(جدادة الخلا الطردت جدادة البيت)… (الدلالية التقليدية) إلى المعاش بأمر (الالكترونية)
في الماضي كانت (الدلالية) هي السوق المتحرك لعدد من الناس الذين يعتمدون عليها إعتمادا كليا في إنتقاء وشراء ما يحتاجون إليه من ملبوسات وأواني وأثاثات منزلية، وكانت (الدلالية) تتجول داخل الأحياء السكنية متنقلة ببضاعتها من مكان لآخر لبيع بضاعتها وبالإقساط المريحة مع كافة شرائح المجتمع، لكن بمرور السنوات تطور الأمر وزحفت (الدلالية) ببضاعتها إلى المكاتب الحكومية بعد أن جعلت لنفسها زبائن من الجنسين، قبيل أن تشهد تلك المهنة تطوراً جديداً من نوع آخر، حيث حمل عدد من الصحف في الفترات الماضية إعلانات عن الدلالية الالكترونية والتي خصصت مساحة الإعلان للتعريف ببضاعتها والقروبات والمواقع التي يتم التعامل معها وطريقة عرضها وهذا يعتبر من الأنماط والأساليب المستحدثة لعرض البضائع!.
(1)
مع التطور التكنلوجي الذي اجتاح هذه المهنة مؤخراً، أكد الكثيرون أن مهنة الدلالية بشكلها القديم ستندثر تماماً، وذلك بعد أن يطغى عليها البيع الالكتروني والذي يتم من خلال إنشاء قروبات خاصة بأنواع البضاعة المعروضة للبيع والتي يتم من خلالها عرض المنتج لأعضاء القروب أو الموقع المعني ونوعيته وجودته وسعره فيتم الاتصال بصاحبة البضاعة والاتفاق عليها مع خدمة التوصيل المجانية إلى المنازل أو المكاتب.
(2)
بالمقابل، كانت هناك آراء متفقة مع ذلك العرض الالكتروني المستحدث وهو ما أكدته بعض من الدلالايات الالكترونيات اللائي قمن بتأيد الفكرة باعتباره أنها الأفضل ومواكبة والأسهل من ناحية التعريف على المنتج وأكثر سرعة في الانتشار مع خدمات التوصيل بتكلفة أقل، مشيرين إلى اندثار مملكة الدلالية وسيطرة الدلالية الالكترونية على أسواق البيع.
(3)
من جانبهن، أكدت دلاليات تقليديات أن الدلالة الالكترونية فيها نوع من الاحتيال تتمثل في عدم كفاءة وجودة المنتج المعروض بالصور فقط، وأضفن انه يفترض أن يشاهد الزبون البضاعة التي يود شراءها ويفحصها قبيل أن يتفق على سعرها، فيما كشفت الدلالية (و)- التي فضلت حجب اسمها- أن البعض يقوم باستغلال تلك المواقع وينتهز فرصة الدخول إلى بيوت الأسر بغرض التوصيل فتنتشر الجريمة، بجانب بعض الذكور الذين ينتحلون صفة المرأة لإدارة مثل تلك قروبات ليستدرجون بها الفتيات، فيما اختتمت حديثها قائلة: (لن انكر أن بعض الدلاليات الالكترونيات انموذجية ونظيفة تماماً من مثل تلك العيوب لكن هناك الكثير منها يدار بمفهوم احتيالي وهو ما يصيب بالقلق).!
تقرير: محاسن أحمد عبدالله
صحيفة السوداني