مقالات متنوعة

متابعات

سعدتُ أيما سعادة وأنا أقرأ ما خطه قلم الأخ الأستاذ “مأمون أبو شيبة” الصحافي الرياضي، حسبما اكتفى بتقديم نفسه رغم قدراته الصحافية المهولة، والمريخي كامل الدسم والأوصاف، حسبما يعلن ويكتب وينقد.
وبيني وبين الأخ الأستاذ “مأمون” ود عميق ومناوشات اثنين بينهما من الإخوة الصادقة والود المقيم ما يجعل تلك المناوشات أبعد ما تكون من المناكفات وما يجعلها، كذلك، أبعد ما تكون من مواقع الأحزمة والضرب أو حتى التناوش قريباً منها.
ألبسني “المأمون” بردة فخيمة وأنزلني منزلة عظيمة وهو يسميني “الرمز الرياضي الشامخ”، والشموخ صنو العظمة لو لا أنه، أي الشموخ وضعي وإنساني والعظمة لله الواحد الأحد.

وأتساءل أنا يا أخي وصديقي “أبا شيبة”.. أين كانت هذه الرمزية.. وأين كان ذاك الشموخ كل هذه السنوات الماضية؟ لا سبب إلا هذا التعصب الأعمى الذي لا يرى فيه المريخي حسناً في الهلال وإن بدا بدراً واكتمل قمراً منيراً.
ولا يرى فيه الهلالي جمالاً في المريخ وإن توهج وهذا ما أقعد كرتنا فقعدنا!!.
نعم يا أخي.. لقد صدقت فأنا أرى بأن الهلال والمريخ، وأنا هنا أنقل ما كتبته أخي وصديقي “المأمون”، الهلال والمريخ في حد ذاتهما من مشاكل الكرة السودانية بل من أكبر مشاكلها.

ولنبدأ من الصحافة الرياضية وأسألك وأسأل نفسي وكل هؤلاء الأحبة الذين يقرأون.. هل هناك صحيفة رياضية واحدة يمكن، وأقول يمكن، تصنيفها على أنها صحيفة مستقلة؟؟ دعك من هذه الكريمات والباروكات والمساحيق التي لا تغير واقعاً ولا تبدل حقيقة!!.
والمعلوم، كونياً وإقليمياً ومحلياً، أنَّ الصحافة سلطة رابعة.. وهي الأقوى والأكثر فعالية وذلك لأنها تراقب.. تشيد.. وتنتقد.. تمدح وتقدح، وذلك لا يكون صحيحاً وحرياً لأن يؤخذ به ويلقى الاحترام إلا إن جاء من وسطية وحيدة ومهنية عالية.

وأنا هنا لا أبرئ نفسي إذ أنني واحد ممن جرفهم التيار ولكنني أشهد الله عز وجل على أنني قد حاولت وكافحت في أن يكون البيت كبيراً وواسعاً، يتسع ويحتضن شتى الأقلام لكنني اصطدمت بحائط الصين العظيم فنجوت بنفسي وبات معتقدي آمناً في صدري ينتظر سانحة كي ينطلق.
أنا لا أستطيع ولا أريد ولا أقبل قولك بأنني أتخلى عن تاريخي.. ربما جاءت صياغتك على غير ما يتفق مع الواقع والحقيقة.. ولنقرأ معاً ما كتبت أخي العزيز:-
“وهذا يعني أن الرجل لا يتقدم للاتحاد العام من أرضية هلالية كونه رئيساً سابقاً لنادي الهلال.. بل هو قادم كرجل حادب على مصلحة الكرة في البلد ويعمل للنهضة والإصلاح والتطوير”.

أوافق وأقرر وأؤكد بأنني آت حادباً على مصلحة الكرة في البلد وسأعمل جاهداً بكل حرص وقوة للنهضة والإصلاح والتطوير تماماً كما ذكر الأخ الصديق الأستاذ “مأمون”، ولكنني لا أتفق معه فيما ذكره، إذ أنني أتقدم من أرضية، هلالية ولا أنفي ذلك أبداً استعطافاً أو تقرباً أو استدراراً لصوت هنا أو هناك.. أنا آت وقادم من أرضية هلالية كيف لا وقد حملت استمارة ترشحي بأن الخبرة التي أستند عليها هي فترة رئاستي لمجلس إدارة نادي الهلال العظيم والتي أثق في أنها قد قدمتني بصورة طيبة فعرفني الناس وعرفوا قدراتي، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وأخص هنا معاركي، وهي معارك بحق، مع اتحاد أخي الأكبر البروف “شداد”، وأسعد وأفخر بأن كل ما كنت أنادي به، أكرر كل ما كنت أنادي به ورفض حينها قد تم تبنيه بعد ذلك وتحديداً بعد أن ترجل أخي البروف عن كرسي الرئاسة.

رئاستي لمجلس إدارة الهلال حقيقة وبصمة لن تفارقني أبداً.. أبداً.. أبدا.. أيام وسنوات عشتها ورئاستي للاتحاد العام لن تلغي أو تهدم هذه الحقيقة، ولكن أمانة التكليف تعني أول ما تعني ألا يكون لتلك الحقيقة أثر في أي خطوة أخطوها أو أي قرار أتخذه أو أشارك في اتخاذه.
وإذا كان الشيء للشيئ يذكر فإن تبني لكسر هيمنة هلاريخ لا يتفق مع أي ميل أو انحياز لأي منهما ولا لأي كائن رياضي آخر رغم أن كسر تلك الهيمنة إنما يصب، بعون الله، في مصلحة الكرة السودانية التي فيها، أول ما فيها، مصلحة المنتخب والمنافسات والهلال والمريخ ركنان أساسيان في هذه المنظومة.

همس الضفاف
‏‏‏صلاح ادريس
‏‏‏‏