رأي ومقالات

محمد حامد: سألت صاحب كافتريا عن دفق التيار قال لي (حلو للطيش)، ايقنت ان (سودان) اوسع من مضيق ملتقي النيلين تنمو فيه الحياة

كانت (الفولة) تستقبلنا بمتعة نضارات الخريف ، زهت (الحميرة ) بتلك الطقوس الخريفية الظلال ، إخضرا انثال من الشجر الي قارعة الطريق ، الرمل المتماسك الذرات تنزلت عليه مكرمات الصيب فهدأ ، وقد كان قبلها كفيل بان تغوص فيه يد فرس (سراقة) ، كان الجو خليط من عتمة مطر يرتقب اذن الهبوط وشمس تحتال علي نوافذ العبور ، مع نسمات مزجت نداوة منعشة ونفثات حر تحارب البرودة فاحتكم الطقس لخيار الرطوبة الخانقة ، وعلي عادتي في تتبع مباحث التجوال علي الارض انفلت من ربقة الوفد والمراسم ، جلت الطرق وتلمست نبض الحياة بين العوام ، حيث الحقيقة المرسلة من اسر البرتكول ، هالني التغيير الكبير في المدينة التي تمضي بكد نحو إرتداء زي بنايات الاسمنت ، وكثرة اللافتات ، وعلو نسب مقامات انساق البناء بالطوب الاحمر ، تطور لافت لن يعجب دعاة رسم ملامح البؤس الافتراضي لهذا الوطن ، تعالت تقاطعات الخطوط الناقلة للكهرباء ، سألت صاحب كافتريا عن دفق التيار قال لي (حلو للطيش ) بدت لي مفردة ذات ذائقة من طعم نفيس ، لاحظت ان أهل المنطقة غير فضوليين فعلي كثرة تحسسي لم المس ضجرا او ان هناك من يستفسر عن هذا (المخلوق) وأعني نفسي !

دخلت ناديا اظنه لشباب المنطقة رمقوني الشباب فيه ببرود مزعج ، جلست ازيل رهق قطرات العرق اتحسس نبضي الذي تصاعد ، لابد أن عمري قد أسن ، اذ لم تكن تغشاني اضطرابات الجهد هذه ، طلبت كوب ماء وعصير ثم دفعت حسابي وخرجت والنادل يلاحقني لاني دفعت فيما يبدو بحساب العاصمة وجدت ان السعر هناك اقل ، او ربما ان الماء عطية مجانية او ان انفس الناس اكرم من فسالة العاصميين ،

تجولت في كثير من الاماكن ، ايقنت ان (سودان ) اوسع من مضيق ملتقي النيلين تنمو فيه الحياة ، عبرت مربوعا او حارة جذبت اذني نداء طرق طبل مثل ايقاع (الريغي) وان غابت اوتار الجيتار ، لمحت في حذو ركن ثلة من الصبايا والشباب يرقصون متحلقين حول ضارب دف وبعض طوارق عصي تنغم سقوط الضرب عليه ، كان الشباب يصنعون صفا راقصا عليه فرجات وتقرأ فتحات ، مع الايقاع الدائري المسار تأت الصبيات ينزلقن بين صف الصبيان والشباب ، شئ مثل اندغام ابرة خياطة في ملمس حرير فينزلقن ثم يعدن الكرة ، رقص جميل الانسياب لا يتعثر فيه جسد بجسد ، عبور كالانسام بين سوادل اغصان طرية ، الايقاع المكتوم بفعل (هجر) ضارب الدف للدف في الرمل كان مثل ذبذبة طيف عفريت او جمهرة (مدسترين ) الكل من الحضور والعابرين السابلة يقف وقورا ثم ينزلق في الصف فانزلقت بخضرة وفي حقويّ من خرز حزام وفي صُدغي من ودع نظيم أهذر لا أُلام ولا ألوم طليق لا تُقيّدني قريش.

بأحساب الكرام ولا تميم حتى خرجت وفي عيوني ضبابُ الطرب الغشوم ؛ وما اظن ان (العباسي) الا وكان يقصدني ، خرجت وانا أعيد زوايا (الجاكيت) علي كتفي ، أعيد إنتظام هيئة الضيف وانا اسأل عن الرقصة فقال متطوع امتعته جسارتي في شراكة الحماسة هذه (أم حويتو) رقصة خاصة بقبيلة(البرقو) بدا لي الاسم متسقا تماما مع هيئة (التحاوت) بين صف الراقصين ، قلت له (شكرا ) ادام الله افراحكم في كل السودان وغرب كردفان ومضيت وفي راسي وخاطري طرب كلما اذكره الان اقوم وحدي مع الهواء ارقص (ام حويتو).

بقلم
محمد حامد جمعة

تعليق واحد