ما هي مدة القصر في السفر؟
السؤال
السلام عليكم، أنا سافرت لعمل قبل فترة في ولاية جنوب كردفان، وكنت أنوي القصر طوال الثلاثين يوم إلا أنه انتابني الشك بعد اليوم الخامس عشر فتركت القصر فهل علي قضاء فترة القصر لأنني وجدت شخصاً قال القصر أربع أيام فقط؟
وهل يجوز في السفر القصر والجمع لفترة محددة فقط ؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ أما بعد:
فالقصر سنة في حال الشروع في السفر؛ حيث يجوز للمسافر أن يقصر في مسافة الطريق مهما طال سفره، ومن نزل بلداً ينوي أن يقيم بها أربعة أيام صحاح وجب عليه الإتمام بمجرد الوصول؛ لأن حكمَه – والحال كذلك – حكمُ المقيم؛ يدل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى المهاجرين أن يقيموا بمكة فوق ثلاثة أيام بعد الفراغ من نسكهم؛ لئلا يضيع أجر هجرتهم؛ فعُلم بهذا أن الأربعة الأيام تُعَدُّ – شرعاً – إقامة يترتب في حق صاحبها أحكام المقيم، وما كان دون الثلاثة فله حكم السفر،
وليس عليك إعادة تلك الصلوات لأنك قصرت متأولاً، لكن يلزمك التوبة والاستغفار من تقصيرك في السؤال، والعلم عند الله تعالى.
الشيخ: د. عبد الحي يوسف
لا يترتب عليه أحكام الإقامة ما دام لا ينوي أن يقيم فيها وما دام ذاهب لقضاء حوائجه ، والأصل في القصر ما لم يكن عدو يخشاه فشرعت صلاة القصر للمسافر في السفر لإغتنام وقته إلا ان يشاء أن يصلي صلاة المقيم مع أهل البلد . والإقامة لها شروط هو الإستقرار فحال المسافر الغريب الذي ليس لديه بيت يأويه ويستقر فيه ليس كحال المقيم الذي لديه بيت يأويه ، وحتى لو أقام شهرا وليس لديه نية الإقامة في هذه البلد عليه أن يقصر الصلاة وليس على مسافر ( صلاة جمعة ) يعني ليست ( مفروضة عليه ) . والله تعالى اعلى وأعلم .
وصلاة القصر ليس لها مدة محددة لا في الحرب ولا في السلم ، لربما تقصر الصلاة عامين أو يزيد من الرباط في جبهات القتال والجهاد ،
والمسافر ما دام لا ينوي الإقامة وفي نيته الرجوع عليه القصر مهما بلغت مدة مكثه في هذه الدولة ،
وليس لها مسافة طريق محددة لتقصر الصلاة ولكن كل ( ما سمي سفر ) له صلاة قصر . والله تعالى اعلى وأعلم .
فتى الشرق لك التحيه والاحترام على حسن التوضيح و
جزاك الله خيرا
فتى الشرق جزاك الله خيرا دى الفتوى الصح
لو كان لها مدة محددة لشق ذلك على المجاهدين في سبيل الله في جبهات القتال واتهزموا ،
النبي صلى الله عليه وسلم قال السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله .
والأصل في قصر الصلاة في السفر وللمسافر هو اغتنام الوقت ، عايز يشاهد البلد عايز يشتري اغراض عايز يزور ناس عايز يغسل ملابسه عايز ياكل عايز ينتقل من مكان لمكان اخر بالمواصلات ، المسافر ( لا حول له ولا قوة إلا بالله ) وهل ( الغربة سهلة ) .
موت الغريب شهيد (( وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرِ رَجُلٍ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ: يَا لَهُ لَوْ مَاتَ غَرِيبًا، فَقِيلَ: وَمَا لِلْغَرِيبِ يَمُوتُ بِغَيْرِ أَرْضِهِ؟ فَقَالَ: مَا مِنْ غَرِيبٍ يَمُوتُ بِغَيْرِ أَرْضِهِ، إِلَّا قِيسَ لَهُ مِنْ تُرْبَتِهِ، إِلَى مَوْلِدِهِ فِي الْجَنَّةِ )) .
وقيل أيضا في تأويل الوصية بالجار الجنب ( بضم الجيم ) هو الجار الغريب الأجنبي الذي ليس له أهل ولا قرابة في البلد ، والله تعالى أعلى وأعلم .
فالغربة صعبة والسفر قطعة من العذاب وموت الغريب شهيد ( خفف الله على الأمة ولم يشق عليها ) وإن الله يحب أن تؤتى رخصه .
عن صفوان بن عسال رضي الله عنه ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا سفرا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة ، ولكن من غائط وبول ونوم . رواه الترمذي ، والنسائي . انتهى ، هذا أيضا من أحكام المسافر والتخفيف عليه في السفر ،
إن الله يحب أن تؤتى رخصه ( فكونوا رحماء بالناس يرحمكم الله ) .