تحقيقات وتقارير

‎علي الحاج في الجزيرة .. الاستعداد للانتخابات

(لم نأت من فراغ) ‎عبارة رددها الأمين العام للمؤتمر الشعبي علي الحاج كثيراً لعضويته بولاية الجزيرة، في أول زيارة له للولايات بعد انتخابه أمينا عاماً، الرجل طرح على قواعده عدداً من القضايا على رأسها (السلام، الحرب، حكومة الوفاق، الحريات، المنظومة الخالفة، الحوار الوطني) كما لم يتخط وحدة الإسلاميين التي طرق عليها قوياً، وكان واضحاً أن زيارة الحاج للولايات الغرض منها تفعيل عضويته وتنويرها استعداداً لانتخابات 2020، غير أن حكومة ولاية الجزيرة بقيادة الوالي محمد طاهر إيلا كانت في استقباله ببيت الضيافة .‎

(مفاجأة الترابي) ‎وتضمن وفد الشعبي لولاية الجزيرة أمناء الأمانات والأمين السياسي الأمين عبدالرازق، ووزير التعاون الدولي إدريس سليمان، ونائب الامين العام عصام حسن الترابي، الذي داعبه علي الحاج واصفاً ذهابه ضمن الوفد بالمفاجأة، وحرص الحاج على زيارة أحد الشخصيات التي قال إنه من الاخوان منذ خمسينات القرن الماضي، وهو الشيخ السماني حسين بمدينة الحصاحيصا، وعزا زيارته له قائلاً (العربية بدت توحل أفضل نرجع لورا عشان تاني نجي نمشي قدام) في إشارة إلى تراجع الحركة الإسلامية .

‎ (ترحيب إيلا)‎ وبقصر الضيافة رحب والي الجزيرة بوفد الشعبي، وثمن إيلا اختيار الحاج للجزيرة أن تكون الولاية الأولى التي يزورها، اعتبرها تواصل في مسيرة العمل من أجل الوطن، مؤكداً أن قيادات الشعبي بالجزيرة هم جزء من نسيج الولاية، فاعلون ومشاركون في الجهد الذي تم في الولاية، إيلا أكد سعادة المؤتمر الوطني بزيارة الشعبي التي قال إنها تمثل جهداً متصلاً لمزيد من التنمية وتحقيق السلام، واختتم (لولا ضيق الزمن وبرنامج الوفد الضاغط لكنا فتحنا نقاشاً وحواراً حول القضايا التي تهم المواطن) .‎

وفي الجانب الآخر يقول علي الحاج إن إيلا ليس بغريب عليهم، ولديهم معه علاقات تعاون وتعاضد وعمل في البر والتقوى ليتوحد السودان، بجانب حلحلة القضايا الكبرى، وأن بدايتهم بالجزيرة يفتخرون بها، لأنها تعتبر من أهم الولايات. (الحركة الإسلامية) ولدى مخاطبة الأمين العام لهيئة شورى الشعبي بادره ممثل الحزب بالولاية، بالقول: ( 15 عاماً لم تراك تلك الوجوه، وخلال هذه الفترة مرت كثير من المياه تحت الجسر، وفي رؤسهم الكثير من الأسئلة ما بين مناهض للمشاركة في الحكومة ورافض لها)،. ‎علي الحاج ابتدر حديثه بالتحسر على التفريط في الجنوب، قائلاً ( مشكلتنا تعاملنا معها كمشكلة خاصة بيننا كحركة إسلامية)، داعياً لمراجعة التجربة بوعي، نافياً أن تكون ليس لديها خطة، مؤكداً أن الحركة أعدت لها خطة مدبرة، ولإصلاح ذلك لابد من أن ننتقد أنفسنا، حتى لا تتكرر، الحاج أكد أنهم عارضوا بشراسة ووصلوا لنقطة أساسية، وأضاف (كان يمكن أن نسقط النظام سياسياً، لكن سقوطه بدون بديل بنكون أسقطنا السودان كلو) .

(الحرب والسلام) وحول مبادراته الأخيرة بشأن الحرب والسلام، شدد على ضرورة أن يكون الصوت واضحاً وجهوراً لوقف الحرب، بيد أنه إذا لم تقف الحرب لا معنى للمشاركة أو وحدة الاسلاميين، وقال الحاج قصدنا استهلالية المبادرة بالناس الضدنا وضد الحوار، في إشارة للحزب الشيوعي والبعث، وأضاف هناك مسؤولون مستفيدون من الحرب لجهة أن أكثر ولاية منها دستوريين هي دارفور . (تفعيل الاشتراكات) أمين الاتصال التنظيمي للشعبي سليمان البصيلي يقول إن التحول القادم هو مشروع المنظومة الخالفة التي يجب أن يتهيأ لها الجميع لإنزالها لأرض الواقع، وأضاف نحن حزب يمول نفسه بنفسه، لا توجد له اشتراكات، مشدداً على ضرورة تفعيلها، شأنه شأن الأحزاب الكبيرة في العالم، وأضاف نحن رافضين لأموال الدولة، من ما شاهدناه في تمويل الحكومة للوطني، وأقر بعدم معرفة عدد عضوية الحزب الآن، مؤكداً أن العضوية جميعها قديمة، داعياً الشورى لطرق الأبواب للمزيد من الأعضاء، خاصة وان الحزب مقبل على انتخابات، وقال إن تجربة الحركة الإسلامية فشلت ولابد من الاعتراف بذلك..

(الحوار الوطني) كما تطرق الأمين العام للشعبي للحوار الوطني، وقال إنه وليد شرعي للحزب لأنه الجهة الوحيدة التي قدمت أوراقاً جديدة في فعاليات لجانه الست، وأوضح أنه طالب بمحافظي محليات في حكومة الوفاق الوطني، ولكن لم يجد أي استجابة من المركز، وأبدى الحاج رضائة بالمخرجات، ولكنه انتقد طيلة فترة الحوار التي قال إنها استمرت لسنين عدداً، والمتفق عليه بضع شهور، وأكد أن الحزب سيبادر لدعم تطبيق المخرجات حتى تنزل إلى أرض الواقع، وأن المشاركة في الحكومة أتت بفائدة وضمن الفوائد حضوره إلى الجزيرة، ولكنه عاد وقال إن هذا ليس تقييماً للمشاركة، ورفض الحاج مطالبة أحد عضوية الشورى بالتحدث مع الوالي لتوسيع حصة الحزب في الحكومة، قائلاً: (ما بنشحد منصب عاوزين ننقذ البلد) .‎ (الاستعداد للانتخابات) ‎وقال الحاج ( حزب المؤتمر الوطني سميناه، وأسسنا له دار، وأنا على ذلك من الشاهدين) وأضاف، تجاوزنا كل ذلك لنحافظ على ما تبقى من السودان، مشدداً على ضرورة بناء تنظيم قوي رغم التحديات، وتابع : (ما عندي وهم، لكن زول ضد الشعبي مافي، قد يكون في من المؤتمر الوطني لكن ما بظهر العداء)، داعياً قواعد الحزب للاستعداد للانتخابات التي سيخوضها الحزب ..

‎ (المنظومة الخالفة) ‎وعن المنظومة الخالفة ذكر الحاج إن معظم الذين يتحدثون عنها لا يعرفونها، والملمين بها لم يفصحوا عنها حتى الآن، وتنفيذها مرتبط بإتاحة حريات كاملة في البلاد، ونفى أن تكون المنظومة معنية بالجبهة الإسلامية أو الاخوان المسلمين، مؤكداً أن جهات أخرى ستشارك في الخالفة، الحاج قطع بأن المشروع سوف يعلن عنه في وقته، لذلك كل ما يتم استضافته عبر الوسائط الإعلامية يرفض الإفصاح عنها.‎ (الحريات) ‎وأقر الامين العام بأن (مجابدات) ومكايدات ومشاكل حقيقية تواجه الحريات، وقال إنهم ساعون لتحويلها من قوانين، لتجد حيزاً في الدستور، بجانب صياغة البنود الخاصة بالحريات للعام 1998، وإدخال بعض المواد في التعديلات الجديدة، واختتم الحريات تظل فيها مشاكل كثيرة جدا. ‎(زيارات عديدة) وبعد أن التقى بعدد من الرموز السياسية والقوى السياسية في الجزيرة يتوجه وفد الشعبي اليوم إلى ولاية سنار ليلتقي بحكومة الولاية وقواعد الحزب، ومن ثم يتوجه صوب ولاية النيل الازرق، ليعود للخرطوم، وبعدها لبقية الولايات، هذه الزيارت التي قال عنها الحاج انها لم تأت من فراغ، ينتظر أن يجني الحزب ثمارها قريبا خاصة في مسألة الانتخابات 2020 .

تقرير: جاد الرب عبيد ‎
اخر لحظة