الصادق الرزيقي

قصة نفير

لم لم تتح ولاية شمال كردفان لعدد من ضيوفها وبينهم رهط من الصحافيين ، لما تعرف كل هؤلاء الزوار بدقة وبتفاصيل مثيرة للإعجاب والتقدير، علي مشروع النهضة ونفيرها الذي انتظم الولاية منذ العام ٢٠١٣ ،

خلال ثلاثة ايام من الخميس وتنتهي اليوم السبت ، عقدت بمدينة الابيض حاضرة الولاية اجتماعات اللجنة العليا النفير والمجلس الاعلي ، وعدد الحضور تجاوز التسعمائة مشارك وعضو يتقدمهم المشير عبد الرحمن سوار الدهب رئيس اللجنة العليا ومولانا احمد هرون والي ا لولاية رئيس المجلس الاعلي للنفير .

> من خلال التقارير التنويرية خاصة من المشير سوار الدهب و الوالي وحكومته ، تم استعراض مختلف مجالات النهضة في هذا المشروع المبير الذي هدفه احداث التغيير الحقيقي داخل الانسان اولا، واستلهام فكرة النفير من القيم والموروثات السودانية وتحديثها لخدمة أهداف التنمية المستدامة وتحقيق الغايات المرجوة في الحياة المتحضرة وتلبية رغبات المواطنين ، وقد استمعنا في مفتتح اعمال الاجتماعات ليلة الخميس الي حديث عميق حوّي رؤية واضحة وافكار خلاقة من الوالي مولانا احمد هرون الذي تحدث لأكثر من ساعة ونصف تقريبا مستعرضا الفنية مُذ كان فكرة وما تم انجازه خلال اربع سنوات تقريبا في مجال الخدمات الاساسية والتنمية الشاملة والإصلاح لمؤسسات الحكم وترقية المجتمع وحفز روح التعاون والتضامن والبناء التي يرتكز عليها النفير ، وتناولت الوالي مستقبل الولاية وهي تحلق بأجنحة النفير والغد المشرق الذي ينتظرها اذا سارت الامور كما خُطط لها ودُبر .

> الأرقام هي سيدة الموقف ، كل التقارير وحديث الوالي ومن بعده في اليوم التالي وزراء الحكومة والخبراء والمختصين ، حشدت الارقام والتفاصيل الدقيقة التي تكشف حجم التطور الذي شهدته شمال كردفان في محال البني التحتية الطرق والطاقة ومجال الخدمات التعليم والصحة والمياه ومجال الادارة والضبط المالي والاستثمار والفرص التي تتاح لتطوير أنماط الزراعة والرعي والإنتاج والصناعة ، ومن الواضح ان الولاية خطت خطوات متقدمة في ترتيب أوضاعها في هذه المجالات المهمة فالمؤشرات والقياسات والمقارنات بين الحال الذي كان قبل النفرة وبعدها يعطي صورة مقنعة وثقة كبيرة في هذا المشروع النموذج لكل مناطق السودان الآخري ، والاهم هو الحلول غير التقليدية التي لم نكن تحتاج الي اي عبقرية خارقة ، كلها حلول مستنبطة من الواقع انبتتها الحاجة عندما وحدت الولاية انها تحتاج الي حل مركب لمعضلات مركبة .

> ومن المفيد ايضا ان نشير الي ان طريقة اعداد التقارير وعرضها وتبويبها وصياغتها ، لم تجنح الي اللغة الشاعرية المجنحة ولا الي إطلاق الامال في الهواء ، كانت محددة مصوبة الي حقائق الأوضاع والي المشهد الواقعي الموجود ، وليست مجرد ارقام بحار فيها السامع والمشاهد بل هي معطيات ملموسة تجدها عند رجل الشارع وربات البيوت وفِي كل صقع من اصقاع الولاية وجد بقربه المدرسة الجديدة والمركز الصحي وصهاريج المياه ومرافق التنمية الاجتماعية وسبل كسب العيش والأفق المفتوح لتنمية المجتمع المحلي الزراعي او الرعوي .

> ما تحتاجه النفرة بحق ، هو العكور علي دراسة الاثار الاجتماعية الهائلة لها ، فما تحقق من مشاريع الأثر السريع والخدمات الصحية والتعليمية والمياه وحلولها الجذرية ، والمنشآت الصحية الجديدة وتوسع دائرة البنوك والطرق والإعلام ، كلها خلفت اثارا وتحولات اجتماعية هائلة لابد من دراستها وتأملها والتعاطي الجاد معها ، فالإيجابي منها يتوجب دعمه والارتقاء به وتطويره وما سار في اتجاه معاكس لابد من درء مخلفاته وإيجاد المعالجات له .

> وما يستوجب الحمد لله هنا ان التحولات الاجتماعية لمشروع النفير رغم قصر الزمن وعدم وجود كفاية في رصد هذه التغييرات ، تتبدي في التماسك الاسري وعدم وجود تسرب للتلاميذ في مؤسسات التعليم العام وانخفاض معدلات الطلاق بسبب الاستقرار الاسري وتراجع حجم الجريمة وتعاطي المخدرات وتحقق الريادة في مجالات مختلفة ونمط العيش المبني علي الوفرة والكفاية والقدرة الفاعلة في تجسيد قدوة تلهم المواطن .

الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة