حوارات ولقاءات

البشير: سنحترم خيار الشعب في الانتخابات القادمة..الأصابع الدولية موجودة في مشكلات السودان كافة

[ALIGN=CENTER]629200931319AM1[/ALIGN] – الاصابع الاجنبية حاولت التدخل في ما جرى من انتخابات على مستوى الاقليم ونسمع عن تمويلات لاحزاب سودانية، فهل تتوقعون مفاجأت في انتخابات السودان وهل ستقبل القوى السياسية بنتيجة الانتخابات ام سيتكرر سيناريو ايران وكيف نتفادى مخاطر التدخل الاجنبي في البلاد؟
– نحن على قناعة تامة بأن المجتمع الدولي سيحاول ان يتدخل والتدخل الدولي ليس بالجديد، فالاصابع الدولية موجودة في كل المشاكل التي يعاني منها السودان، والآن توجد قوة دولية نافذة لا تحب الانقاذ وواحدة من تطلعاتها إطالة الحرب الدائرة في الجنوب أو حتى تحريض دول الجوار ووصلت مرحلة الضرب المباشر في مصنع الشفاء الحصار الاقتصادي غير المبرر الذي نعاني منه. لانهم يتعللون بقولهم انتم نظام عسكري انقلب على نظام ديمقراطي. وعندما عملنا دستور 89 واقتنع المواطنون ان هذا دستور يحقق تعددية ديمقراطية وبعض الاصوات اخذت ترتفع برفع العقوبات عن السودان، ورفضوا وقالوا إلا بعد توقيع اتفاقية السلام، ووقعنا اتفاقية السلام وقالوا إلا بعد توقيع اتفاقية ابوجا. حتى انهم اكدوا بمجرد التوقيع على الاتفاقية ستسقط قرارات خاصة من الولايات المتحدة برفع اسم السودان عن الدول الراعية للارهاب وتطبيع العلاقات على مستوى السفارة ورفع الحصار والمقاطعة الاقتصادية واعفاء ديون السودان. حتى كيفية سيناريو تسديد ديون السودان لدى صندوق النقد الدولي لئلا تكون هنالك متأخرات مع الصندوق، وبعد ذلك برنامج اعمار للسودان كما تم في اوسلو واعلنوا فيه تبرعات ضخمة جداً أوقفت بسبب دارفور. كل هذه الاشياء تدل على انهم يريدون تغيير النظام وليس تغيير السلوك فعندما غيرنا سلوكنا بالدستور الدائم والحريات واتفاقية السلام واتفاقية ابوجا في النهاية قالوها صراحة: الهدف تغيير النظام. وافتكروا ان المحكمة الجنائية ستقضي على النظام القائم في السودان ورأوا النتائج، والآن يعتقدون ان الانتخابات هي الفرصة الاخيرة للاتيان بقوة غير المؤتمر الوطني. نقول ان ثقتنا كبيرة في الشعب السوداني وهو شعب واعد والحمدلله ولن تباع ذمته بالمال، والشعب السوداني يعرف حقوقه ومصالحه اين. المواطنون الآن اختلفوا تماماً. فيما مضى كانوا يصوتون وليس عندهم اية علاقة بالنائب ولا يعرفون عنه اي شيء. اتذكر في الشرق جاء مرشح والشعار كان للحزب نؤيد مرشح السيد، بغض النظر عن اية تفاصيل. الآن الشعب واع ويدرك مصلحته أبي وكريم نقول ان الذين يريدون ان يدفعوا اموالاً وفلوساً انشاء الله يكون خير وبركة للبلد ولكن لن تتحقق اهدافهم التي يسعون اليها من مجيء الانقاذ ان شاء الله.
? وستكون انتخابات حرة ونزيهة؟
– ستكون انتخابات حرة ونزيهة، حكمنا هذا الشعب عشرين عاماً علاقتنا وثقتنا في شعبنا عالية جداً ونحن نريد تجديد ثقته لذلك نحن نصر على هذه الانتخابات، فاما ان يجدد الشعب ثقته فينا واما ان يعطي الثقة لاي قوى اخرى ونحن مع خيار الشعب السوداني.
? الانتخابات هي آلية التداول السلمي للسلطة؟
– نعم نسعى لتداول سلمي للسلطة وكل الناس يلتزمون به.
? اذا انتقلنا إلى علاقات السودان الخارجية في ظل ما نشهد من حراك وفي ظل الحراك مع امريكا. إلى اين تتجه اليوم علاقتكم مع الولايات المتحدة الامريكية؟
– الآن يوجد توجه جديد في الولايات المتحدة تعاملنا معه منذ بداية الانقاذ. لم نسع لمعاداة امريكا، ليس هنالك مصلحة لاحد في عداء امريكا لانها القوة المؤثرة في مجريات الاوضاع الدولية والتي اصبحت اصابعها في كل موقع والادارة السابقة كان عندها موقف عدائي وايضاً كثير من الاخطاء ليس في السودان فقط. تلك السياسات ورطت امريكا في عدد من المشاكل وهذا الذي ادى للفوز الكاسح للرئيس اوباما وهو تعبير عن الرفض للسياسة السابقة للولايات المتحدة، وكل الممارسات الآن من جانب الادارة الامريكية الجديدة توضح انها قادمة بصورة مختلفة تختلف عن سابقتها بالرغم من وجود مراكز الضغط الامريكية المعادية للسودان نجد ان الادارة الامريكية ذاهبة في اتجاه التعامل مع السودان بطريقة جديدة، وكلام جون كيري بعد زيارته للخرطوم لم نسمع كلاماً سالباً كما كنا نسمع من قبل في الماضي نحن جاهزون لهذا التوجه ونعتقد ان اللقاءات التي قام بها الاخ غازي في زيارته الاخيرة بذلنا فيها خطاً متقدماً جداً ولا استطيع القول اننا تجاوزنا العقبات في علاقتنا مع امريكا ولكن هنالك توجهاً جديداً ونحن مصرون على استغلال هذا التوجه في الحد الاقصى لتطبيع علاقتنا مع الولايات المتحدة ان شاء الله.
? هل يكون خطاب اوباما في القاهرة خطوة جديدة لامريكا في افريقيا والعالم الاسلامي؟
– الخطاب بكل المقاييس هو طفرة وهو خطاب تصالحي مع العالم الاسلامي لان الادارة السابقة فرضت على العالم الاسلامي ان يكره امريكا وفرضت نفسها عدواً للاسلام والمسلمين، والسياسة الخرقاء ولدت التطرف لان العنف لا يولد إلا العنف ونحن مستبشرون خيراً لان الخطاب يقدم نبرة جديدة يمكن ان تلاحظها في الارتياح العام خاصة بالنسبة للمسلمين داخل امريكا لقد عانوا من تفرقة ومعاملة غير كريمة ولكن الآن هناك تحولاً وصفحة جديدة للولايات المتحدة ستكون لها نتائج ايجابية على مستوى العلاقات بين العالم الاسلامي والولايات المتحدة وحل المشاكل، هنالك فلسطين والحرب على افغانستان التي كان اثرها كبيراً ولقد قتل عدد من المدنيين بدون سبب.
قتلوا المدنيين بدون مبرر وعدد المدنيين الذين يقتلون في افغانستان في حفل فرح كبير «741» واذا كان الرئيس صدام حسين حكم بالاعدام بسبب قضية الدجيل بتهمة قتل «84» والآن هناك خطة لابادة الشعب الافغاني حيث تكرر الهجوم على بيوت الاعراس. امريكا يجب ان تسحب الجيوش من العراق وافغانستان، فالحكومة يجب ان تعبر عن الشعب، وهناك القضية الفلسطينية والعالم يعاني من مشكلات الفققر.
? السيد الرئيس، دول الجوار شريك في امن السودان واقتصاده ومستقبله كيف تنظر لهذه العلاقة وماذا يريد الجوار من السودان وماذا يريد السودان من جواره؟
– قطعاً لدول الجوار اثر مباشر جداً على الاوضاع في السودان واذا تحدثنا عن النواحي الامنية فان اي عمل مسلح ضد الدولة إذا لم يجد امداداً عبر الحدود لا يمكن ان يستمر ونحن حقيقة واحدة من اكبر مقدمة لعلاقاتنا الخارجية هي علاقة حسن الجوار مع الدول الجارة لنا لاننا نعتقد ان علاقتنا الخارجية اذا كان في اي خلل مع اية دولة من دول الجوار يستطيع اعداء السودان ان يخترقوا من خلالها الامن القومي السوداني، وقد سعينا منذ البداية لاقامة علاقات حسن الجوار مع كل الدول وان نجعل من حدودنا حدوداً لتبادل المنافع وليست حدوداً لتبادل المعارضة والاسلحة والذخائر ونحن نستطيع ان نقول نجحنا نجاحاً كبيراً لان جوارنا مع تسع دول ولدينا علاقات حسن الجوارمع كل الدول المجاورة لنا ما عدا تشاد، وتشاد معروفة منذ بداية التمرد في دارفور وبحكم العلاقة القبلية بين المتمردين في دارفور والحكام في تشاد، وهي علاقة وطيدة ودعم متواصل وتمكنا في اطار الحدود من تبادل المنافع مع اثيوبيا التي ظلت حدودنا معها محل صراع ومشاكل منذ استقلال السودان، واذكر عندما تخرجنا في الكلية الحربية العام 6691م اذكر ان الاخ الزبير رحمة الله عليه كان من الضباط الموجودين في الحدود، ونحن في الحكومة جعلنا الآن حدودنا مع اثيوبيا حدود لتبادل المنافع، وقد وصل الطريق المسفلت الى اثيوبيا ومجمل الطرق الرابطة ثلاثة طرق وتم ربط الاتصالات مع اثيوبيا وجاري العمل في ربط الشبكة الكهربائية القومية مع اثيوبيا ولدينا اتفاقية شراء كهرباء مع اثيوبيا، وكوّنا لجنة مشتركة لحل مشكلة المزارعين في الحدود مع اثيوبيا، وقد اكتملت تقريباً كل الاجراءات وجاري العمل لترسيم الحدود بعد ان اتفقنا على المرجعيات وان شاء الله قريباً يتم ترسيم الحدود.
ولقد حققت لنا اتفاقية السلام علاقات مع دول الجوار، كينيا، يوغندا، ونعمل لايجاد علاقات مع تشاد وهناك مساعٍ جادة لذلك لان عدم وجود العلاقة الطبيعية يؤدي لعدم استقرار في تشاد ودارفور، وهذه قناعة الطرفين ويحتاج ذلك الى بناء الثقة لكي نتجاوز هذه المرحلة، ونحن الآن وقعنا لكي يصل طريق الانقاذ الجنينة.
والطرق والسكة الحديد تربط دول الجوار ونخطط لطريق ساحلي بورتسودان قرورة واريتريا لتبادل المنافع لا الاسلحة.
? كيف ترى مستقبل السودان في العشرين عاماً القادمة؟
– طبعاً ان شاء الله الاستراتيجية ربع القرنية تتحدث عن بناء امة سودانية موحدة آمنة متحضرة ومتقدمة ومتطورة وهذه رؤية واضحة لمستقبل السودان وهي رؤية وعبارة عن امنية تصل عبر الاستراتيجية، سيكون السودان قوة اقليمية وليس قوة متحكمة ومهددة بل مركزاً اقتصادياً لكل دول الاقليم ان شاء الله الامن الاقتصادي في كل الاقليم ليس في افريقيا والعالم العربي، ان شاء الله نتجاوز كل المشاكل وتكون هناك هجرة عكسية من المدن الى الريف بتوفير مقومات الحياة في الريف والاستفادة من التجارب السابقة ونمضي الى الافضل وقضية دارفور امنية ستعالج.
? كيف ترى مستقبل التعليم؟
– ما تم في التعليم ازدياد عدد القبول واعتبرها البعض كسباً سياسياً، الآن فرص القبول يتجاوز الـ«002» الف والطلاب نتاج لثورة تعليم ورفعنا الحد العام للتعليم والاساس يكون اجبارياً والحكومة تلتزم بتوفير المقعد وكل الناجحين في الاساس يجدون فرصة، ونحتاج لمزيد من فرص التعليم وعبرها نبني الامة، ومهما يقال عن مستوى التعليم حافظنا على مستوى التعليم ونحيي الاساتذة والعلماء وكل هذه الاعداد والمراكز الضخمة، التعليم العالي بخير ونحتاج لمزيد من التجويد والتوسع في التعليم التقني ومراكز التدريب المهني خاصة بعد التطور لنتسغنى عن العمالة من الخارج وهذا تحدٍ، ونهتم بالبحث العلمي والتكنولوجيا ونقل التقانة، لا نريد ان نكون امة متلقية بل مصدرة، والمؤتمرات التي عقدت اوضحت الكفاءات السودانية بالخارج وهي موجودة وهم دائماً يوافقون على العمل بالسودان، ولقد طلبنا السودانيين العاملين بالخارج في عملية استغلال البترول، وهناك اهتمام بالتعليم والشباب وان معسكرات الخدمة المدنية هي جرعات بدنية ووطنية، وكذلك نهتم بالرياضة ولم نصل للطموحات ولكن لدينا فريقين في دوري الثمانية ويمكن ان نكون اسياد السلة على مستوى العالم.
? كلمة اخيرة السيد الرئيس لاعضاء مجلس الثورة الذين فجروا الانقاذ ولحكومة الوحدة الوطنية التي تقود البلاد الآن وللذين يعارضونك الرأي والشعب السوداني عامة الذي ناصر الانقاذ؟
– بالنسبة للاخوة اعضاء مجلس الثورة والضباط الذين كانوا معنا في ليلة الثلاثين من يونيو وشاركوا في العمل نحييهم بهذه المناسبة ونقول لهم ان العهد الذي قطعناه مع البعض ان شاء الله مازلنا ملتزمين به والانجازات تحكي عن نفسها، وهي حقيقة نتاجاً للاساس الذي اسسوه معنا، ومنذ ان بدأنا مسيرة التحول والحكم المدني والديمقراطي والخروج من الشرعية الثورية الى الشرعية الدستورية، ان مجلس قيادة الثورة طوعاً واختياراً اجتمع وحل نفسه لفتح المجال للتحول ونحيي الشعب السوداني الذي صبر على اجراءاتنا الاولية في التحول الاقتصادي والتحرر الاقتصادي وبرنامجنا الاقتصادي الاول الذي كان قاسياً والآن هنالك انفتاح، ونحيي حكومة الوحدة الوطنية وقبلها حكومة البرنامج الوطني التي قادت السودان لاتفاقية السلام، ويلاحظ الناس انسجاماً داخل الحكومة لا شيء يمنع الناس عن الجلوس، ولا توجد تفرقة ومجلس الوزراء مكون من عدد من الوزراء من احزاب عديدة ونعمل بفريق واحد، ونحيي الجميع ونحن على ابواب مرحلة مفصلية وانتخابات لتشكيل حكومة ستشرف على الاستفتاء للشعب كله.
اما القوى السياسية التي تجاوبت مع البرامج وعقدت مؤتمراتها، آمنت بهذه المرحلة والمرحلة القادمة والتحول الديمقراطي وكلنا شركاء في هذا الوطن لا يوجد احد له حق اكثر من الآخر لا يوجد مواطن درجة اولى ومواطن درجة ثانية كلنا مواطنون.