منوعات

لماذا يرتدي الطبيب السترة البيضاء وحارس الأمن يضع نظارة سوداء؟.. الأمر مدروسٌ وليس عشوائياً

نحن على يقين أنك تراهم دوماً، وربما تساءلت يوماً عن القصة التي يحملها هذا الزي الذي اعتادوه، فخلف كل زي رسمي لأحد المهن التالية، قصة عليك أن تعرفها، بدءاً من الروب الأسود للمحامي والبالطو الأبيض للطبيب، وصولاً لملابس بعض الرياضات.
قبعة الطاهي
يرجع البعض تاريخ ارتداء الطهاة للقبعات إلى زمن الملك هنري الثامن، الذي أجبر الطهاة عليها، بعد اكتشافه وجود شعرة في طعامه.
وفي القرن السابع الميلادي، قرّر الطهاة ارتداءها لكي يحصلوا على قدر من الاحترام الذي يحصل عليه الكهنة المرتدون للقبعات السوداء، في ذلك الوقت.
ويرى مؤلف “A Pageant of Hats, Ancient and Modern”، أن اختيار اللون الأبيض يرجع لمهارة الطهاة في طبخ بياض البيض بمائة طريقة، ومنها أصبح طي القبعة 100 طية وهو تقليد فرنسي.
وترجع فكرة اختلاف ارتفاع القبعة للخبير الفرنسي ماري أنتوني كاريم، الذي لُقب بـ”طباخ الملوك وملك الطباخين”، لتمييز الطباخين الجدد عن القدامى.
روب المحامي
يختلف زي المحامي الرسمي من بلد لآخر، لكن الأغلب يشترك في الروب الأسود الذي لابد أن يرتديه أثناء مثوله أمام المحكمة، وفي بعض الدول يرتدي المحامي الروب الأحمر والأبيض.
ويعود تاريخ المعطف الأسود إلى القرن السابع عشر، بعد وفاة الملك تشارلز الثاني وارتداء الناس السواد حداداً عليه، ومنذ ذلك الوقت تم تصميم هذا الزي الرسمي للمحامين.
كما ذكر البعض أن قلة الصبغات في العصور القديمة كانت سبباً وراء اختيار هذا اللون، الذي يرمز للسلطة والهيمنة والوقار والأناقة. وفي بعض الدول يضع المحامي رقبة بيضاء على الروب الأسود كالمستخدم في إنكلترا، وفقاً للاعتقاد المسيحي كرمز لقوانين الله التي أنزلها.
ويرى بعض المحامين أن ارتداء هذا الزي تحديداً يخلق لديهم شعوراً بالانضباط ويعطيهم الثقة للقتال من أجل العدالة. بينما يرى آخرون أنه يجعل بعض الناس ينفرون منهم بسبب الرهبة التي يخلقها.

حارس الأمن
ربما تساءلت عن سبب ارتداء ضابط الأمن لنظارة سوداء، إنها طبيعة وظيفته التي تدفعه ليكون ملماً بما يجري من حوله، فتساعده على قراءة كافة المشاعر التي يصادفها، دون أن تخبر أحداً عن مشاعره التي تفضحها العيون.
كما أنها تساعد أفراد الأمن على تضليل المجرمين من خلال تتبعهم دون معرفتهم، وتعينه على الاستعداد لأي ردة فعل في الهجوم المفاجئ بالإضافة إلى أنها وسيلة لحمايته من الملوثات الخارجية خاصة وقت العواصف.
و في حالة الانفجارات، خاصة إذا كانت تتمتع بجودة عالية .

سترة الطبيب
وفقاً لدراسة علمية، يربط المرضى بين ارتداء طبيبهم الزي الرسمي (البالطو)، وشعورهم بالرضا.
ولم يعرف الأطباء البالطو الأبيض حتى أواخر القرن التاسع عشر، فقد كانوا يرتدون المعاطف السوداء.
وقد استغرق الأمر سنوات لكي يتخلصوا منه ويرتدوا الأبيض بديلاً، خاصة بعد تطور عمليات التعقيم، فاللون الأبيض يسهل ظهور البكتيريا والعدوى سريعاً عليه.
وفي عام 1993 تم إرساء تقليد وهو حفل ارتداء البالطو الأبيض، وهو ما تسير عليه بعض المدارس الطبية في العالم إلى الآن، إلّا أنّ أطباء المملكة المتحدة لا يشترطون ارتداء المعطف الأبيض.

رداء القساوسة
في القرون الأولى للكنيسة، لم يرتد الكهنة أية ملابس مميزة لهم، لكن خلال القرنين الـ 12 و13 الميلادي ارتدوا ما عُرف بالـ”الكاسوك” الروماني، لتمييزهم عن البقية، ثم بدأ تدريجياً يتحول لون الرداء كله إلى اللون الأسود بحلول العصور الوسطى، وقد فرضت عقوبات صارمة من الكنيسة على من لا يتبع تلك القواعد.
ويرمز اختيار اللون الأسود إلى تذكر الخطايا والبساطة والزهد.
وفي المناطق الاستوائية الحارة، يفضل القساوسة ارتداء الزي الأبيض الخالي من التطريزات بدلاً من الأسود الذي يجلب الحرارة.

طلاب التخرج
في كل عام دراسي، يرتدي الخريجون زياً ذا أكمام واسعة مترهلة، ومع كل مرة يتبادر للأذهان سؤال عن أصل هذا الملبس.
يحكي البروفيسور، ستيفن ولغاست ، القصة قائلاً: يرجع تاريخ هذا الزي الأكاديمي إلى العصور الوسطى، ولم يكن بهذا الشكل الذي يبدو عليه الآن وتطور مع مرور الوقت، إلى أن استقر على هيئته الحالية، والهدف منه تمييز الأكاديميين” .
فقد فرضته جامعات مثل يال وكينجز على طلابها لتمييزهم من أجل إبقائهم بعيداً عن بيوت الدعارة التي كانت قريبة من الجامعات في ذلك الوقت.
ومع بداية القرن 19 تراجع استخدامه، ليصبح مقتصراً فقط على الحفلات الدراسية الرسمية، وحرصت الجامعات على نشر ثقافة ارتدائه لما ينشره من روح المساواة بين الطلاب.

بدلة الفضاء
أخذ تصميم بدلة الفضاء الحالية عشرات السنين والتجارب، لتصل إلى ما هي عليه الآن، لكن من الملاحظ أن بدلة الفضاء لونان: إما بيضاء أو برتقالية، فما الفرق بينهما؟ لماذا البرتقالية؟
تسمى ببدلة الانطلاق في الفضاء، مزودة ببعض الوسائل التي تساعد رائد الفضاء على البقاء حياً، وهي مضغوطة بشكل شبه كامل لحمايته من الاصطدام خلال الانطلاق والهبوط، وجاء اختيار هذا اللون لأنه أحد أكثر الألوان وضوحاً، ويسهل إيجاده في حالتي البحث والإنقاذ.
أمّا البدلة البيضاء، وتسمى بدلة المشي في الفضاء، مختلفة في تصميمها عن الأولى، وصُممت من أجل الحفاظ على مرتديها مما قد يلحق بهم الضرر خلال سيرهم في الفضاء، وهي ثقيلة للغاية لأنها مكونة من العوازل والألياف الصناعية، وكان السبب في اختيار لونها الأبيض، هو ضرورة انعكاس الحرارة من عليهم حتى لا تزيد درجة حرارة مرتديها، وهي مزودة من الداخل بأدوات تدفئة للحفاظ على حرارة الجسم العادية، كما أنّه يسهل البحث عن اللون الأبيض في حالة الفقد بالفضاء الحالك بالسواد.

خوذة السلامة
تشترط كثير من الأعمال ارتداء موظفيها الخوذات، خاصة في مواقع التشييد والبناء، وصممت من أجل حماية الرأس والرقبة من الإصابات، خاصة أنّ التقارير تشير إلى إصابة مئات العمال سنوياً، لذا من الضروري تصميمها بجودة عالية لامتصاص الضربات.
وتتنوع ألوانها لتمييز مرتديها من ناحية الدور الذي يقوم به، لسهولة تبادل الأوامر والمعلومات داخل موقع العمل، فالمهندس الإنشائي يرتدي الخوذة البيضاء، يليه المشرف العام ويرتدي الزرقاء، والعامل يرتدي الصفراء، ويرتدي عامل الأمن خوذة حمراء اللون.

بدلة الميكانيكي
تطورت هذه البدلة على مر العصور وبصورة سريعة، وشمل التطور في التصميم ونوعية القماش، فبعد أن كانت من الأقطان أصبحت من الألياف الصناعية التي تتحمل البقع الصعبة، وتغير التصميم الداخلي أيضاً ليتلاءم مع نوعية هذا العمل، وأهم ما يميزها فتحات الجيوب وكذلك القفازات المطاطية المقاومة للحرارة.
وبعد فترة من العمل بالبدلة ذات الأكمام الطويلة تم الاستغناء عنها لتحل محلها البدلة قصيرة الأكمام لأنها أكثر راحة، مع الحفاظ على الشكل التقليدي.

كرة القدم الأميركية
تتميز هذه اللعبة بالعنف في طريقة لعبها، ما يجعل لاعبيها مضطرين لارتداء زي مُصمّم بطريقة خاصة، لمنع الإصابات، فيوضع على الرأس الخوذة وقناع للوجه، وللخوذة معايير معينة ومصنوعة من قشرة بلاستيكية ومبطنة من الداخل.
ويرتدي اللاعبون منصات الكتف والرقبة لتمتص تأثير الضربات، بالإضافة إلى المصدات التي يرتديها اللاعبون في المناطق الحساسة، كما يرتدي اللاعب أحذية وقفازات بتصاميم معين، لتساعدهم على المسك المتمكن بالكرة.

الجودو
اعتُمد الزي الموحد للعبة الجودو في النصف الأول من القرن العشرين، وكان الأبيض هو اللون التقليدي. وفي الثمانينيات، اعتُمد اللون الأزرق، واستخدم من وقتها اللونان الأزرق والأبيض في المسابقات بهدف تمييز اللاعبين.
وأشارت إحدى الدراسات إلى وجود علاقة سببية بين لون بدلة المتسابق وأدائه، فاللون الداكن قد يكون أكثر تخويفاً على مستوى اللاوعي، وبالتالي فإن اللون الأزرق لديه بعض الميزات.

صحيفة الأنباء