يتنازعان على رعاية أمهما لنيل معاشها التقاعدي
رصدت الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي عدداً من حالات قسوة الأبناء على والديهم المسنين، منها تنازع أخ وأخته على الفوز برعاية الأم، ليس بهدف الإنسانية، وإنما لأنها تحصل على معاش كبير، ما دفع الابن للصراع مع أخته حتى أخذ أمه تقيم عنده ومنع أخته كلياً من رؤيتها إلا في بيته وفي وجوده، ورفض أن تقيم عندها لبعض الوقت.
فلجأت الابنة للإدارة لتطلب التدخل لرؤية أمها، وتوزيع إقامتها بينها وبين أخيها، فتم استدعاء الابن وإلزامه بالسماح لأخته بأن تقوم على رعاية أمها تماماً، وأن يكون معاش الأم لتوفير متطلباتها التي تحتاج إليها.
حالات
وقالت فاطمة الكندي رئيسة قسم الدعم الاجتماعي بإدارة حماية الطفل والمرأة في الإدارة العامة لحقوق الإنسان: إنه ضمن الحالات التي وردت إلى الإدارة امرأة مسنة رفضت الخروج من بيتها القديم المتهالك للإقامة لدى أولادها، الذين يعيشون في بيوت فخمة، وتؤكد أنها انتقلت مرتين لبيوت أبنائها، ولكنها لم تجد راحتها ففضلت الإقامة بمفردها، ولذلك تم تدبير خادمة لها مع متابعتها على مدار الساعة من قبل الأبناء، وبإشراف ومتابعة من الإدارة.
وبينت الكندي أن زوجة الابن أو زوج الابنة يلعبان دوراً كبيراً في تحقيق حياة كريمة لكبار السن وأنه تم رصد حالات لرفض زوجة الابن إقامة والدة الزوج معها في المنزل بحجة عدم توفير رعاية كافية، وتدخلها في شؤون الأطفال الصغار أو تدخلها في الأعمال المنزلية، وهو ما يدفع بالأم إلى دار المسنين أو الإقامة بمفردها.
وأكدت فاطمة الكندي أن هناك اهتماماً كبيراً من قبل الدولة وكل الجهات المعنية برعاية المسنين إلا أن بعض الحالات تكون في حاجة لرعاية واهتمام ذويهم بهم وخاصة الأبناء وعدم عزلهم كلياً عن حياتهم، كما أن اللجوء لشغالة لرعايتهم بعيداً عن أعينهم يكون حلاً صعباً وغير آمن.
مشيرة إلى أن الترابط الأسري هو الحل الأمثل لتوفير حياة مستقرة لكبار السن، محذرة من مغبة الاعتماد على الخدم وأنه في كثير من الحالات يرفضون الإقامة مع المسن بسبب متطلباته سواء كان رجلاً أو امرأة، وأنه في حال توفر خادمة ترضى بالعيش مع المسن تكون هناك مخاوف كثيرة من أسلوب تعامل الخادمة معه عندما تغيب رقابة الأبناء، وأيضاً قد يكون لها مخاطر أمنية كبيرة على حياة المسن ذاته.
كما أشارت إلى أن دور رعاية المسنين ترفض قبول المسن للإقامة بداخلها إذا كان لديه أبناء إلا في بعض الحالات المستثناة مثل السفر الاضطراري للعلاج وتكون الإقامة مؤقتة، وإنه ضمن الحالات رفض ابن إقامة أمه في دار المسنين بعدما رفضت زوجته إقامتها معهم، فقام باستقدام خادمة لها لرعايتها في حين تعاني مثل هذه الحالات من العزلة الاجتماعية، في ظل عدم تواصل الأبناء مع الوالدين، وهو ما يخلق فجوة في تواصل الأجيال بشكل عام.
صحيفة البيان