قراءة سياسية أمنية لإعتراف واشنطن بدور السودان في محاربة الإرهاب
حملت اعترافات الولايات المتحدة بدور السودان في مكافحة الإرهاب من خلال تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الأخير عدداً من الإشارات الإيجابية في مواقف واشنطن تجاه السودان.
وخلال هذا الإستطلاع الذي أجراه المركز السوداني للخدمات الصحفية قام عدد من الخبراء والمختصين بقراءة مستفيضة للتقرير والذي اعترفت فيه وأشنطن بتعاون السودان الكامل في محاربة الظاهرة.
واعتبر د. ابراهيم عبد الحليم رئيس المجموعة الوطنية لحقوق الإنسان تقرير الخارجية الامريكية بإحراز السودان خطوات متقدمة في مكافحة الإرهاب وتعاونه مع شركاء اقليميين في محاربة الظاهرة بمثابة اقرار منها بجهود السودان في مكافحة الظاهرة ، واصفاً التقرير بالإيجابي. وأشار إلى أن جميع التقارير السابقة للادارة الامريكية كانت ايجابية ما عدا التقرير الاخير الخاص بالاتجار بالبشر، الذي قال انه غير منصف ولم يراعي الجهود الجبارة التي بذلها السودان في مكافحة الظاهرة.
وأكد عبد الحليم أن السودان بذل جهودا جبارة في مكافحة الاتجار بالبشر رغم الامكانيات المحدودة، كما قامت الحكومة بكثير من الاجراءات وسن القوانين المناهضة لجرائم الاتجار بالبشر وتحديد عقوبات صارمة على مرتكبيها، ووضع الخطط والسياسات والبرامج والمشاركة في المؤتمرات العالمية الخاصة بمحاربة الظاهرة، فضلاً عن تكثيف مراقبة الحدود.
وقال ان السودان ظل يؤكد للمجتمع الدولى أن اياديه ستظل ممدودة من اجل إسكات صوت الارهاب وكسر شوكته وخلق بيئه جديدة للسلام والامن والاستقرار ، وابان أن السودان لا يحتاج الى شهادة خارجية بمكافحته للإرهاب مبيناً ان قناعة الشعب السوداني هي التي تفرض عليه رفض جميع اشكال الإرهاب.
وتوقع رئيس المجموعة الوطنية أن يكون هناك تنسيق بين جميع التقارير الدولية بشأن مكافحة السودان للإرهاب والتى اعتبرها اشارة لقرار برفع عن السودان نهائياً بمضي الثلاثة الأشهر التى حددها القرار الأمريكي.
ويرى المحلل الإستراتيجي د. محمد الامين العباس أن تقرير الخارجية الأمريكة يؤكد بصورة قاطعة نوايا الحكومة الامريكية تجاة السودان، وأنه مؤشر جيد لعلاقات السودان في المرحلة القادمة وانهاء الحظر الاقتصادي عن السودان. وقال أن الولايات المتحدة تدرك الاهمية الاستراتيجية للسودان في الشرق الاوسط والدور المتعاظم الذي يقوم به في المحيط الاقليمي والعالمي. واشار العباس الي أن المرحلة القادمة هي مرحلة حساسة ومهمة بالنسبة للسودان.
بيد أن المحلل السياسي د. إسماعيل حاج موسى بدا غير متفائل بتقرير الخارجية الامريكية موضحاً أن الادارة الامريكية متقلبة الأراء وليس لديها رأي ثابت، واضاف أن التقارير الأمريكية والعالمية السابقة جميعها قد أشادت بدور السودان في مجال مكافحة الارهاب ، ورغم ذلك جاء قرار الرئيس الامريكي بالتمديد.
وأشار الحاج موسي إلى أن الولايات المتحدة ظلت تكرر وعودها برفع العقوبات عن السودان لكنها لم تقم برفعها، وقال أنه لا يمكن الثقة في نوايا الولايات المتحدة لأنها لا تعتمد في سياساتها على المؤسسية في علاقاتها الدولية، واضاف: رغم ذلك نأمل في أن يكون هذا التقرير مؤشر ايجابي نحو رفع الحظر نهائياً.
وذهب الناطق الرسمي بإسم تحالف أحزاب حركات دارفور هاشم عثمان إلى أن تقرير الخارجية الامريكية يوضح الدور الكبير الذي يقوم به السودان في مكافحة الارهاب في المحيط الدولي والاقليمي بمختلف أنواعه ، وقال إن الادارة الامريكية حاولت في تقريرها الاخير أن تتوخي الدقة في بحثها عن الحقيقة وما يقدمة السودان من جهود في مكافحة الارهاب، واضاف: في اعتقادي أن الولايات المتحدة استدركت الخطأ الذي وقعت فيه عند تصنيفها للسودان وادراجها له في المرتبة الثالثة فيما يخص الاتجار بالبشر، وادركت انه ذلك لا يستقيم خاصة أن جميع التقارير أشادت بدور السودان في مكافحة الارهاب والاتجار بالبشر الذي اعتبره أحد انواع الارهاب.
فيما يشير الخبير الاستراتيجي الفريق محمد بشير سليمان الي أن التقرير الامريكي له ما بعده، بحساب أن الخارجية الامريكية لها علاقات تنسيقية مع الاجهزة الامنية المختلفة ، موضحاً أن التقرير كُتب بعد تقارير كثيرة من قبل الادارة الامريكية تمت الاستعانة فية بسفراء الدول ذات الشأن والتي أكدت تعاون السودان في مجال مكافحة الارهاب، بل ان السودان يعد من اكثر الدول استقرارا مما اهله للقيام بمبادرات في دول الاقليم من حوله اسهاماً منه في تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وتوقع سليمان أن تشهد الفترة القادمة عودة السودان الي المشهد الاقليمي، مؤكداً أن السودان برغم الظروف التي كانت تحيط به من كل جانب لم يتقاعس عن القيام بدوره الاقليمي والدولي في محاربة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية ومكافحة الارهاب. وقال أن تقرير الخارجية الامريكية سيساعد في تأسيس مرحلة جديدة في علاقات السودان مع الولايات المتحدة الامريكية “ومن دون شك سيقود الي نتائج ايجابية”.
وقال الأمين العام لمجلس احزاب الوحدة الوطنية عبود جابر سعيد أن القرار الذي اصدرته الخارجية الامريكية ثمن جهود السودان المتواصله في ترسيخ عملية التعاون المشترك الاقليمي والدولي وليس في قضية الارهاب وحدها بل في كافة القضايا التي تهم العالم، منوهاً إلى إندماج السودان في القضايا الاقليمية والعربية والعالمية وكذلك الدور المتعاظم الذي يقوم به في مكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية بغية الوصول الي سلام واستقرار كان له اثر كبير في التحول الايجابي برفع الحظر الإقتصادي الأمريكي، وختم جابر حديثه بالقول إن البلاد تمر بمراحل واثقة نحو الامن والاستقرار السياسي والاقتصادي، مما مكنها من العمل علي دعم وتعزيز واستقرار دول الجوار.
استطلاع : ايمان مبارك
(smc)