الذهول.. عن المقاصد
طرفة متداولة كثيراً.. قيل إن أحدهم قد شكى لصديق له.. (ياخي صاحبك فلان.. استلف مني عشرة ألف جنيه قبل سنة على وعد يرجعها طوالي.. كل ما أتصل عليهو يعمل رايح.. عليك الله حاول معاهو يرجعها لي.. لو قدرت تطلعها منو أنا بديك ألف جنيه).. بعد فترة.. أتصل على الوسيط.. (أها عملت شنو؟؟).. رد الوسيط (ياخ الزول دا طلع صعب خلاص.. بآخر نفس قدرت أطلع بالألف حقتي).
الأخبار التي تواترت عن بناء مساكن لنواب البرلمان بالتقسيط المريح.. وبإشراف البنك العقاري .. ذكرتني الطرفة أعلاه.. فقد أتينا بهم لحل مشاكل الإسكان للشعب.. شكلوا كدا ما قدروا إلا يطلعوا بالمساكن تبعهم.. ما قصروا والله ما برضو النواب أبناء الوطن.. بادئ ذي بدء.. أود القول إنني لست ضد الفكرة الأصلية.. بل أن لها أكثر من نقطة إيجابية.. فمن غير الممكن أن نطالب النائب ان يأتي من مدينته أو قريته.. وينشغل بالتنقل بين بيوت الإيجار طوال فترة عمله في الخرطوم.. فالمدة ليست شهر أو اثنين.. إنها عدة أعوام.. ربما تمتد إن أعيد انتخابه في الانتخابات القادمة.. يبقى السؤال.. هل من المنطق.. أن يظل شغل الدولة الشاغل بناء مساكن لنواب كل برلمان منتخب؟؟
أعتقد.. ان الأفضل أن يكون هناك مساكن لنواب البرلمان ملك للحكومة.. كما كان يحدث في سالف الأزمان.. شقق سكنية مبنية على أسس حديثة.. يسكنها النائب طالما هو في وظيفته.. ويغادرها متى ما انتهى من أداءها.. ثم يأتي الذي يليه ليشغلها.. كما كان يحدث في بيوت الحكومة زمان.. قبل أن يتم رفع شعار: (الحتات كلها باعوها).. كل دول العالم الحكومات لها مساكن حكومية.. وبيوت للضيافة.. ولا توجد حكومة في العالم ينزل زوراها في الفنادق.. إلا في بلادنا.. المعروفة (ويا للغرابة) بكرم الضيافة.
عوداً على بدء.. سكن النواب.. أمر جيد.. حتى لا يذهل نواب الشعب عن المقاصد التي تم انتخابهم من أجلها.. لكن قصة نقعد نبني لكل نائب ونملكه السكن.. عشان يجي نائب بعده.. ونبدأ نبني من جديد.. تلك وايم الله (صينية) سنظل نلف فيها الى أبد الأبدين.. وسينتهي بنا الأمر.. الى وجود أحياء باكملها تحمل اسم (البرلماناب).. وربما اصبحت بعد ذلك شعوباً وقبائل… بمناسبة المساكن هذه.. باقي أبناء الوطن خبر مساكنهم شنو؟؟.. كل مرة نسمع بأن هناك إسكان فئوي.. وانه سيتم توزيع قطع سكنية.. وشقق ومنازل اقتصادية على الموظفون في الأرض.. لكن لا شيء يلوح في الأفق.. غايتو الشكية لغير الله مذلة.. عشان كدا شعار المرحلة هو (يا رب عفوك ورضاك.. وموضوع المساكن داك).
صباحكم خير – دناهد قرناص
صحيفة الجريدة