تحقيقات وتقارير

البشير في المتحف القومي.. زيارة مفاجئة

سجل رئيس الجمهورية المشير عمر البشير زيارة تفقدية مفاجئة للمتحف القومي بالخرطوم أمس، وقف من خلالها على وضع المتحف بصورته الراهنة، واضعاً روشته لتطوير المتحف حتى يكون قبلة للزوار، معلناً عن تكوين لجنة قومية تبحث عن مطلوبات المتحف، متطرقاً لمستهدفي تاريخ وإرث البلاد.. واستمع الرئيس إلى عرض مفصل من ممثل مدير الهيئة العامة للآثار لواقع المتحف القومي والتحديات التي تواجهه.

حملات مغرضة
بدأ الرئيس زيارته متجولاً في باحة المتحف، والتي شملت الوقوف على البيئة والمياه والجنائن التي تزينه، ومن ثم مبنى المتحف الجديد الذي لم يكتمل حتى اليوم، ووقف عنده كثيراً، ومضى مباشرة إلى قاعة المتحف حيث الآثار، ورافق البشير في الزيارة والي الخرطوم، ووزير السياحة، ووزير الثقافة، ومعتمد الخرطوم .
وقال الرئيس في استهلالية حديثه إن زيارته ليست للمتحف القومي فقط، بل للآثار عامةً بالبلاد، بيد أنها تمثل تاريخه، ونحن مطالبين بالحفاظ عليها، لتتوارثها الأجيال، وأضاف (أهلنا قالو الماعندو قديم ما عندو جديد)، ونحن نعتز ونفتخر بقديمنا الذي يستحق أن نقدمه للآخرين، لا سيما التشويه الكبير الذي ألم بصورة البلاد من خلال الحملات المغرضة التي استهدفتنا .

روشتة تأهيلية
ووضع البشير روشتة لإعادة تأهيل المتحف، بدأها بالبيئة والحدائق، ووجه بأن تكون أبواب المتحف مفتوحة حتى العاشرة مساء، موجهاً وزارة الثقافة الاتحادية والولائية بالاستفادة من المساحات الموجودة داخل المتحف لعرض التراث، وأشار الرئيس إلى أن المتحف في حاجة إلى موقف للسيارات، وقال «الجهة الشمالية دي عاوزة موقف مقفول للزوار والعاملين»، لأنه لا يمكن أن نستخدم الطريق الرئيسي كموقف، ووجه بإضافة أي مساحات فارغة جوار المتحف له، لأن تواجد المعروضات في موقع واحد أفضل من أن تكون موزعة على مواقع مختلفة، بما في ذلك متحف الخرطوم الذي قال إنه يمكن أن ينقل إلى المتحف القومي، وعزا ذلك لإشكالية الحركة في الخرطوم وارتباط الزائر بزمن محدد .

لجنة قومية
ولتنفيذ هذه الروشتة على أرض الواقع، أعلن الرئيس عن تشكيل لجنة قومية برئاسة وزير رئاسة الجمهورية، لدراسة أوضاع المتاحف واحتياجاتها من صيانة ومباني وتأمين وترقية للبيئة، بجانب تحديد الوضع الراهن للآثار السودانية والمتاحف بالخارج والولايات، وكيفية العمل على استعادة هذه الآثار أو على الأقل استعادة ملكيتها، حتى تكون معروفة أنها سودانية ومعروضة في متاحف عالمية، مؤكداً رغبتهم في ذلك، بشرط أن يعلموا أنها ملك للشعب السوداني، ويتمكن من استردادها في أي وقت، وحدد البشير سقفاً زمنياً للجنة خلال شهر من اليوم، ووجه اللجنة برفع تقرير حتى يضمن في ميزانية 2018 .

دواعي الاستهداف
البشير قال إنه قرأ مقالاً، أن من أحد أسباب استهداف البلاد، تاريخ وجغرافية وثقافة السودان، ووصفوها بالبلد والشعب الطموح، ويعتبرون السودان أنه بكل المقاييس والمعايير بلد خطير جداً، لذلك هدفهم تدميره وحبسه، وقال «نؤكد أنهم لن يستطيعوا أن يحبسونا ونحن أهل كل هذه الحضارة والإرث»، وأضاف لابد أن يكون المتحف قبلة لأهل الخرطوم والسودان، وطلاب العلم بكل مستوياتهم، مشدداً على أن يسجل اي زائر للخرطوم زيارة المتحف .

مواقع مهملة
وأقر البشير بإهمال المواقع الأثرية بالبلاد، وقال إنها عرضة للاعتداء من قبل الأهالي بأعمال مشروعة أو غير ذلك، وشدد على دراسة الواقع هناك، مطالباً بتحديد هذه المواقع وكيفية الحفاظ عليها من أي تعديات سواء أكانت حكومية أو أهلية .
ومضى الرئيس قائلاً: الخرطوم بها معلمين غير موجودين في العالم، ولكن (أي حاجة تانية العالم عندو احسن مننا، كان شوارع أو مباني)، وأقر بأن البلاد ليس لديها ما تتميز به على الآخرين غير هذين المعلمين، وهما (المتحف القومي، والميناء)، ووجه البشير مراسم الدولة أن تضع في برنامج الزوار المهمين، زيارة المتحف والقيام برحلة نيلية.

الصورة الحقيقية
وانتقد البشير مستهدفي تاريخ وإرث البلاد، وقال نتعرض لمؤامرة من الذين يحاولون أن يسرقوا ويزوروا تاريخنا، وأضاف «نحن التاريخ حقنا 100%، ونحن أساس التاريخ وبدايته، وأن التاريخ بدأ من هنا ومن سنار، وشدد الرئيس على تولي أمر تغيير هذه الصورة بأنفسنا، وعدم تركه للآخرين، لأن «الجمرة تحرق الواطيها ونحن الواطين الجمرة وأصحاب الحق»، وشدد على التركيز على المعارض المتحركة، سيما وأننا نريد تقديم صورة السودان الأصلية، التي عمل الآخرون على تشويهها، ليقدمونا على أننا عفاريت وشياطين، وقال عاوزين نقدم الصورة الحقيقية التي نفتخر بها لأنها الحضارة الانسانية .

تقرير: جاد الرب عبيد
اخر لحظة