أثيوبيا وميناء “بورتسودان” في السودان
الأخ/ “الهندي عزالدين”
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وبعد
أشير إلى تعليقك بخصوص زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي وعدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بخصوص استعمال ميناء بورتسودان وأود أن أفيد بالآتي:-
1 – أولاً صادرات السمسم الأثيوبي:
منذ ما يقارب سبع سنوات تقوم دولة أثيوبيا بتصدير حوالي (180,000) طن من السمسم عن طريق ميناء بورتسودان ونستفيد الآتي:
1) العمالة في القضارف للشحن من الشاحنات الأثيوبية إلى الشاحنات السودانية.
2) الشاحنات السودانية من القضارف لبورتسودان.
3) المخلص / الجمارك.
4) عند وصول البضاعة لبورتسودان تقوم العمالة بإنزال البضاعة وتستيفها بالحاويات.
5) المخلصون – الموانئ – الوكيل الملاحي… الخ.
أما الآن فقد فقدنا كل هذا ويتم شحن هذه البضاعة عن طريق ميناء جيبوتي للأسباب الآتية:-
1) لم يتم إنشاء الكبري بين الحمرة/ القضارف حتى يومنا هذا وغمرت مياه سد ستيت الطريق، مما أدى لإعاقة حركة الشاحنات من وإلى القضارف، وقد علمنا أخيراً بأن سلطات الكباري أعدت الدراسة ولكن وزارة المالية ليست لديها ميزانية لإتمام المشروع في الوقت الحاضر.
2) ارتفاع قيمة الترحيل للطن من القضارف لبورتسودان بما يعادل (75%) مما كان عليه بعد قرار وزير النقل بخصوص حمولات الشاحنات… الخ.
3) أحد المستثمرين السودانيين قام بجلب بنطون لتسهيل عبور الشاحنات وطلب دفع (12,50) جنيه للطن، وهذا انعكس على التكلفة.
2- ثانياً بخصوص الواردات:
خلال العامين الماضيين تم تفريغ حمولة عدد (4) بواخر سماد، بواقع كل باخرة (50,000) طن، ولكن أيضاً هنالك بعض المشاكل التي يجب أن تحل لضمان وصول مثل هذه الشحنات عن طريق ميناء بورتسودان.
1) أولى المشاكل تأتي من وزارة التجارة التي تصر على إصدار أورنيك (T) بعد تقديم عقد النقل موضحاً جملة النولون…الخ، موثقة من السفارة السودانية، وإلا لن يتم إصدار
هذا الأورنيك، وبالتالي لا تقوم سلطات الجمارك بالإفراج عن الشحنة ويتكبد الجانب الأثيوبي غرامات انتظار الباخرة خارج الميناء لمدة طويلة، علماً بأن هذه البضاعة (TRANSIT)، وليست عليها رسوماً جمركية وتنقل على شاحنات أثيوبية.
2) سلطات الجمارك لا تسمح بدخول العربات الأثيوبية كلها، بل على حسب توجيهات وزارة النقل، ولنقل (50,000) طن يسمح لها بعدد (200) شاحنة فقط، وحمولة كل شاحنة (40) طناً، ويتم التصديق الكلي للعربات بعد تدخل سلطات عليا كما حدث بالنسبة للشحنة
الأخيرة.
3) الضرائب تصر على دفع (2,50%) من قيمة نولون الترحيل كضريبة أرباح على
الشاحنات الأثيوبية، علماً بأن هذه الضريبة تطبق على الشاحنات السودانية وليس على
الشاحنات الأثيوبية العابرة، وتم حسم هذا الجدل بعد مضي أسبوع من وصول الباخرة بعد تدخل من وزارة المالية والسفارة الأثيوبية.
وبرغم المشاكل والمعوقات أعلاه، أود أن أقيد بعض التفاصيل المشرقة بعيداً عن دواوين الروتين الحكومي الذي يعيق تدفق البضائع الأثيوبية وهي:-
1) اتحاد وكلاء البواخر قاموا بتخفيض استحقاقاتهم بمعدل (50%).
2) عمال الشحن والتفريغ خارج البواخر أيضاً قاموا بتخفيض (50%) من أجورهم المطبقة على الواردات السودانية.
3) سلطات الجمارك قامت بتطبيق رسوم اسمية للطباعة… الخ.
عليه مما سبق أعلاه الأخ “الهندي” يتضح لك أن كل ما تقوم به الدولة من اتفاقيات تكون هنالك جهات حكومية تعيق تنفيذها – بجهلها بالقوانين واللوائح المتعلقة بصادرات
وواردات الترانزيت التي يتم تطبيقها بالدول الأخرى كدولة جيبوتي مثلاً التي ليس لديها أي مصدر دخل خلاف ما يأتيها من البضائع العابرة كما وضحت أعلاه، وعليه نتمنى تسهيل كل المشاكل والمعوقات لانسياب عملية مرور البضائع العابرة وإلا فسوف نفقد تدفق هذه البضائع عن طريق ميناء بورتسودان، لأن لديهم منافذ أخرى تنافسنا ويمكنهم العمل خلالها، ووزارة التجارة أول المعيقين في ذلك، وعلى استعداد لتوضيح ما يلزم إذا رأيتم ذلك.
وهذا ما لزم إفادته
الجزولي محمد الجزولي
شركة المرفأ
وكلاء شركة ترانزيت الأثيوبية
موبايل رقم: 0912310595
المجهر
يعتبر النقل البحري وتحديداً بالحاويات أرخص أنواع وسائل النقل وتقوم الدول بتطوير الموانيء بتوسعة إمكانياتها وإضافة وتعميق الأرصفة لمواكبة التطور المتلاحق في هذه الصناعة وإستقبال السفن العملاقة حيث تقوم الخطوط الملاحية المالكة للسفن بتدشين ناقلات بسعة أكبر كل خمس سنوات . بالنسبة لميناء السودان ظلت إمكانياته محدودة فيما ظل الكلام متواصلاً منذ عشرات السنين عن التوسعة والتطوير ! حتى أصبح الميناء الوحيد خارج الزمن ولم يعد يفي بصادرات وواردات البلاد ناهيك عن الدول المجاورة . تمتد الشوطيء البحرية للسودان لمسافة 800 كيلومتر وبها مواقع طبيعية لإقامة أكبر الموانيء وأحدثها ودعم الإقتصاد السوداني بعائدات ضخمة في ظل وجود دول مجاورة لا تملك منافذ بحرية ، وهذا لن يتم إلا بإنشاء ميناء جديد وبأرصفة متخصصة ومرافق ضخمة مثل المستودعات والساحات وربطه بسكة حديد أيضاً متطور بالدول المجاورة وبمناطق البلاد المختلفة .
في ظل إنتظام مشاريع تنمية ضخمة في إثيوبيا ودخول عدد كبير من المستثمرين وإرتفاع حجم الواردات لمدخلات التنمية سعت إثيوبيا لتذليل العقبات التي تواجه وارداتها في ميناء بورتسودان ولكنها واجهت صعوبات كبيرة لعدم تقدير المسئولين لدينا لحجم المعاناة وتقاعسهم عن دعم الميناء بمعدات كبيرة وحديثة للمناولة وتزويده بأجهزة الكشف على البضائع بالأشعة ورصف الطرق البرية فإتجهت إلى ميناء جيبوتي التي تربطها بإثيوبيا خط سكة حديد والمسافة بينهما قريبة بالمقارنة بميناء بورتسودان وقد قامت جيبوتي فوراً بتخصيص رصيف للواردات الإثيوبية مع السماح لها بإستخدام عمال إثيوبيين في عمليات المناولة . علماً بأن ميناء جيبوتي تقوم بتوسعته وتطوره وتشغيله شركة موانيء دبي العالمية وهي أكبر شركة عربية تستثمر المليارات في تطوير وتشغيل الموانيء البحرية حول العالم وتقوم حالياً بتشغيل حوالي 40 ميناءً ، وأصبح ميناء جيبوتي حالياً ميناءً محورياً ويمكنه إستيعاب جميع الواردات للدول المجاورة . وقد عجز السودان عن النهوض بمرافق هامة كالميناء والمطار مع تهالك الطرق القومية وإفتقارها للصيانة مع الزيادة الكبيرة في إستخدامها ، ويتطلب الأمر وقفة عاجلة على مستوى الرئاسة لبحث عدم تنفيذ منشآت مهمة كالمطار بدلاً من عمليات الترقيع التي تزيد الأمر سواءً بمطار وميناء البلاد الوحيدين وقد أصبح المطار لغزاً محيراً حيث تم الحصول على قروض وقروض لإنشائه. تمتلك مصر 9 موانيء على البحر الأحمر وحده إضافة إلى عدة موانيء على البحر المتوسط وتملك السعودية 6 موانيء على الخليج و6 موانيء على البحر الأحمر وفد تم عام 2016م إفتتاح أكبر ميناء بالشرق الأوسط في مدينة رابغ شمال جدة بطاقة إستيعابية 4 آلاف حاوية سنوياً ، وتحتوي ميناء جدة على أربعة محطات مخصصة لمناولة الحاويات بكل محطة ما لايقل عن 4 أرصفة كبيرة . كيف ننشد التنمية وجذب إستثمارت أجنبية في ظل هذا الوضع المتردي لمرافق هامة ، ولك أن تتصور أن أقرب مطار يتم تحويل الرحلات إليه في حالة الطواريء بمطار الخرطوم هو مطار بورتسودان والذي يبعد عن مطار جدة بحوالي عشرين دقيقة فقط ، ويوجد مطار في مروي عبارة عن مدرج فقط ولا توجد مباني ولا تجهيزات بالرغم من أن الغرض من إنشائه كان خدمة دول القارة الأفريقية للرحلات العابرة وهكذا بعض المطارات في البلاد والتي تسمى مطار دولي في دنقلا والفاشر والضعين فهي مطارات متواضعة ولا تسع إلا للطائرات الصغيرة .