علي الحاج.. في مواجهة الأخوان
اتهام الأمين العام للمؤتمر الشعبي د علي الحاج للحركة الإسلامية بأنها المسؤولة عن فصل الجنوب، ودعوته لها لمراجعة نفسها على اعتبار أن ماتم تطبيقه اجتهادات بشرية، ذلك الاتهام أثار غضب بعض الإسلاميين، الذين رفضوا حديثه ووصفوه بغير المنصف، لجهة أنه لم يلتزم فيه بمعايير الموضوعية والتحديد، علي الحاج صاحب الدعوة الشهيرة (خلوها مستورة) في قضية طريق الإنقاذ الغربي، أراد أن يخرج الهواء الساخن من جوفه وهو يتحدث عن اخفاقات الحركة الإسلامية بـ (فضح المستور).
حديث فارغ: القيادي الإسلامي نائب رئيس حركة الإصلاح الآن حسن رزق هاجم علي الحاج، ووصف حديثه بالفارغ، وقال انه أراد أن يحمِّل الحركة أشياء لم تفعلها واضاف رزق في حديث لـ(آخر لحظة) الحركة الإسلامية لم تحكم حتى تفصل الجنوب والذين حكموا لا صلة لهم بالحركة، وأضاف:(أنا عملت وكيلاً ووالياً ولم يحدث أن قالت لي الحركة أفصل أو عيِّن). وأشار رزق الى أن المسؤول عن الحركة في فترتها الأولى النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه، وقام بتجميد كل الأجهزة، ولكن بعد ذلك كون الراحل د.حسن الترابي مجلس شورى وحل نفسه، ومنذ ذلك الوقت انتهت الحركة الإسلامية وأصبح لاوجود لها، وتابع صحيح أن الذين قاموا بعملية التفاوض أعضاء في الحركة، ولكن هذا لا يعني أنهم يمثلون كل الحركة، وإنما يمثلون المؤتمر الوطني وحكومة الإنقاذ.
ويرى رزق أن الكثيرين يحمِّلون الحركة أشياء لم تفعلها، حتى صدق المنتسبون اليها ذلك الحديث، وأضاف نحن كأعضاء في الحركة ومجلس الشورى الذي تم حله، نؤكد أنه لم تكن هناك أمانة أو أمين مسؤول عنها، ولم تعقد لها اجتماعات، والعلاقات المتعلقة بالحركات الإسلامية يديرونها أفراد الى أن أعيدت الحركة بعد المفاصلة، لكى يثبتوا ويقولوا إن الترابي هو الذي حل الحركة وكل الإسلاميين شاركوا في حلها.تصفية حسابات:أما القيادي الإسلامي عضو المؤتمر الوطني، د.اسماعيل الحاج موسى يرى أن هجوم علي الحاج على الحركة يعود الى الغبن الذي يحمله الشعبيون بعد خروجهم من السلطة، وقال كان يجب عليه أن يكون أكثر دقة وموضوعية، وأن يبعد الحركة الإسلامية عن هذا الغبن، ويوجه حديثه للمؤتمر الوطني أو الإنقاذ، وهولاء هم الذين كانوا يفاوضون ووصلوا لقرار إجراء الاستفتاء وليس الحركة الإسلامية، وقال إن حديث علي الحاج غير منصف والغرض منه هو تصفية حسابات، وأن يثبت أن الحركة الإسلامية انحرفت.
وفي ذات الاتجاه سار القيادي بالإصلاح الآن د. أسامة توفيق رافضاً اتهامات الأمين العام للشعبي، بيد أنه أكد وجود معسكرين في ذلك الوقت، معسكر يؤيد انفصال الجنوب، وآخر يرفض الإنفصال، وقال إن انفصال الجنوب تم عبر التوقيع على اتفاقية نيفاشا، وكان التدخل الدولي حاضراً وبقوة وحدث خداع للطرفين الشمالي والجنوبي، ووضعت لهم اغراءات.. وقال إن مسؤولية تقع على أفراد، والذين وقعوا على اتفاقية نيفاشا كانوا يرون أنه إذا انفصل الجنوب يمكن أن يحكموا بشرعية إسلامية. وذهب توفيق الى أبعد من ذلك، وأشار الى أن علي الحاج بعد استشهاد الزبير محمد صالح رشح لمنصب نائب الرئيس، إضافة الى الترابي، وعلى عثمان، وبعد أن وقع الاختيار على علي عثمان غادر علي الحاج البلاد، وكان يظن أنه الأفضل لهذا المنصب، وأراد أن يبرهن بحديثه ذلك على خطأهم ولم يستبعد توفيق بأن يكون الغرض من حديثه هو دق جرس الإنذار، بأن هناك مناطق أخرى في طريقها للانفصال، ولكنه قال إذا كان الغرض من ذلك الحديث كشف أخطاء الإسلاميين لتوحيدهم ليكون هو على رأسهم قائداً، الأمر الذي وصفه بالأحلام، ورهن توفيق وحدة الإسلاميين بذهاب من أسماهم (جيل الديناصورات)، وقال لن تتعافى السياسة السودانية مالم يذهب الجيل الحالي، والذي يعمل على تصفية الحسابات، واعتبر حديث علي الحاج تصفية حساب مع علي عثمان، الذي كان أميناً عاماً للحركة الإسلامية.اعتراف بالخطأ:وبالمقابل يرى المحلل السياسي د.الطيب زين العابدين أن حديث علي الحاج به الخطأ والصواب، واتفق معه في أن الحركة مسؤولة عن انفصال الجنوب بحكم مسؤوليتها العامة للدولة، وقال إن الحركة الإسلامية تعمل بحكم أنها تمسك بالسلطة رغم أن اتفاقية نيفاشا حثت الطرفين على أن يسعيا لأن تكون الوحدة خياراً جاذباً، كما نصت عليه اتفاقية نيفاشا.
وأكد زين العابدين أن حديث علي الحاج لا يخلو من جرأة واعتراف، وما يقصده أراد منه الكشف عن وجود اتفاق على أن يظل الوضع بين الشمال والجنوب كما هو عليه، إلا أن بعض القيادات تنكروا لذلك الاتفاق، وبالتالي لا تقع المسؤولية على الحركة الإسلامية بل لمجموعة منها لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وفيما يتعلق بالشق الخطأ من حديث علي الحاج يقول زين العابدين الحركة الإسلامية منذ انقلاب يونيو، أصبحت غير شرعية وغير مسجلة في أي واحدة من أجهزة الدولة، وتعمل (كيري) فقط، ولا يوجد من يمثلها لذلك إطلاق الحديث عامة لا يتحمله الحركة، وأضاف توفيق الحركة مهمشة، وكانت قيادتها تريد لها ذلك الوضع، وأغلب شاغلي المناصب حركة إسلامية، ولكنهم لا يمثلونها ويتصرفوا كأفراد ولم يكن للحركة دور ولم تطرح لها الأمور في ذلك الوقت.
تقرير:ناهد عباس
اخر لحظة