تحقيقات وتقارير

من منزلها بـ(بحري).. ماذا قالت أسرة “أبو الأسباط” قتيل داعش “السوداني”..

ننشر ملخصاً لتقرير الصحفية إيمان كمال الدين لصحيفة (السوداني)

نفي وتحفظ:

(السوداني) خلال رحلة بحثها عن منزل علي عبد المعروف، الواقع في شمبات، وبالسؤال عن إسم الأسرة، كانت أول إجابة نتلقاها: (علي الملتحق بداعش؟)، بينما اتجهت معظم الآراء الى نفي وفاته قائلين: (إن أسرته نفت خبر وفاته).

وعند الوصول إلى منزل علي عبد المعروف، لم يكن هناك أي صيوان عزاء، واستقبلنا عبد المعروف والد علي، الذي كان متحفظاً في الحديث، وبإيجابات مقتضبة نفى خبر علمه بوفاة إبنه، وأكد عدم تلقيهم أي إتصال يؤكد ذلك أو ينفيه.

عبد المعروف قال إن الإتصال إنقطع بإبنه منذ خروجه لعمله الذي مضى عليه عامين، إلى جانب نفيه إقامتهم للعزاء من قبل عقب إنتشار خبر وفاته، أو تلقيهم إتصالاً منه يفيد أنه على قيد الحياة.

دقائق قليلية من الحديث إلى والد علي، لتدلف إلى المنزل شقيقتاه القادمات من واجب عزاء، وبتحفظ أكبر تلقتا أسئلتنا، عن وفاة علي في المعارك التي جرت في الموصل بين القوات العراقية وتنظيم الدولية الإسلامية، إذ لم يختلف حديث إحدى شقيقاته عن والده، مشيرةً إلى أنه لا علم لهم بوفاة علي أو صحة إلتحاقه بداعش، وأن ما يرد في الصحف ووسائل الإعلام مجافٍ للحقيقة.

ورغم الرفض القاطع للإدلاء بأي معلومة تتعلق بعلي عبد المعروف، إلا إن إحداهن وصفته بالمتدين وغير المتطرف، ولا صحة لما ورد بأنه ذهب من قبل للقتال في العراق ضد القوات الأمريكية، وأنه كان في ذلك الوقت في السعودية، وحول فنون القتال التي يجيدها علي، أشارت إحدى شقيقاته إلى أن إجادته لها أمر عادي مثل كثير من الشباب في عمره في ذلك الوقت، داعية من أراد أن يبحث عن الحقيقة وعن علي، أن يسأل عنه في الحي وفي الجوامع التي شهدت له.

قيادات أمنية:

بالمقابل، أشارت مصادر عليمة إلى أنه لا معلومات حول علي عبد المعروف، أو ما يتعلق به، وأنه غير معروف إلى حد كبير للملتحقين بداعش مؤخراً، وجلّ ما يعرف عنه قبل إلتحاقه الأخير بتنظيم الدولة الإسلامية، إنتماءه للإخوان المسلمين. تلك الضبابية حول ما يتعلق بعلي المكنّى بـ(أبي الأسباط)، أشارت مصادر إلى أن ذلك عائد لكونه أحد القيادات الأمنية في التنظيم، لذا فالمعلومات عنه قد تكون شحيحة.

ووفق تقارير إعلامية يُعتبر أبو الأسباط السوداني، أحد القيادات البارزة في تنظيم (داعش)، وكان يتولى منصب مسؤول السجون بولاية (الخير)، كما يعد أحد مشرعي التنظيم الذين تولوا مناصب رفيعة في هيئة قيادة التنظيم، وأنه كان يحظى بوضعية خاصة لدى قيادات داعش نسبة لإرتباطه بالعمل الجهادي منذ وقت مبكر، حيث سبق وأن قاتل في العراق ضد القوات الأمريكية، قبل أن يعود للخرطوم مرة أخرى، ثم يقفل عائداً للعراق لإعلان إنضمامه لداعش.

من جانبه أشار المتخصص في الجماعات الجهادية الهادي محمد الأمين، إن علي عبد المعروف، كان من شباب تنظيم (الإخوان المسلمين)، لكنه إنسلخ وإنشق عنهم بعد المفاصلة الشهيرة التي وقعت وسط الجماعة بعد مؤتمرها العام في 1991م، ليتحول بعد ذلك إلى كادر جهادي، لافتاً إلى أنه مدرب ومتخصص في الفنون القتالية، وقاتل من قبل في العراق، وعاد للسودان عقب تعرضه للإصابة، أما إنضمامه لداعش فكان قبل عامين، وقد أصبح وقتها من القيادات المتقدمة نسبة لخبرته القتالية السابقة.

والإعلان عن مقتل أبو الأسباط السوداني ليس هو الأول لقائد سوداني بتنظيم داعش، إذ سبقه من قبل في يوليو من العام 2016م الإعلان عن مصرع ميرغني بدوي الملقب (بأبي الحارث)، في قصف جوي على مدينة سرت الليبية، بدوي يعد من أبرز خطباء ودعاة التنظيم الذين يعرفون بـ(شرعيو داعش).

وفي مايو من نفس العام أعلن المتحدث بإسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، عن مقتل القيادي السوداني في صفوف داعش (أبو أسعد السوداني)، وزوجته في غارة جوية شنتها قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش، بالقرب من مدينة الباب الواقعة شمال سوريا.

وفي سبتمبر تم الإعلان عن مقتل قيادي سوداني في تنظيم داعش كنيته (أبو المهاجر السوداني)، ووفقاً لمصادر عسكرية من عملية البنيان المرصوص، فقد قتل أبو المهاجر في محيط الكامبو وشعبية الجيزة البحرية، وتشير ذات المصادر إلى أن أبو المهاجر هو مدرب قناصة التنظيم ومن أشرس مقاتليه، وطبقاً لوكالات إعلامية لقي 150 مقاتل سوداني مصرعهم في تنظيم داعش.

تقرير: إيمان كمال الدين_ صحيفة السوداني