الطيب مصطفى

يا كمال عمر لا تنتحر بالله عليك !

كلما أقرأ حواراً أو تصريحاً لكمال عمر يلح علي سؤال منطقي : هل تراه سيقول ما قال لو كان قد عُين وزيراً للعدل كما كان يتوقع أو رئيساً لإحدى اللجان في المجلس الوطني أو لو استمر في منصبه التنظيمي السابق كأمين للأمانة السياسية بالمؤتمر الشعبي؟!

لا أدري والله ما أصاب كمال الذي يعاني من اضطراب غريب في سلوكه السياسي، فتارة يهاجم ثم ما يلبث أن يعتذر ثم يعود مرة أخرى إلى الهجوم.. فعل ذلك مع زعيم حزبه د. علي الحاج متململاً من وضعه بعد إزاحته من موقعه السياسي في الحزب وعدم حصوله على ما كان يتوقعه، ثم اعتذر لعلي الحاج، ثم ها هو يعاود الهجوم على قيادة حزبه متحسّراً على شيخ الترابي الذي (لا يزال مكانه شاغراً). وغاضباً من دعوة د. علي الحاج لبعض الإسلاميين في عشاء جامع لم يحضره كمال.

كذلك شن كمال عمر هجوماً كاسحاً على رئيس المجلس الوطني بروف إبراهيم أحمد عمر ثم اعتذر للرجل ثم عاود الهجوم .

عندما رددتُ على كمال في مقال سابق بعنوان: (يا كمال عمر.. اتق الله) معلقاً على بعض غضباته المضرية واتهاماته لبروف إبراهيم أحمد عمر كان تعقيبه بائساً لم يتناول ما أثرته من ردود.

في آخر ثوراته صعد كمال غضبه، فقال لصديق دلاي في صحيفة المجهر منتقداً د.علي الحاج: (الأمين العام للمؤتمر الشعبي حرص ودعا كل من خان الشيخ الترابي ومعي ملفات سلمني لها الراحل الترابي عن الكبار.. من قتل ومن سرق ومن خان).

كلام لا يليق بمحامٍ ورجل قانون وقيادي إسلامي كان يفترض أن يتمثل سلوك الكبار أمثال المهندس يوسف لبس ولكن شتان شتان بين الثرى والثريا.

كمال يعلم أن ما هرف به حول دعوة علي الحاج للإسلاميين ووصفه البذيء لبعض المدعوين لا يعدو أن يكون مجرد ابتزاز لا يملك أن يثبته سيما وأنه يعلم أن الترابي أكبر من أن يخضع لمرارات وحظوظ النفس الأمارة، وما انخرط في الحوار إلا بعد أن تجاوز سخائمه، ولو كان مكلفاً أحداً بنبش الخصومات القديمة لكلف نوابه هذا، فضلاً عن أن كمال بمثل هذا الهتر يضع سمعته ومصداقيته على المحك، ولست أدري لماذا لم تنفجر هذه البراكين المتفجرة من الغضب إلا الآن في مناخ عدم الرضا الذي جعله يفقد توازنه ويهذي ويهاتر ويتصرف بصبيانية لا تليق به بل تدمر من تاريخه وأدائه السياسي.

هذه المرة شرّق كمال وغرّب ولم يترك أحداً لم ينتاشه بسهام نقده الحار.. البروف إبراهيم لم يسلم من رشاش غضبه.. تحدث عن مخصصات رئيس المجلس الوطني، ولستُ أدري لماذا هذا الحقد الذي لا ينطفئ على بروف إبراهيم دون غيره من الدستوريين؟ لماذا لا يقول ذلك عن رئيس الجمهورية ونوابه ومساعديه مثلاً؟! هل لأنه لا يعترف إلا بسلطة واحدة هي التنفيذية ولا داعي للسلطتين الأخريين التشريعية والقضائية، بالرغم من أن أهم أهداف الحوار الفصل بين السلطات الثلاث وإعلاء السلطة التشريعية حتى تمارس الرقابة الحازمة على السلطة التنفيذية وتحد من سطوتها؟!

عجيب أن يستكثر كمال المخصصات الممنوحة للبرلمان في موازنة مجازة من جميع السلطات ولا ينبس ببنت شفة عن السلطات الأخرى ومن يتولونها المنتشرين على امتداد السودان.

لا ينكر إلا مكابر أن كمال عمر ملأ الدنيا وشغل الناس إبان مداولات الحوار الوطني وتحرك بفاعلية في الساحة السياسية عاقداً التحالفات مع بعض أطرافها وفاضّاً لتحالفات أخرى وفقاً لرؤى زعيمه د. الترابي، ولست في معرض تقويم ما حدث خلال تلك الفترة التي خُضنا معه خلالها معارك سياسية طفحت بها الصحف، ولكني أقول إن كمال متأثر بما أصابه من تجاهل حدث بعد وفاة شيخه الذي منحه كثيراً من ثقته وهو بالقطع ليس راضياً من وضعه الحالي، فقد شعر بأنه لم ينل ما يستحق من تقدير لدوره في الحوار الوطني، سيما وأن الرجل تعرض لوعكة صحية خطيرة نتجت في الغالب من الإرهاق الذي هدّ جسده هدّاً خلال فترة الحوار الممتدة.

ولكن بالله عليكم قارنوا بين كمال عمر الغاضب مما يظن أنه تجاهل وعدم تقدير لعطائه وبين الصابر المحتسب المهندس يوسف لبس الذي قضى 14 عاماً متواصلة في سجون الإنقاذ.. يوسف لبس بعد سجنه الطويل لم يمنح إلا منصب نائب الأمين السياسي في المؤتمر الشعبي أي نائب كمال عمر بالرغم من أن فترة انتظام كمال عمر في صفوف المؤتمر الشعبي، والذي دخله بعد المفاصلة، قضاها لبس سجيناً فما أبعد المقارنة.

لبس الذي قال لسجانه المهندس صلاح قوش الذي زامله أيام الطلب في جامعة الخرطوم إنه لا يحمل تجاهه أية ضغينة. يوسف لبس عُين الآن عضواً برلمانياً في المجلس الوطني بينما مُنح من لم يبلوا بلاءه مناصب وزارية.

هل ثار لبس أو غضب وملأ الصحف بتصريحاته المسيئة؟ آخرون كثر أبلوا بأكثر مما فعل كمال ولكنهم تصرفوا بمنتهى الترفّع والتجرد .

كمال أثبت ما ظللنا نردده في مجالس الإسلاميين أن العاصم من قواصم الصراعات هو التربية من خلال العمل التنظيمي، ولذلك جاء لبس من المدرسة الإسلامية، أما كمال عمر فلا أدري من أين جاء؟!

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة

‫5 تعليقات

  1. أحترم قامتك الاعلامية وحراكك السياسى .ولكننى اعيب عليك شخصنتك للمواضيع وتسمية الناس باسمائهم . الم تعلم أدب التعريض والوصول للهدف بدون قدح أو تجريح ليتك تفعل .

  2. انكم ابناء اناء واحد ايها الخال الرئاسى، وهذا هو ادبكم الذى تادبتم به، فكمال عمر لم يات بجديد عليكم ويقنى انه يعرف من سرق ومن قتل كما تعرف انت ايضا، ففقه الستره يحكمكما ولو استخدم كمال عمر اسلوب التهديد والاستفزاز فهى اخلاقكم وتربيتكم وادبكم فهو لم يات بشئ من بنات افكاره.

  3. ولو تم القذف بك بركن قصى لانتهجت اقبح من اسلوب كمال عمر القبيح هذا، فصلاح كرار ابنكم تغيرت لهجته عندما فقد البريق والدولار، هذا خلقكم جميعا ايها المتاسلمين، اتيتم من اجل انفسكم، السودان لا يعنيكم فى شئ، قدره انه وقع فى حثالة خلق الله، وقع فى الرجرجة والدهماء امثالكم.

  4. حيلوه التربيه من خلال العمل التنظيمي طبعا ربوكم علي السرقة والنهب والانانيه والجشع ونعم التربيه قال كمال عمر جاي من وين أسأل الطيب صالح قال من أين آتي هولإء يا حسرة علي الطيب الصالح عرف مويتكم قبل 30 سنه ونحن عرفنا يادووب