(الميرغني ــ المهدي) في القاهرة.. (لقاء السيدين).. زيارة (حمَّالة) أوجُه
قبل أربعة أعوام من الآن، وفي مثل هذه الأيام من العام 2013م، والحكومة تتأهب لإطلاق حزمة اقتصادية لإنقاذ الاقتصاد اصطلح على تسميتها (الإصلاحات الاقتصادية) وقادت لارتفاع الأسعار، وجرّ ذلك احتجاجات في العاصمة والولايات، وقبل ذلك التاريخ تحديداً شدَّ مولانا محمد عثمان الميرغني الرحال صوب العاصمة المصرية القاهرة، وكأنه يعلم أن ثمة رياح في الطريق. ومنذ تلك المغادرة وحتى يومنا هذا، ظل مولانا الميرغني يلوذ بالصمت وبعواصم الدول الأفريقية والأوروبية.
آخر ظهور
في خواتيم 2014م التقى السيدان الميرغني والمهدي بلندن رغم أن الذي خرج من مكتب الحزبين أن اللقاء جاء من أجل (المطايبة)، بيد أنه لم يخلُ من أبعاد سياسية.
وانتهى ذلك اللقاء أو قل الزيارة دون تحقيق نتائج تُذكر على المستوى السياسي، وظل حزب مولانا الميرغني منخرطاً وفاعلاً في الحوار الوطني وشريكاً للمؤتمر الوطني في الحكم .
لقاء متجدد
قبل أسبوع تحرك الإمام الصادق المهدي صوب قاهرة المعز لإجراء بعض الفحوصات الطبية وربما الاستجمام والراحة، وأثناء ذلك سجّل زيارة تاريخية نادرة لغريمه وزعيم طائفية الختمية مولانا الميرغني الموجود حالياً بمصر، وأخذت الزيارة التي لم تحدث في السنوات الماضية دلالات عدة، منها ذات طابع سياسي، وآخر اجتماعي، بينما تساءل مراقبون ماذا يريد السيدان وهما في خريف عمرهما السياسي؟
صحة الميرغني
سرت في الفترة الماضية أنباء عن تراجع كبير في صحة مولانا الميرغني، وظلت الأنباء متضاربة حول أوضاعه الصحية، إلا أن ظهوره إلى جوار الإمام المهدي بصورة توحي أنه بصحة جيدة، وربما تدحض هذه الصورة الأقاويل التي تشير لتراجع صحة مولانا الميرغني .
في ضيافة مولانا
نهار أمس الأربعاء توجه الصادق المهدي وبرفقة ابنته مريم الصادق وسكرتيره الخاص محمد زكي صوب فيللا طيبة بالقاهرة، لمقابلة مولانا محمد عثمان الميرغني، وجد المهدي حفاوة في الاستقبال من قبل الميرغني وأبنائه محمد وأحمد وعبد الله، بالإضافة للقيادي بالحزب حسن مساعد، وقالت رباح الصادق المهدي إن الزيارة جاءت كنوع من رد الزيارات المتبادلة التي سجلها أبناء الميرغني للإمام المهدي بمقر إقامته بمدنية نصر، وهو ذات الأمر الذي أكده سكرتير الإمام الخاص محمد زكي الذي أوضح أن المهدي هو من بادر بزيارة مولانا الميرغني مكتفياً بالقول لـ (الصيحة) إن الزيارة ذات طابع اجتماعي .
مولانا الغائب
الشاهد في الأم،ر أن الوصول لمولانا الميرغني منذ مغادرته السودان بات عسيراً وأصبح تدفُّق أخباره على وسائل الإعلام شحيحة، بل فشلت قيادات تاريخية من الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل في الوصول إليه رغم أنها تحركت من السودان إلى لندن خصيصاً لمقابلة الميرغني على رأس وفد بقيادة طه علي البشير وميرغني بركات وآخرين، سعى للمقابله لكن باءت المحاولة بالفشل، وظل الميرغني في حالة غياب عن المشهد السياسي بصورة واضحة لا يظهر إلا عبر برقيات التعزية كما فعل عند وفاة الترابي.
لقاء سياسي اجتماعي
القيادي بالاتحادي الأصل أسامة حسونة أوضح أن اللقاء الذي جمع بين السيدين (الميرغني / المهدي)، لقاء ذات طابع سياسي واجتماعي، إذ اعتبر حسونة أن البعد السياسي ظل حاضراً في اللقاء، مبيناً أن الراهن السياسي هو من أبرز القضايا التي تمت مناقشتها في اللقاء، وقال حسونة لـ(الصيحة) إن الرجلين يقودان أكبر حزبين في السودان، بالتالي لا تخلو لقاءاتهما أياً كانت اجتماعية من بعد سياسي. غير أن رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة القومي محمد المهدي حسن، فيذهب عكس ما ذهب إليه حسونة، ويقول إن اللقاء ذو طابع أجتماعي فقط، من أجل الاطمئنان على صحة الميرغني، مشيراً لـ (الصيحة) إلى أن الميرغني أوفد أبناءه قبل الزيارة للاطمئنان على المهدي، وتعتبر زيارة المهدي له كنوع من رد الجميل والوقوف على وضعه الصحي، وشدد على عدم وجود أي تفاهمات سياسية صاحبت اللقاء .
ماذا يريد السيدان؟
يتساءل عدد من المراقبين عن جدوى اللقاء الذي يجمع بين الرجلين، فهل يرسم مستقبلاً سياسياً جديداً أم ينتهي بانتهاء مراسم الزيارة الاجتماعية. هنا يقول المحلل السياسي صلاح الدومة إن القصد من اللقاء هو التشاور حول كيفية التسابق نحو السلطة عبر التنسيق مع المؤتمر الوطني، وقال الدومة لـ (الصيحة) إن الميرغني والمهدي تهمها السلطة ودفعا بأبنائهما للمشاركة فيها، بالتالي التنسيق سيكون بينهما حول كيفية الزحف نحو السلطة. وأردف: لا أتوقع أن يتطرق السيدان للقضايا الوطنية في مطلع اللقاء، وربما يتم الاتفاق عليها بعد الوصول لكيكة السلطة. وأضاف: قضايا الوطن هي آخر أولوياتهما، والتفكير الكلي منصب حول السلطة والحكم .
بعيداً عن الأجواء
يرى مراقبون أن اللقاء يفتقر لأجواء الداخل والقرب من أنصار الحزبين بالداخل، بالتالي فقد كثيراً من زخمه السياسي، عطفاً على أنه جاء بعيداً من كاميرات وفلاشات الإعلاميين، رغم القول الصادر إنه لقاء اجتماعي.
ولكن فريق كبير يرى أن لقاءات السيدين يجب أن تحظى باحترام إعلامي حتى وإن جاءت في قالب اجتماعي، إذ أن لقاءاتهما سبق أن غيّرت وجه التاريخ السياسي السوداني.
الخرطوم: عبد الرؤوف طه
الصيحة