حصونهم وجعلتهم يفرون مدبرين، وقال إن بقدومهم استقر الوضع وانتظم الشارع وساد القانون وتجانس أهل المحلية، مبينا أنها الآن جاهزة للانطلاق وتريد النهوض. وطالب باستدامة قوات الدعم السريع بالمحلية.
نجمتكم غابت
قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) ابتدر حديثه بأنه بعد الظلم والفساد الذي عاشته كبكابية أصبح الناس مبسوطين . ووجه رسالة واضحة للمتفلتين بقوله (نجمتكم غابت)، وقال حينما بدأنا، بدأنا بالتنمية لأهلنا الرحل وبالتحنيس، لكن للأسف الشديد لم تأت تلك السياسة بنتائج, وكانت (ككحل في عين أعور)، لكنه قال بعد ذلك بدأ الكي، وزاد (يا إخوانا حكم وتحنيس ما ببقن)، ( زول داير يحنس ويعمل موازنات، ودي قبيلة كبيرة، أدوها، وده أدوهو كل ما فلس ما بتنفع). وقال ليس لدينا مشكلة مع أحد ونعمل لإرضاء الله قبل حكامنا، ونحن توجيهنا من القائد الأعلى لمحاربة التمرد والهجرة غير الشرعية، والمتفلتين والمجرمين, ونحن قطعنا شوط حوالي 15% ، والأمن لم يستتب بعد, ولكن نعمل لإكمال النسبة الى 100%، (وأي زول نختو في علبو).
تجو ولا نجيكم
وأرسل رسالة للأهل في جبل مرة بقوله (بنجيكم ونحرركم من المندسين والمجرمين). ووجه خطابه مباشرة لقائد جيش عبد الواحد قدورة وقال له ( كفاية يا قدورة أسرع تعال للسلام، إنتو ناسنا تعالوا ولو ما جيتوا جاينكم). وأشار الى ان السلاح أصبح مشكلة لذا كان قرار جمعه، وأضاف الى الآن طوعي، وأي شحص سلم بندقيته ما عندنا معاه مشكلة، لكن لو تم القبض عليك الحكم 10 سنوات، وقال نحن نعرف أن السلاح موجود في القرى والحلال وعند النازحين، ونحن كاشفين أي حاجة ولن ننغش. وطمأن مواطني كبكابية بان الدعم السريع سيبقى في المنطقة، ونعد في قوات أكبر من هذه الى أن يقول اي شخص ما دايرين عسكري في المنطقة. وقال إن زمن الهظار انتهى وبقى الجد ، وكل القوات النظامية استعداد 100%. وكشف حميدتي عن 7200 حالة طلاق في شمال دارفور بسبب المخدرات، وقال للمواطنين حدودكم كلها مقفولة، ومحل ما تمشي تلقى دعم سريع. وطالب اي شخص سرقوا قريته أو اغتصبوا أرضه بالتبليغ، مؤكدا أن الدولة قادرة على توفير الحماية والتنمية لهم.
هرج ومرج
الطيب أبكورة ممثل الإدارة الأهلية بكبكابية, استهل الحديث بقوله ان الأمن استتب بالمحلية التي كان يسودها الهرج والمرج في وضح النهار، زغاريد النساء وفرحهن باستتباب الأمن، تواصلت خلال فترة الاحتفال، ويبدو ان أهالي كبكابية عانوا كثيرا من الانفلات الأمني الذي شهدته المنطقة. الطيب أبكورة طالب باسم أهالي المنطقة ببقاء قوات الدعم السريع وإرسال قوات اخرى الى منطقة سرف عمرة لبسط الأمن، مشيراً الى أن محلية كبكابية نفذت حملة جمع السلاح. وقال البيان بالعمل في المعرض الذي زرتوه. عقب ختام الاحتفال زار الوالي وحميدتي سوق المدينة والتقيا بالمواطنين وانطباعهم عما تحقق من أمن, ووقفوا على إنتاج المحاصيل خلال هذا الموسم.

الانتباهه.

تعليق واحد

  1. شغل جميل واهم شئ الامن وبعدها التنمية وربنا يسهل الامور علي اهلنا فى كبكابية وكل دارفور و كل السودان
    هذا الشعب يستحق ان يعيش فى سلام ورخاء بعد طول معاناته طوال هذه السنين