تحقيقات وتقارير

مع لؤي الفوال.. السودان يملك أفضل المخرجين لكن موسمية العمل وتكلفة الإنتاج تجعل الرؤى والأفكار حبيسة الأدراج

يُعد المخرج من الركائز الأساسية لنجاح أي عمل خاصة عندما تكون لديه القدرة على ضبط إيقاع العمل إضافة إلى قدرته على خلق صورة جيدة، وهي موهبة لا يمتلكها كل المخرجين، وقد حقق جيل الشباب نجاحات عديدة في المجال.
في السياق، برز لؤي الزين الفوال المصور والمخرج التلفزيوني، الذي دشَّن مشواره بفضائية البحر الأحمر، ومن ثم انتقل إلى قناة سودانية (24)، وأصاب نجاحاً كبيراً في الفضائية الوليدة.. (اليوم التالي) جلست إلى لؤي وخرجت بالإفادات التالية:

تفاصيل مهمة
قال لؤي لـ الصحيفة: تخرَّجتُ في جامعة البحر الأحمر وعملت أستاذاً متعاوناً بها في كلية الآداب قسم الإعلام، ثم انتقلت للعمل في المجال الإعلامي. وأضاف: مع دخول الكاميرات الحديثة التي ساعدت في العمل صارت الصورة أكثر جودة لأن التقنيات الحديثة متعددة الأغراض وكثيرة الخصائص. وتابع: التقاط صورة جميلة لا يعني بالضروره أنك تملك كاميرا باهظة الثمن، وأنما يعتمد على كيفية استعمال خصائصها. وأردف: قبل رفع الكاميرا والضغط على زر التسجيل يجب التفكير أولا بما هو الهدف من التصوير، هل هو برنامج حواري فني أخباري أو غيره؟ لأن كل برنامج له إن كان خارج أو داخل الاستديو له هوية ورؤية معينة يجب أن تعمل لها. واستطرد: كثير من المصورين يتجاهلون خلفية الصورة التي تؤثر بشكل كبير في الجودة وعلى المخرج في اختيار الزاوية الصحيحة، والمكان المراد تصويره، والزمن المناسب.

البدايات في المجال
أكد لؤي: الإعلام سلسلة متواصلة مع بعضها البعض، وعن نفسي أهوى العمل الإعلامي منذ الصغر وفي الصف التاني ثانوي كنت بصور الفيديو عبر نظام ال VHS، وهو النظام السائد في الزمن في السودان. وأضاف: مع انطلاقة قناة البحر الأحمر الفضائية خضعت لدورة تدريبية في دولة الإمارات المتحدة ودرست كورس في الإخراج التلفزيوني وتمرست في العمل الإخراجي، وتم تكليفي بإدارة البرامج بها، ووجدت كل عون من الزملاء. وتابع: البداية كانت 1996 ومنها انتقلت لمركز الإنتاج الإعلامي بالولاية وعملت مصوراً، وفي عام 2010 عملت مراسل تقني لتلفزيون السودان القومي. وأردف: انتقالي إلى قناة سودانية (24) كان من أجل التطور وزيادة الخبرة والتعلم واكتسبت خبرة أكثر مما تعلمته في العشرين عاما الماضية، وهي من أكثر الفضائيات الخاصة الناجحة مقارنة بالقنوات الحكومية وخاصة الولائية.

خبرات جيدة
وواصل لؤي حديثه، قائلا: العمل في قناة سودانية (24) أضاف لي الكثير وأتاح لي الاحتكاك مع خبرات متعددة في مجال التصوير أو الإخراج، لأن أغلب الفنيين عملوا في أكثر من قناة سودانية أو وكالات أنباء لقنوات عالمية وعربية، وهناك تبادل للأفكار، وهي تجربة استفدت منها الكثير. وأشار إلى أن هناك كوادر سودانية تتميز بالطموح والمعرفة لأن القناة اهتمت بالفن والدراما وأفردت لهما مساحات مقدرة ضمن خارطتها البرامجية. ولفت إلى أنه يجد نفسه في الإخراج وخاصة إخراج مباريات كرة القدم، مبينا أنه قام بإخراج أكثر من مباراة دولية وآخرها المريخ السوداني والاتحاد الاسكندري في كأس مهرجان السياحة والتسوق في ولاية البحر الأحمر العام الماضي.

أسماء مبدعة
وقال لؤي: في السودان مخرجون مميزون جداً، لكن تكلفة الإنتاج هي المعضلة التي تقف أمامهم في رؤية عمل تلفزيوني يرضي المخرج بكل المقاييس. وأضاف: تهتم القنوات بموسم رمضان والأعياد فقط، وبالتالي فإن المخرج في بقية الشهور الأخرى يكون موزعاً فقط في الجدول اليومي للخارطة البرامجية. وأكد أن السودان فيه مخرجون أصحاب رؤية إخراجية مبدعة، مبينا أنه قام بتصوير وإخراج ما يقارب الست عشرة أغنية مصورة.

الخرطوم – سارة المنا
صحيفة اليوم التالي