تحقيقات وتقارير

مجاراة الموضة.. يعتقد البعض أن اقتناء أحدث أجهزة الهواتف نوع من “البرستيج الاجتماعي” لذلك يمضي الكثيرون في الخطوة رغم عدم توافقها مع الدخل المالي

التكنولوجيا تمثل عالماً جاذباً، حيث صارت أكثر انتشاراً من خلال الولع الذي يظهره كثير من أفراد المجتمع، واقتناء أحدث صيحات الموضة من هواتف نقالة وأجهزة حاسوب متنقلة، بعد أن باتت أشبه بالهوس عند كثيرين، وهو ما جعل الخسائر المادية تتوالى تبعاً لثورة التكنولوجيا التي لا بد أنها ستتوقف عند حد معين.

هوس اقتناء أجهزة الحاسوب والهواتف النقالة وتغييرها باستمرار صار يمثل هاجساً للأسر، إذ أن التكاليف دائماً في ازدياد مطرد تبعاً لارتفاع أسعار الدولار، ومن المفارقات الغريبة أن بعض الشباب قد يُضحِّي بواجباته أو حتى شراء ملابس جديدة، ليدخر مصروفاً، حتى يتمكن من تغيير هاتفه.

مجاراة الموضة
يعتقد البعض أن اقتناء أحدث أجهزة الهواتف يساهم في مزيد من التقييم، على اعتبار أن البعض يتوارى خجلاً حال رنَّ هاتفه، وكان من النوع التقليدي أو الكلاسيكي الذي عفى عليه عليه الزمن، مجاراة الموضة قد يتوافق مع مواطني دول الخليج، باعتبار أنها لا تكلفهم شيئاً مهما كان ثمنها، ولكنها قد لا تكون منطقية مع ذوي الدخل المحدود الذي يصر كثير منهم على مجاراة تلك العادة.. الإفادات التالية تكشف حقيقة الهوس ومجاراة الموضة، وتغيير أجهزة الهواتف بأحدث صيحاتها:

فرضها عالم اليوم
في السياق، قال الخبير التقني ميسرة صلاح الدين لـ (اليوم التالي) إن التكنولوجيا صارت ضرورة في حياة الإنسان، ولا يمكن لشخص موجود في عالمنا اليوم أن لا يكون مولعاً بالتكنولوجيا التي تتحكم في كل الحياة وتسيرها. وأضاف: الهواتف المحمولة سهلت كثيراً، وبسَّطت للناس التعامل مع الوسائط الحديثة وزيارة المواقع والمحطات والأماكن من خلف الشاشة الصغيرة التي تجعل الإنسان مرتبطاً بالعالم كله من خلال بحثه في الشبكة العنكبوتية التي وفَّرت وسهَّلت كثيراً من الأشياء في حياتنا اليومية.

ورأى أن الأمر ينبغي أن لا يوصف بأنه هوس، وإنما هو ضرورة فرضها عالم اليوم الذي جعل الإنسان ملتصقاً بهاتفه المحمول أو كمبيوتره، لدرجه تجعل غيره يصفونه بأنه مهووس التكنولوجيا، ولكن بإمكان أي شخص يريد أن يطور ذاته وتعامله وتعرفه على العالم والأحداث وغيرها، أن يدخل إلى النت، وسيجد نفسه تحول إلى مهووس بالهواتف وخلافه من الوسائل التي تجعلك في قلب التقدم والتطور العالمي في مجال التكنولوجيا. وتابع: بحسب رأيي فإن صفة الهوس غير منطقية والتعامل العصري يفرض على الناس ارتياد المعرفة واستخدام التكنولوجيا وتوظيفها في تسيير أمورهم وحاجاتهم ومعاملاتهم عبر الإيميل والمواقع الإلكترونية وغيرها من الوسائل.

وسيلة تواصل
من جانبها، قالت سحر الفاتح – موظفة – لـ (اليوم التالي) إن هوس مجاراة الموضة والموديلات يرجع إلى عدم اتزان نفسي وثقة غير كافية فيما تريده وتختاره. وأضافت: هذا امتداد إلى موجة الموضة التي باتت تؤثر تأثيراً بالغاً في الجميع. وأشارت إلى أن الفترة الأخيرة باتت ظاهرة. واستطردت: عن نفسي أنا لست مهموسة ولا مهتمة بالمجاراة الموضة. وكشفت سحر أنها تسخدم هاتفها (الربيكا) أكثر من خمس سنوات، لأن فيه أشياء أساسية أهم من الهاتف مع مراعاة عروض كثيرة جاءتني من الأصدقاء والأهل. وعدَّ ذلك نوعاً من المزاجية. وختمت حديثها: في النهاية هي وسيلة تواصل ما أكثر.

الخرطوم – ساره المنا
صحيفة اليوم التالي