لمن تُرفع العقوبات
* مع اقتراب شهر أكتوبر، تزداد فوبيا العقوبات الأمريكية والتي تقرر تحديد مصيرها عقب قرار الرفع الجزئي قبل أشهر والذي لم يطبق أو ينفذ الا عبر مخيلة أهل المؤتمر الوطني الذين يرون فيه مخرجاً لهم من كوارث قادمة جنتها أيديهم.
* وكان للزيارات الماكوكية من والى واشنطن وجنيفا والمشاركات في كافة اجتماعات المنظمات الحقوقية الدولية من قبل الحكومة السودانية أثره المحدود جداً رغم ما أنفق من وقت ومال فيها الا أنها تظل مجرد أمنيات تداعب خيال السادة الأكارم أصحاب المصلحة.
* الوفود السابقة واللاحقة التي تستعد هذه الأيام لجولة جديدة تمارس ذات التضليل الذي مارسته في السابق سابقاتها التي شاركت في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان والأمم المتحدة بأذرعها المتعددة وعادت بخفي حنين، وستعود الوفود نفسها بذات خفي حنين.
* وعندما أقول خفي حنين فأعني أن الوضع لن يتغير، واسم السودان لن يُرفع من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، رغم القرابين التي ظلت تقدمها الحكومة ضاربة بكل الأعراف عرض الحائط، ومضحية بالأصدقاء والحلفاء في سبيل إرضاء الغرب دون جدوى، وما شهدته العلاقات السودانية الإيرانية في الفترة الأخيرة من توتر خير شاهد ودليل، وكل ذلك كان ارضاءً لأمريكا والسعودية، وها هي السعودية تعيد علاقاتها مرة أخرى مع إيران وتبقي السودان (عرياناً وسط ذئاب)، وتحت صقيع السياسة الخارجية التي لا يعيها الا من يفهم حقاً معني كلمة سياسة خارجية بكافة تقاطعاتها، وهي الصفة التي يفتقدها قادة النظام.
* ما أود الإشارة له، أن الحظر على السودان لم ولن يُرفع، والعقوبات ستستمر إن لم تتضاعف، لأن النظام هو النظام لم يتغير ولم تتغير سياساته الباطشة.
* ولأن البلد تعاني من ضائقة في الحريات وأبسط الحقوق من تعليم وصحة وأمن واستقرار في كافة الولايات، ودونكم نذر الحرب التي يدق طبولها الزعيم القبلي موسى هلال ضد النظام، ومعركة ما تسمى بـ(جمع السلاح)، هذا الى جانب كبت حرية التعبير في وسائل الإعلام، وتوجيه الجزء الأكبر منها وتحييده عن عكس الواقع.
* الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية ذكر قبل فترة وفي آخر مشاركة لوفد السودان في اجتماعات مجلس حقوق الآنسان أنه سيتم خلال الدورة مناقشة ثلاث قضايا تهم السودان تتمثل في الإجراءات الأحادية القسرية، ولم نسمع ما أسفر عنه التقرير المعني، ثم تقرير المقرر الخاص عن زيارته للسودان في نوفمبر والذي يعكس الآثار السالبة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في السودان ويقدم مقترحات لتخفيف تلك الآثار حتى رفعها، وهنا لابد أن نسأل السيد الناطق: ما سبب تردي الأوضاع الاقتصادية ومن هو سبب تدهور الأوضاع الاجتماعية ومتفرعاتها ؟، ثم نأتي للسؤال الأهم: وما هي الحلول التي سافرتم لأجلها وفوداً وأفراداً لتقدمونها لمجلس حقوق الإنسان حتى يتم رفع الحصار، ولماذا لم تقدمونها لشعبكم بدءاً حتى لا تقعوا في المحظور وتسقطوا في الفخ الدولي، وتقوا أنفسكم وبلادكم لعنة الفتنة؟
* القصة لا تخلو من مطاولة ومط واللعب على الوقت، وفي النهاية الحال سيستمر ولن يتغير للأفضل إن لم ينحدر لأسفل سافلين ويقع على أم رأس المواطن.
* الإجابة وإن وجدت، فإنها لن تخلو من جرجرة وتأتأة وضحك على الذقون، وغتغتة لحين انتهاء أجل المهام الرسمية والتي لن تخرج كثيراً عن تقديم المصلحة الخاصة على العامة، وستستمر سياسة كسب الوقت لأن التقاطعات السياسية والمحاصصة هي التي تسيطر على المشهد، وفي النهاية، وطالما أن هناك مصالح مشتركة، فلا محبة دائمة ولا عداوة دائمة.
بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة