البنوك (الخليجية)، رغم العلاقات السياسية والدبلوماسية المتطورة مع السودان، ما زالت متوقفة عن المعاملات والتحويلات المصرفية مع البنوك السودانية
قد سمعناها كثيراً يا “أديس”..!!
أعلنت الحكومة الإثيوبية خلال زيارة رئيسها السيد “هايلي مريام ديسالين” للخرطوم الأسبوع الماضي، أنها قررت استخدام ميناء بورتسودان لاستيراد (50%) من حاجة الدولة الإثيوبية. وبالتأكيد هو قرار إستراتيجي مهم بالنسبة لنا ولهم، ويدفع لشراكة اقتصادية مطلوبة لنهضة كل الإقليم، غير أننا تعودنا على سماع مثل هذه التصريحات من المسؤولين الإثيوبيين، ثم لا نرى بعدها طحيناً، ففي العام 2000 م قالت الحكومة الإثيوبية إنها قررت مرور الواردات عبر ميناء بورتسودان بعد أن أوقفت معاملاتها مع الموانئ الإريترية.
وفي العام 2001 م تم الإعلان عن اتفاق بين السودان وإثيوبيا على بناء خطة للسكة الحديد يربط بين البلدين لنقل الركاب والبضائع من ميناء بورتسودان.
لم يتم استخدام ميناء بورتسودان كما كان متوقعاً، وظل الجانب الإثيوبي يلقي باللائمة في المباحثات المشتركة على تعقيدات وإجراءات طرف حكومة السودان، فضلا عن وعورة الطريق بين الميناء والحدود الإثيوبية! بالمقابل، أنفقت إثيوبيا (4) مليارات دولار، (3) منها قرض حصلت عليه من جمهورية الصين، لإنشاء خط السكة الحديد بين “أديس أبابا” و”جيبوتي”، وبدأ المشروع في العام 2014 م وانتهى في العام 2016 م !
لابد أن نشير إلى تأثيرات العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة على السودان منذ العام 1997 م، على قرارات وتوجهات الكثير من الدول (الأفريقية) و(العربية) .
فالبنوك (الخليجية) مثلا، رغم العلاقات السياسية والدبلوماسية المتطورة مع دولتنا، ما زالت متوقفة عن المعاملات والتحويلات المصرفية مع البنوك السودانية، علماً بأن الولايات المتحدة الأمريكية رفعت العقوبات في هذا الجانب وأذنت للبنوك الأمريكية بفتح المقاصة مع “الخرطوم” منذ يناير الماضي !!
ولا شك أن إثيوبيا – أحد أهم حلفاء أمريكا في أفريقيا – تنظر بعين الاعتبار والاهتمام لاتجاهات الإدارة الأمريكية في المنطقة، ولا يمكنها بأي حال من الأحوال مخالفتها.
وربما يكون التعبير عن الرغبة الإثيوبية بالانطلاق نحو الموانئ السودانية، أكثر جدية هذه المرة، لعلم “أديس” باقتراب موعد الرفع النهائي للعقوبات الأمريكية على السودان.
كل العالم من حولنا، يمارس السياسة والعلاقات الدولية ب(براغماتية) عالية، عكس ما تظن حكومتنا التي ما زالت تحبس شعبها في شعارات هلامية عفى عليها الزمن من قبيل: (موقفنا الأخلاقي يحتم علينا … ، والمبادئ … والقيم …. والمشروع …. وحماية المقدسات …. ) !!
الهندي عزالدين
المجهر
لا تلوم اثيوبيا . اثيوبيا تهمها نصالحها والتي ستتعطل اذا استوردت عن طريق بورتسودان . نحن شعب فاشل يجيد صناعة الفشل . انا متأكد الاثيوبيبن لا يرفضون التعامل مع الموانئ السوداتية لكن العوجة فينا نحن . اهمال وتعطيل واستهبال وسرقة . لو كنت مكانهم لاستخدمت الموانئ الجيبوتية
تحويل خط السكة الحديد لجبوتي نتيجة نظرة ضيقة من، قبل احد التنفيذيين السودانيين بموجبه تم تحول الخط الي جيبوتي.