مؤخر صداق
مؤخر صداق مؤخر الصداق أحد متطلبات عقد القران الذي لا نحفل به كثيراً نحن في السودان بينما يوليه جيراننا المصريون اهتماماً كبيراً.. ربما يصل الى درجة (الفشخرة والبوبار).. فتقول احداهن (جوز بنتي كاتب مؤخر صداق مليون جنيه.. أمال ايه هي لعبة ولا لعبة).. مؤخر الصداق بالنسبة لهم صمام أمان للزيجة.. ومنعاً لأي (حركات) تصدر من الزوج.. فإن حدثته نفسه الأمارة بأي (لولوة).. سيقفز رقم مؤخر الصداق أمام عينيه فيصيبه (بالطشاش) والعمى المؤقت.. فيستغفر ويثوب الى رشده.. ويا دار ما دخلك شر..
بينما نحن في السودان تأخذنا العزة بنفسنا.. فترانا نقول.. الما عايز يقعد مع بتنا برضاهو ما تقعده القروش.. فنكتب رقماً رمزياً.. ونعتبر أن الحديث عن مؤخر الصداق قبل الزواج فأل شر.. وكأنهم يشيرون الى نية الفراق قبل اللقاء، حكينا القصة دي ليييه؟؟.. خبر صغير.. مر بهدوء.. ولم يثير انتباه الكثيرين.. (إلغاء عقد شركة سيرين مع وزارة المعادن).. كدا بس.. هل تذكرونها شركة سيرين التي ثار لغط كثير عندما استجلبتها وزارة المعادن للتنقيب عن الذهب؟.. وقالوا شركة روسية.. أصيلة وبت قبايل.. ولم يتم قبول (شورتنا).. المهم تم الزواج.. أقصد إمضاء العقد.. وعاشوا في تبات ونبات.. فجأة حصل الطلاق.. أقصد إلغاء العقد.. وتم فتح الباب الخلفي وقيل لها (لمي عدتك وأمشي بيت أهلك).. حصل شنو يا جماعة.. ما كنتوا هاديين ما سمعنا ليكم حس ولا خبر.. لا غرقنا في الدهب.. ولا شطبنا الديون.. بعدين لما المشكلة حصلت..
مش المفروض تنادوا حكماً من أهلها وحكماً من أهله؟؟ ليه تصلو للطلاق مرة واحدة كدا؟؟ وحفل الزفاف تبعكم كان قد تابعه الملايين من أبناء الشعب؟؟ .. أها هسه لو في مؤخر صداق في العقد.. كان قعدنا جنب الحيطة وسمعنا الأخبار كلها.. وكانت القضايا والمحاكم جابت الشمار.. لكن العقود الرسمية كما عقود الزواج.. لا تحتوي على شرط جزائي يحاسب على التقصير وعدم الإنجاز.. (ولا يمكن تحتوي ونحن ما عارفين ؟؟). فالمعروف أنه تتم (لملمة) الموضوع.. وربما تنتهي القصة بالعفو والعافية.. والعاقبة عندكم في المسرات طلاق سيرين الذي لم يحفل به أحد.. ولم نعرف ما الذي خرجت به سيرين من هذه الزيجة!.. ولم ندرِ هل الطلاق بائن بينونة كبرى؟؟ ولا يمكن عما قريب نغني (رجعنا لك)!!.. ولم يخرج علينا السيد الوزير ليبرر ثقته العمياء تلك التي دفعته ليقسم ذلك القسم المغلظ بأنه يستحق الموت لو خدعنا!!..
ما تشيل هم يا سعادتك .. نحن صحي ما نسينا كلامك.. لكنك لست أول ولن تكون آخر من يعد.. فتذهب وعوده أدراج الرياح.. الشئ الطريف أن وزارة المعادن سارعت بإعلان أن هناك شركات جديدة ترغب في التعامل مع السودان.. (يعني يا سيرين أنت لو عاجباك نفسك.. نحن برضو العزة فينا..) طيب انتظروا اكتمال (العدة).. يمكن سيرين ترفع علينا قضية نفقة ومتعة.. أو إلزام بمصاريف العيال.. (لا نعلم إن كان هناك أطفال نتيجة الزيجة المباركة).. فقد كان الزوجان يتكتمان على سير الحياة بينهما الى أن حدث الطلاق الذي فاجأ الجميع، أها يا جماعة الخير.. قصة مؤخر الصداق دي فعلوه.. ولو قاعدة أعلنوها..
ولو اعلنتوها زيدوها وكبروها.. أنا قلت مؤخر الصداق؟؟ قصدي الشرط الجزائي للشركات العاملة مع الحكومة.. أما موضوع المحاسبة ومعاقبة من كان السبب.. دي انتو عارفين.. وأنا (ما بفسر وانتو ما بتقصروا).. ويا سيرين..النبي فيك ما تقطعي زي صاحبتك شركة (عارف).. مرة.. مرة.. كدا.. ورينا أخبارك ..( نحن.. ما.. ناسك).
صباحكم خير – د ناهد قرناص
صحيفة الجريدة