داليا الياس

علاقة…(أخاذة)

من منا لايبحث عن شريك نبيل يغمر روحة بالصدق والأمان؟…من منا لا يتوق لإنسان مختلف يمنحه مايلزم من إهتمام وإحترام ويؤثرة على نفسه بخصاصة الحب؟!كلنا يظل فى بحث دؤوب عن رابط وطيد يشده للحياة فى أسمى معانيها حين يصبح التراحم والوصال غاية ساميه لعلاقه أخاذه تكاد تذهب بالعقول من فرط جمالها وجلالها ونقائها !فكيف يمكننا أن نخلق مثل تلك العلاقة المميزه مع الشريك…والصديق…والإبن …والوالدين …والجيران والزملاء؟!…كيف يمكننا أن نكون فى أسمى درجات التجلى والحميميه بحيث تصبح الحياة سهلة»وممتعه…ونفوسنا صافية ومطمئنه…وأحزاننا بعيده…وأفراحنا مديده…وأحلامنا قريبه؟!قد تكون من المحظوظين جداً إذا قدر للزمن أن يبتسم لك فى واحده من سوانحه القليله فوجدت نصفك الآخر فارداً أذرع الحنان ليحلق بك فى سماوات الكرم والإحتواء ويعيد لك ثقتك فى الناس والحياة.لقد أنهكتنا أيامنا بما يكفى حتى بات حرصنا على التواصل النبيل مع الآخرين فى ذيل قائمة إهتماماتنا…لم تعد تعنينا قضايا العواطف ولا نحرص على خلق علاقات ممتازه مع من حولنا ولسنا على إستعداد لتخصيص الجهد والوقت لذلك!كلنا نركض فى برارى لقمة العيش بمشاعر بارده وعواطف باهته….

معظم الروابط الإنسانية بيننا تحكمها المصالح الشخصيه ويسيطر عليها النفاق الإجتماعى ومهيئة دائماً للضياع والإنقطاع والزوال!لهذا…حالما توفرت لك فرصه طيبه لتلتقى بأنسان يشعرك بالتقدير ويقدس وجودك فى حياته ويبذل لك الغالى والنفيس على أمل أن يراك سعيداً هانئاً وينال رضاك فلا تتأخر…ولاتتوانى عن معاملته بالمثل على أن أن تحتفظ به طويلاًلقد علمتنى التجربه أن المشاعر والوجوه والشخوص قد تكون من الزيف بمكان حيث تصبح بين ليلة وضحاها من ضحايا الخذلان والجحود وربما الخيانة!ولكنى للأسف لم أكتسب الفراسة اللازمة للتمييز…ولاتزال بوصلتى الداخلية هى التى تحدد إتجاه عواطفى وعلاقاتى…قد تخيب يوماً وتصيب آخر…ولكنى أخرج من كل تجاربى أشد رهافةً وشفافيه…وكأنما تصقل النكبات زجاجى الداخلى…لم أيأس يوماً من وجود علائق إنسانية مختلفه خلابه وجاذبه ومحتشده بالطمأنينة والأمل…

كنت على إستعداد دائم للمشاركة فى وضع أساس متين لرابط عميق ومبهر…يصبح بالضرورة أخاذاً ومدهشاً ومريحاً يثير إستغراب الآخرين ويفتح بداخلهم نوافذ التوق لعلاقات مشابهه تشبع حاجاتهم الإنسانية وتمنحهم الدعم اللازم للمزيد من النجاح.فشكراً للإنسان الذى يرسم معى خارطة طريق معبد وجديد يعبر صحارى العمر القاحله فتورق أشجار النيم الوريفة بظلالها لتتحدى رمال الحزن والأسى.شكراً لتلك اليد التى إمتدت لتعانق يدى وتشد عليها بمايلزم ليمنحنى الثقة الكافية فى نفسى وفى عواطفى وأسلوب حياتى وحسن ظنى.شكراً للمشاعر التى إختزلت تاريخى فى عبارة أنيقة عبرت مسامعى لتكرس لمفهوم جديد يمنح للمرة الأولى علاقة ما صفة عجيبة ويصفها بالأخاذه!!..فيرغمك على أن تقف مع نفسك قليلاً وتتمعن فى معنى العبارة وأبعادها ودلالاتها وشكلها وماهى عليه من مضامين وماولدت فيه من ظروف لتكتشف أن كل التفاصيل غريبة ومدهشه وملائمة لخلق ذلك الإحساس الجاذب القادر على أن يبرهن للعالم دائماً أنه لايزال هناك متسع للحب والوئام مهما تراكمت السنوات وتباعدت الأمكنه وظننا أن قطار العمر قد عبر محطات الهيام فيفاجئنا بتوقفه المباغت فى تلك المحطة المدهشة التى تشد روحك وترغمك على النزول لتتجول فى مدينة الدواخل الطيبة لإنسان أتى حياتك متأخراً ولكن يكفى أنه أتى وإن تأخر…!!تلويح:لا تأخذنى بعيداً عن قلبك…وأجعل علاقتنا الأخاذه تخلب ألباب المحبطين فيستعيدوا عافيتهم ويعودوا ليفتحوا بوابات قلوبهم على مصاريعها…فيصرعهم الهوى.

اندياح – داليا الياس
صحيفة آخر لحظة

‫2 تعليقات

  1. كلنا تواق لمثل هذه العلاقة التي لا تحكمها المصالح الآنية كلنا تواق لعلاقة إنسانية وقودها التوادد و الود و المودة و الرحمة ،،
    أستاذة داليا إندياحك يريحني و يفتح في داخلي شباك من الأمل و الآمال

  2. ‘طريقة سردك لما يجب ان تكون علية العلاقات ايا كانت حلو ويفتح طاقات الامل للمحبطين من اناس خزلوهم وجعلوا الدنيا سواد وافقدوهم الثقة في الكل ولكن يبقي جانب الكوب الملئ بالحب والخير كلامك اعجبني