عقلكِ أم دماغكِ.. من المتحكم في تصرفاتكِ؟
تختلف طريقة التفكير من شخص لآخر، فهناك من يحتكم لصوت العقل، بينما الآخر يستمع أكثر للغة القلب، ونجد الثالث يقيس الأمور من منظور آخر وهو: “أينما تكون المصلحة فتمّ شرع الله”، بمعنى أنه لا يستمع لصوت القلب أو العقل وإنما مصلحته النابعة من “الأنا”.
وبدورنا نحكم على الأشخاص بالدافع وراء تصرفاتهم ونلخص المسألة في عبارات وجيزة وهي: “هذا الشخص يفكر بعقله وذاك يفكر بقلبه”.
ومن الناحية العلمية، الأمر يختلف كثيراً ويخضع لهرمونات داخل الجسم تتحكم في تصرفاته! كيف ذلك وما هو الدليل العلمي، هذا ما سنعرفه في طيات السطور التالية حسب ما جاء في مجلة “سيكولوجي توداي” المهتمة بالنواحي النفسية والعقلية.
على سبيل المثال، تحدث التغيرات في مستويات هرمون التستوستيرون والكورتيزول المرتبطة بالمشاعر مثل العدوانية والإجهاد عند المشجعين في الملاعب الرياضية رداً على مستوى اللعب عند الفريق الذي يشجعونه سواءً كان جيداً أو سيئاً.
ويقول رائد التنوير “إيمانويل كانت”: كل ما نعلمه يبدأ بالحواس والعائدات، ثم إلى الفهم وينتهي بالسبب، فليس هناك شيء أعلى من السبب، ما يعني أن التصورات البشرية وصنع القرار والسلوك كلها أمور تنبع من العمليات البيولوجية الفطرية من التفكير الواعي المقترن مع الإرادة الحرة.
وقد أثبتت الأبحاث أن مستويات هرمون التستوستيرون ترتبط بسلوك الهيمنة والعدوان، أما هرمون الكورتيزول فيرتبط بالإجهاد والخوف، وتختلف نسبته وتقلباته بين الرجال والنساء الذين يشاهدون نفس الحدث.
وقد تطورت لدينا القدرة على التفكير عن طريق القشرة المخية في بنية الدماغ والتي تعزز من غريزة البقاء على قيد الحياة ولا تزال تلعب دوراً مهيمناً في الإدراك البشري، ويظهر ذلك بوضوح عند تشجيعنا لفريق معين أو حزب سياسي؛ ففوز من نشجعه يحفز شعورنا الغريزي بالسلامة أو الضعف، ما يؤدي إلى استجابات بيولوجية فطرية تشمل التحول في مستويات التستوستيرون والكورتيزول، وبالتالي يؤدي إلى شكل السلوك سواءً الإحساس بالأمن أو الخوف، أما الوعي أو بمعنى أدق العقل فهو مفهوم لوصف ما يفعله الدماغ، فالإحساس بالأشياء يصدر من الجانب الأيسر من الدماغ.
ونخلص مما سبق إلى أن هذه التقلبات في الضمائر والهرمونات تحدث نتيجة استجابات اللاوعي للمؤثرات الخارجية، وهي دلالة على الفكرة القائلة بأن الأحكام والسلوكيات البشرية هي مجرد ردة فعل للإشارات العصبية، وليس نتيجة التفكير الواعي الهادف.
لذا من المهم عزيزتي أن تعرفي أن التصرفات ما هي إلا نتاج هرمون فطري في الجسم ولا ترجع لقدرة الشخص على التحكم في سلوكياته أو ما يقوم به من تصرفات.
روسيا اليوم
هذا التفسير قد يؤدي الي مفهوم غير سليم في المنطق العام .. ببساطه يعني سلوكياتنا العدوانيه و اقتراف الموبقات مجرد ردت فعل نتيجة ارتفاع هرمون التستستيرون يعني افعال قسريه خارج عن نطاق تحكمنا , فمن هذا المنطلق يبرر ذنوبنا و لا نسأل و لا نعاقب علي جرمنا . و الافعال الخيريه نتاج هرمون كرتزول . هذا التفسير يخرج الادراك الانساني من المضمار و يقربه للحيوان … فعلا الهرمونات لها اثر في تصرفات الانسان لكن الانسان مدرك تماما بما يفعل و سيفعل لأنها ضمن نطاق الوعي الشامل و له القدره علي الكبت عند وجود مؤثرات كافيه تنمي فيه قوة الادراك كالتعليم و الدين و عادات و تقاليد الحميده و غيرها , هذه مؤثرات ايجابيه في توسعة ماعون الادراك السليم .. لذلك الانسان ما مؤاخذ حتي يعلم و إن علم قاس افعاله علي مضماره . لهذا ارسل الرسل لتبليغ بالدين و الغيم النبيله لتهذيب هذه الهرمونات و وضعها في موازين الادراك .