أوراق من أديس أبابا.. سد النهضة.. إثيوبيا تتهيأ لمغادرة محطة الفقر
بتنسيق وترتيب من مجلس الأعمال (السوداني ــ الإثيوبي) والسفارة الإثيوبية بالخرطوم، زار وفد إعلامي سوداني بلاد البن، لمدة ثمانية أيام.
وعلى الرغم من كون تلك الأيام ما كانت كافية للوقوف على تفاصيل مدنية تنام وتصحو على وسائد الطرب، فذلك لم ينسها العمل والإنجاز والتحدي إذ ينهض شبابها الحالم صوب عمله بكل همة فنجحوا في تحقيق طفرة اقتصادية لا تخطئها عين كل زائر، خاصة في مجال الصناعات المختلفة، وما يعينه سد الألفية لنهضة ثاني بلاد القارة في النمو السكاني.
الأمطار في الاستقبال
ما إن حط وفد الإعلاميين السودانيين المكون من ثمانية صحفيين رحاله بأرض أديس أبابا حتى وجد الأمطار الكثيفة في استقباله، وهي ذات الأمطار التي لا تتوقف على مدار العام، الأمر الذي جعل إثيوبيا في حالة طقس ربيعي مستمر.
الطريق إلى أصوصا
قضى الوفد الإعلامي ليلته الأولى بأديس أبابا بعد أن كانت الرحلة الطويلة صوب أصوصا ومنها إلى سد النهضة المتاخم للحدود الإثيوبية السودانية، باكراً أقلعت طائرتنا من مطار أديس أبابا الدولي صوب مطار أصوصا المُنشأ حديثاً، وتبعد المدينة قليلاً عن العاصمة. وفي صالة الوصول استقبلنا موفد الملحقية السودانية ثم توجهنا صوب القنصلية لدقائق معدودة، وتحت زخات المطر قضاها الوفد في ديار الملحقية توجه براً عبر عربات ذات دفع عالٍ صوب سد النهضة.
رحلة طويلة
ثلاث ساعات ونيف كانت هي زمن الرحلة ما بين أصوصا ومنطقة بني شنقول التي يقع فيها سد النهضة، رغم طول المشوار إلا أن المناظر الخلابة المتمثلة في الطبيعة الجميلة المتمدة ما بين أصوصا وبني شنقول أزالت عناء ورهق السفر.
وعلى طول الطريق تنتشر القرى والأرياف الإثيوبية، رائحة القهوة المعطرة بزخات المطر كانت تعطر الطريق.
وعلى طول الطريق كانت المقاهي تننشر، الإثيوبيون لا يكتفون من احتساء القهوة ليلاً ونهاراً، اللافت للنظر هو الانتشار الكثيف للتعدين الأهلي في منطقة بني شنقول دون مضايقات من السلطات.
على ذات الطريق المؤدي صوب سد النهضة يوجد معسكر ضخم للاجئين السودانيين الفارين من جحيم الحرب في ولاية النيل الأرزق ملامحهم سودانية كاملة الدسم، ينتشرون بالقرب من الطريق خاصة النساء والأطفال منهم من يتحدث اللغة العربية بصورة واضحة عكس الإثيوبيين الذين يتحدثون الأمهرية كلغة رسمية، وبعد مرور ساعة ونيف من معسكر اللاجئين السودانيين وصلنا سد النهضة، وقتها كانت الشمس ترسل إشارات الوداع إيذاناً بانتهاء يوم طويل، وكان الليل يعلن عن استعداده للدخول.
شرح وتفصيل
عقب الوصول مباشرة، قدم مدير سد النهضة المهندس سمنجو بقلي تنويراً شفاهياً للوفد كاشفاً عن اكتمال 60% من بناء السد، مبينًا أن البناء بارتفاع 1700 متر، بتمويل إثيوبي كامل، وقال المهندس سمنجو إن السد سيخرج إثيوبيا من الفقر.
بعد انتهاء التنوير الشفاهي توجهنا صوب السد ليلاً، وتم شرح تفاصيل عن مراحل بناء السد، ثم عدنا وقضينا ليلة كاملة بالسد، في الصباح الباكر عدنا لمقر السد لإكمال الشرح التفصيلي من قبل المهندس سمنجو، وبعد انتهاء الشرح بدأنا رحلة العودة إلى أديس أبابا.
الشاهد في الأمر أن مدير سد النهضة اكتفى بشرح تفصيلي لمراحل بناء السد، ثم قام بتسلمينا التنوير مكتوباً مع إجابته على كل الأسئلة التي قدمها الصحفيون.
من الملاحظات الهامة الانتشار الكثيف للعاملين في بناء من كافة الجنسيات خاصة الفرنسية والصينية، عطفاً على العمالة الإثيوبية الكثيفة.
أقوال سمنجو
قال في مستهل حديثه إن سد النهضة يقع بالقرب من الحدود السودانية، مشدداً على أن الهدف من إنشاء السد محاربة الفقر والقفز إلى خانة الرفاهية، والأمر ليس حصرياً على إثيوبيا فقط، بل إن الفرصة مواتية أمام السودان ومصر للخروج من محطة الفقر إلى عالم المال والأعمال.
وأضاف بالقول: سد النهضة عبارة عن مشروع صداقة إثيوبي وسوداني ومصري، وعرج بالحديث عن آليات البناء والتخطيط، وقال: آليات البناء معظمها إثيوبية ومعظم العمال كذلك إثيوبيون، مبيناً أن المشروع يقوم على إمكانيات إثيوبية، وأضاف: الفائدة من السد ستعود للسودان في المقام الأول، وكذلك يعتبر السد القوة التي تسند الاقتصاد الإثيوبي ونحارب به الفقر.
العودة لأديس أبابا
عقب الانتهاء من زيارة سد النهضة التي لم تخلُ من دهشة كبرى مردها أن الدولة الإثيوبية تسعى لامتلاك سد القرن من خلال تسخير كل الإمكانيات الإثيوبية لذلكم الحلم الذي يراود الإثيوبيين شعباً وحكومة، ويتضح ذلك من خلال تعبير الفرح المرسومة على وجوه الإثيوبيين الذين كانوا رفقتنا وهم يتحدثون بنوع من الفرح والفخر بسد النهضة وهو الحلم المنشود الذي سيخرجهم من عالم ظلمات الفقر إلى عالم نور المال والأعمال على حد تعبيرهم، وطوال رحلتنا صوب سد النهضة ظل الدبلوماسي عبد الجبار يتحدث بغبطة وفرحة عن سد النهضة، ويشدد أن كل الشعب الإثيوبي يريد معانقة السد بعد بنائه.
المهم في الأمر لم تكتمل اللوحة أو الصورة عن سد النهضة، فهنالك لقاء مع وزير الدولة بالري والموارد المائية ولقاء آخر مع وزير الإعلام لشرح تفاصيل ما تبقى من إكمال مشروع سد النهضة.
إكمال الصور
عصراً تحرك الوفد من الفندق صوب مباني وزارة الري والموارد المائية وكان في استقبالنا وزير الوزارة بمعية اثنين من المختصين في شان السدود بل هم من يمثلون إثيوبيا في اللجنة الثلاثية التي تضم السودان ومصر وإثيوبيا. وقال وزير الري قديون أون، إن مراحلة البناء اكتملت بنسبة 60%، وما تبقى سينجز في السنوات القادمة دون تحديد سقف زمني معين للوصول للمحطة الصفر، ثم أوضح أن الدول الثلاث السودان ومصر وإثيوبيا هي المستفيدة من إنشاء السد الذي سيغطي حاجة الكهرباء في كل أرجاء القارة السمراء، وكشف عن تعويضات ضخمة للقرى المجاورة للسد من خلال تجميعهم في منطقة واحدة ومنحهم تعويضات مادية عطفاً على ضخ موارد تنموية ضخمة في أماكنهم الجديدة، كذلك أوضح قديون أن السد يقوم على إمكانيات مادية إثيوبية بحتة دون تقديم منح من الدول الصديقة.
النفس الطويل
يلاحظ من خلال لقاءاتنا مع المسؤولين الإثيوبيين أنهم يتعاملون بسياسة النفس الطويل والحكمة من أجل إكمال مراحل السد دون الانزلاق لمواجهات لفظية في الوقت الحالي مع دولة مصر التي يرفض تيار عريض داخلها إنشاء سد النهضة.
وهنا يقول المهندس تشوم إن مصر لم ترفض قيام سد النهضة بل تشارك باستمرار في اجتماع اللجنة الثلاثية العليا، ويمضي تشوم إلى أبعد من ذلك وينفي وجود اتجاه مصر للهجوم عسكرياً على السد، وقال: لم نسمع من مصر الرسمية ذلك، وما يردده بعض المصريين في وسائل الإعلام لا يهمنا، بيد أنه كشف عن محاولة إريترية لغزو السد تم إحباطها عبر القوات السودانية التي ضبطت القوة العسكرية المتسللة صوب السد وتسليمهم للحكومة الإثيوبية، موضحاً في ذات الوقت أن قوة عسكرية مشتركة بين السودان وإثيوبيا ومصر ستشكل لحراسة السد من الاستهداف.
أديس أبابا : عبد الرؤوف طه
الصيحة
عبدالرؤوف لما لم هلتسأل المهندس المسؤول هل السودان يكون بي امان من حدوث أي إنهيار أو تصدع للسد
بحول الله وقدرته أن هذا السد راح يكون المنفعة للجميع بدون استثناء ونشكر طبعا الأشقاء السودانيين ع هذا الثقه العميقة وماهي غريبه عليكم ي أحلى ناس..
واتمنى ان يتفهموا الأخوة المصريين كذلك والله الموفق B-)
اخوكم: عبودي الامهري من أديس أبابا، الحبشة.
وفق الله الجارة الشقيقة أثيوبيا لإكمال السد
وتحقيق أهداف التنمية
وانتشال الانسان الاثيوبي
من دائرة الفقر
وفي ذلك تنمية للانسان السوداني أيضا
دامة الصداقة بين الدولتين