صحة الخرطوم.. قضايا مثيرة للجدل
فى محافل عديدة؛ ظل وزير الصحة بولاية الخرطوم بروفيسور مأمون حميدة، يرفض مفردة “تجفيف” التى تلحق بجملة تجفيف المستشفيات، أو المؤسسات الصحية. ويصرُّ على أن يصحح إن المقصود نقل الخدمة الى الأطراف، وليس “تجفيف”. رغم أن الرأي العام ظلَّ يناهض الخطوة، سواء أكانت تجفيفاً أم نقلاً للخدمة. إلا أن حميدة لم ينبرِي للمدافعة عن خطوته كما أنبرى لها أمس فى منبر والي الخرطوم الذي ينظمه لعرض الجوانب المضيئة ومناقضتها لوزراء ولايته. ويبدو أن حميدة ركن أخيراً الى أبراز الأسباب التى أدت لتجفيف أو نقل الخدمة ــ كما يحلو له ــ سيما أن الخطوة مربوطة بفساد واصلاح تدعو إليه الدولة فى أعلى مستوياتها. ورغم أن وزير الصحة لم يورد كلمة الفساد صراحة، لكن ما أزاح عنه الرجل الستار كان كفيلاً أن يجسِّد الكلمة تماماً.
خطوة غير موفَّقة
مستشفى الخرطوم التى يعتبرها المواطنون تمثل إرثاً وتاريخاً وثقافة كانت أولى الصروح التى نُقلت عنها الخدمة، وإن كان يرى الرأي العام أن الخطوة غير موفَّقة، فإن رأي وزير الصحة بولاية الخرطوم كان مخالفاً عندما أدى الى تقسيم المستشفى، والاستفادة من بعض مساحتها بدعم مستشفى الخرطوم للأورام (الذرة)، وتحويل الباقي من المساحة لينضم الى مجلس التخصصات الطبيَّة. والشاهد على وجود فساد أدى لمناهضة الرأي العام، والمضي قدماً فى تنفيذ الخطوة سواء أكانت الخرطوم أم إحدى المستشفيات التى تم تجفيفها. ما قاله حميدة أمس؛ أنه توجد حوافز لمحاسب فى إحدى المستشفيات وصل لــ30 ألف جنيه. فى وقت لم يصل فيه مرتب طبيب فى مستشفى آخر 500ـــ 800 جنيه، غير وجود 30 وظيفة وهمية. ويبدو أن هذا الوضع أدى الى أن عدداً من المستشفيات يقع على كاهلها ميزانيات لا تغطي حاجاتها حسب وزير الصحة.
تكلفة عالية
ومضى مدير عام الوزارة د.بابكر محمد علي ليعضد ما قاله الوزير أن عمالة مستشفى الخرطوم كانت تبلغ 3950 عاملاً، منهم 300 فراشٍ، وبلغت شركات النظافة العاملة بالمستشفى 359 شركة نظافة، يعمل فيها 153 عامل نظافة. فضلاً عن وجود 80 مساعد كاتب بالمستشفى، و45 كاتباً أول، و168 متدرباً تحت التمرين، وعدد 471 عاملاً فى الخدمة الوطنية. زد على ذلك أن متوسط تكلفة علاج المريض بمستشفى الخرطوم كانت 575 جنيهاً، فى وقت تتراوح فيه تكلفة المريض فى المستشفيات الاخرى 50ـــ75 جنيهاً. مما يعنى ما يصرف على هذه المستشفيات عُشر ما يصرف على مستشفى الخرطوم.
خطة متكاملة
من جهته؛ حذَّر والي الخرطوم الفريق ركن مهندس إبراهيم محمد حسين من تحويل الأراضى الزراعية الى أراضٍ سكنية. وأكد على ضرورة تنفيذ القرار القاضي بتوقف التمدد الأفقى للمباني، ودعم التمدد الرأسي، وذلك من أجل وجود المواطنين بالقرب من الخدمات. وأعلن عن خطة متكاملة لحوسبة كل المعاملات فى الولاية.
من جانبه؛ أعلن مدير مستشفى الذرة، خاطر حسن، عن اكتشاف 1000 حالة سرطان جديدة شهرياً، وتوقَّع إصابة 7 آلاف حالة من كل ألف نسمة. ونوَّه الى أن الحالات منذ بداية هذا العام وحتى سبتمبر الماضى بلغت 6700 حالة جديدة. وقال إن التردد اليومى على المستشفى يبلغ 26940 حالة، فيما يبلغ المترديين على العلاج الكيمائي 280 مريضاً يومياً. بينما يتردَّد على العيادات المحولة 500 مريض. ويتردد على الحوادث يومياً 50 مريضاً. وقال إن مجمل المترددين على المستشفى يومياً يبلغ 1000 مريض.
جهود مبذولة
وأكد خاطر وجود فترة انتظار لمرضى سرطان الثدي وعنق الرحم تبلغ 10 أيام. وقال إن تكلفة علاج بعض المرضى لمدة شهر تتراوح ما بين 100 ــــ 500 دولار للمريض الواحد، يوفِّرها المستشفى مجاناً. مؤكداً أن جرعة إحدى أصناف السرطان تبلغ 8 آلاف جنيه، توفَّر مجاناً. وفى ذات السياق؛ أكدت مدير مستشفى أحمد قاسم، د.هدى حامد، وأقرَّ حميدة فى منبر والي الخرطوم أمس بطول فترة انتظار مرضى القلب للأطفال، معلناً عن ترتيبات لإنشاء مركز لحاجة الأطفال بمستشفى أحمد قاسم قريباً. مؤكداً وجود 650 طفلاً فى الانتظار للعمليات، وأن المستشفى عملت على زيادة عمليات القلب للأطفال من 30 عملية فى الشهر لــ70 عملية شهرياً لتقليل الانتظار.
من جهته؛ كشف مدير مستشفى جعفر بن عوف عن اصابة 250 طفلاً بنقص فى النمو، وإصابة أكثر من 900 طفل بالصرعة، و720 طفلاً مصاباً بالكلي، وإصابة 3715 طفلاً بأمراض الجهاز الهضمي.
الخرطوم: ابتسام حسن
الصيخة