متحف السودان القومي
يقع متحف السودان القومي في الخرطوم مطلا على شارع النيل بالقرب من ملتقى النيلين. أُفتتح في العام 1971 عى يد الرئيس الراحل جعفر نميري . وكان في الأصل صالة ومكانا لتخزين وعرض المقتنيات الآثرية التي تم إنقاذها من مناطق النوبة خلال حملة اليونسكو في الستينات، عند بناء السد العالي في مصر.
ويضم حاليا أجمل المقتنيات الآثرية في العالم والتي تتزايد أعدادها بسبب التوسع الممتد لبرامج الأعمال الآثارية الميدانية التي يقوم بها الباحثون السودانييون والاجانب.
والدور الآساسي للمتحف هو حماية وحفظ وعرض التراث السوداني لمنفعة السودانيين والبشرية كلها ولمساعدة الزوار الذين يقدرون تطور السودان ومكانته العالمية وتعدده الثقافي، حيث تحتوي قاعات المتحف على مقتنيات يتسلسل تاريخها من عهد ما قبل التاريخ إلى العصر الأسلامي.
ويشكل متحف السودان القومي بحسب قانونه جزءا من الهيئة العامة للآثاروالمتاحف السودانية التي تمثل إدارة من الأدارات المدنية، وتتبع لوزارة الآثار والسياحة والحياة البرية.
والتشريع العام الذي يعمل به المتحف هو قانون حماية الآثار لسنة 19991 الذي ينظم الأجراءات المتبعة للحماية والدراسة ونشر المعلومات المتعلقة بالمواقع والقطع الآثرية الثابتة والمنقولة . والحق القانوني لمتحف السودان للحفاظ على الآثار يقوم على بند قانوني للآثار ينص على أن كل الاثار المدفونة في باطن الأرض والموجودة على سطح الأرض هي ملك للدولة. والهيئة العامة لآثار والمتاحف مسئولة عن حماية الأثار حيث يمكن أن تدرس وترمم وتعرض في معارض دائمة أو مؤقتة.
والهيئة العامة للاثار والمتاحف تتكون من ثلاثة أقسام الآول ههو قسم الأعمال الحقلية ويقوم بأعمال التنقيب والمسح الآثاري ويشرف على أعمال بعثات الآثار الوطنية والأجنبية كما يشرف على حراسة المواقع الآثرية ويقوم بهذاه الوظيفة جهاز من موظفي ومفتشي الآثار ويقوم على حراسة المواقع خفراء معينون وشرطة الآثار والسياحة.
القسم الثاني هو قسم المتاحف. والقطع الآثرية المكتشفة أثناء الحفريات تعتبر جزء من مقتنيات المتحف الدائمة. والقطع يمكن ان توضع في الخزن لاغراض البحث والدراسة ويمكن أن تعرض في المعرض الدائم. أو يتم عرضها في معارض مؤقتة في داخل المتحف أو متاحف إقليمية في داخل السودان او تستلف من قبل متاحف خارجية بغرض إقامة معارض مؤقتة. وهو القسم المسئول عن إدارة المتاحف الأقليمية وعن قيام المتاحف الجديدة في كل انحاء البلاد.
القسم الثالث هو قسم الحفظ والترميم والذي يعمل فيه مرممون ومتخصصون في الحقل مع بعثات الآثار يشاركون في أعمال ترميم المواقع الآثرية . كما يتكامل عمل القسم مع المتحف لرقابة وترميم المقتنيات الآثرية في المخزن أو المعرض كما يقومون بأجراء اعمال الصيانة إينما طلبت.
ويتكون متحف السودان القومي من صالتين وعرض إضافي في الحديقة . ففي الطابق الأول تعرض المقتنيات الأثرية في تسلسل تاريخي كالاتي ما قبل التاريخ حوالي 300.000 إلى 3.700 قبل الميلاد. المجموعة الحضارية(3.700 -2.800) . ما قبل كرمة.(الألف الرابع ق م إلى الف الثاني و600 ق م ). كرمة (2.500- 1.500 مملكة كوش (فترة نبتة) .مملكة كوش (فترة مروي) فترة ما بعد مروي القرن الرابع -القرن السادس الميلادي.
الطابق الثاني يحتوي على الصالة العليا التي تلقي الضؤ على فترات العصور الوسطى والفترة الأسلامية . تبدأ هذه الحقبة من حوالي القرن السادس الميلادي حيث تحتوي على العديد من الرسوم الجدارية من كاتدرائية فرص، التي تقع التي تقع شمالي الشلال الثاني تحت مياه بحيرة ناصر.
وضمن الآثار الصروحية التي تم إنقاذها من الغرق في بحيرة ناصر عند بناء السد العالي في منطقة النوبة السفلى، أربعة معابد هي معبد من بوهين ومعبدين من سمنة ومقبرة منحوتة في الصخر والعديد من النقوش، كل هذه الآثار تمثل نقطة محور حديقة المتحف حيث تم إعادة نصبها حول بحيرة صناعية لتعطي الذائرين فكرة عن مكان وجودها الأصلي وتوضح العلاقة الجغرافية بين بعضها البعض.
إشراقة عباس
الخرطوم في 23-8-2017(سونا)