هل السرطان هو نقص فيتامين؟ وهل هو مؤامرة؟
تناولت الفقرة الطبية في الجزيرة هذا الصباح أربعة مواضيع، تنوعت بين دراسات حديثة وفيديوهات انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي تحدثت عن السكر والسرطان.
وقال محرر الشؤون الطبية في قناة الجزيرة الدكتور أسامة أبو الرب اليوم السبت إنه تناقلت مجموعات الواتس أب وفيسبوك رسائل وفيديوهات ونصائح حول السكر والسرطان، ولكنها كانت تحمل معلومات غير دقيقة أو مشوشة.
هذه الرسائل فيها مجموعة إشكاليات، رغم حقيقة وجود أضرار متعددة للسكر، منها دوره في سوء التغذية والبدانة في بعض الحالات، وتسوس الأسنان.
وقال أبو الرب إن المشكلة في هذه الفيديوهات هي تقديمها إما معلومات خاطئة، مثل أن تناول ملعقة شاي من السكر يخفض المناعة خلال ساعتين بنسبة 50%، أو معلومات مشوشة تخلط الحق بالباطل، مثل عندما يقال إن السكر هو غذاء الخلايا السرطانية، نعم صحيح.. لكن الصحيح أيضا أن السكر هو غذاء الخلايا السليمة أيضا.
وهو يشبه القول إن العشبة الفلانية طبيعية ولذلك هي غير مضرة، فالحشيش والتبغ طبيعيان ومن قلب الطبيعة، ولكنهما سمان وقاتلان، فالاستشهاد هنا خطأ.
الأمر الآخر أن كثيرا من هذه الرسائل تقدم معلومات خاطئة لمرضى السرطان، وتبيعهم الوهم والأمل. لأن الطريقة التي تقدم بها تجعل الشخص يقتنع بأنه إذا أوقف السكر أو تناول مكملات غذائية معينة سوف يشفى من السرطان.
كما أن بعض هذه الفيديوهات تشكك في السرطان من أصله وتقول إنه مرض غير حقيقي وإنه مجرد نقص فيتامين، مما قد يدفع الشخص المريض بالسرطان لإيقاف العلاج، وهذه كارثة.
ولفت الدكتور إلى أن هذه الفيديوهات عادة “لا بد أن تحشر نظرية المؤامرة”، فالأبحاث الطبية الحالية فقط تركز على التشخيص والعلاج وليس الشفاء، والطبيب الذي قضى 15 أو 20 عاما في دراسته ليتخصص في نوع محدد من السرطان، هو متآمر ويخفي عن المريض السر الأعظم للشفاء حتى يبقى مريضا ويراجعه.
السكر له أضرار لكن إيقاف تناوله ليس علاجا للسرطان (غيتي)
طرح متهافت
وقال أبو الرب إن “طرح المؤامرة هذا متهافت، وهو يناظر تماما من يقول إن الربيع العربي كان مؤامرة من قناة الجزيرة لتزيد نسبة مشاهديها ومتابعيها”.
ورغم أن السكر له أضرار معينة، أبرزها تسوس الأسنان وسوء التغذية، ولكن إيقاف السكر ليس الحل لكل المشاكل الصحية وبالتأكيد ليس علاجا للسرطان أو إيقاف انتشاره.
كما استعرضت الفقرة الطبية حالة طفل في جنوب أفريقيا ولد بفيروس “أتش آي في” المسبب لمرض الإيدز، قد فاجأ الخبراء بتعافيه تماما من الفيروس بعد عام واحد فقط من العلاج تلته ثمانية أعوام ونصف لم يتناول خلالها أي عقاقير.
وعادة ما يحتاج المصابون بالفيروس لتناول العقاقير المضادة للفيروسات طول حياتهم حتى لا يصابوا بالإيدز، لكن هذا الطفل ما زال لا يتناول أي علاج وهو الآن في العاشرة تقريبا من عمره ولا تبدو عليه أي أعراض للمرض.
وفي المحطة الثالثة بالفقرة الطبية دراسة أخرى، فقد قال باحثون إن عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال بأميركا وأوروبا وأستراليا ونيوزيلندا تراجع أكثر من 50% خلال أقل من أربعين عاما. وتشير هذه النتائج إلى انخفاض محتمل في صحة وخصوبة الذكور.
أما الموضوع الأخير في الفقرة الطبية فكان إجابة على سؤال “كيف يستدل الرضيع على ثدي أمه؟”
الجواب مع باحثين من إيطاليا قالوا في دراسة إن درجة الحرارة لحلمة الثدي تلعب دورا مهما في تمكن الرضيع من الوصول إليه.
وتبين للباحثين أن درجة حرارة منطقة حلمة الثدي تبلغ 35.22 درجة مئوية، وأنها تكون بذلك أدفأ من بقية الثدي. في الوقت ذاته، بلغت درجة حرارة الأطفال الرضع عند الشفتين 33.3 درجة مئوية، أي أقل منها عند الجبهة. ورجح الباحثون أن الفارق بين درجتي الحرارة يمكن أن يقود شفتي الطفل عقب الولادة إلى ثدي أمه.
الجزيرة