آمنة الفضل

انتظار

* لا نستطيع ان نحيا على وجه الأرض كما أحببنا أن نفعل ، أو كما توهمنا أن يصير ، فلسنا من يدير مفتاح التشغيل في كل مرة نرغب فيها بفعل شي ، حتى أبسط الامنيات في بعض الاوقات تصبح مستحيلة المنال ، وتلك المحاولات التعسة التي ننتظر من ورائها بعض الغيث لا تسمن وتغني من جوع ، تظل دوما كمشهد ضئيل في مسرح لا يرتاده أحد …فربما ثقتنا الهوجاء في بعض الأشخاص هي سبب أساسي في تأتأتنا في مخارج الحروف ، وتعثرنا في أزقة الحياة المتباينة ، أو ربما فشلنا في معاينة العمل ، أو استحضار قوتنا للتمرد على كل ماهو راتب ومضجر …

* لا نستطيع الهروب ، ولا التحدث بصوت عال ولا حتى مجرد التأفف سرا ، او الشكوي ، كل الذي نستطيع أن نفعله في تلك اللحظات اليائسة هو التظاهر بالرضا ، الضحك المغشوش ، او مجرد ابتسامة دبلوماسية نغازل بها كاميرا الواقع ..

* سنظل جميعا هكذا غائرين في جوف أحلامنا المستحيلة وإحزاننا الراتبة ، تلك هي الطقوس التي لا يمكن أن نحيا دون ممارستها على وجه الحياة وبكامل الوفاء ، تلك هي الطرق التي لم نمل تمشيطها على مدار الساعة بحثا عن شي ما يخرجنا من حالة الدوران تلك …

يقول الدكتور مصطفى محمود:
(إن نهر الحياة الدافق ينساب تحت قبة السماء ويجري بين حيطان السجون وإلى جوار القصور وليس يعنينا حجمه ولا بريقه.. وإنما كل ما يعنينا هو حجم الكأس التي نغمرها في مياهه.. وإن هذه الكأس لتأخذ دائماً شكل أفكارنا ورغباتنا.. وتساوي سعة شداقنا) …

* قصاصة أخيرة
لم نزل ننتظر

قصاصات – آمنه الفضل
(صحيفة الصحافة )

تعليق واحد

شاهد أيضاً
إغلاق