رأي ومقالات

كل الحكاية المديدة حارة!!!

لا دفاعاً عن ألمك ولا كابو ولا تحاملاً علي نانسي لا أعتقد أن مثل هذه البرامج التي تعتمد علي تأجيج نار الخلافات وتازم العلاقات بين الأوساط التي تربطها علاقات وطيدة وقوية ببعضها تفيد الثقافة ولا المتلقي في شئ نحن لسنا ذاك المجتمع الذي وصل مرحلة أن يعقل ويناقش ويحتمل مثل هذه الشفافية المفرطة لدرجة طرح الخلافات الأسرية والشخصية الدقيقة التي تتعلق بحقوق أسرنا ومجتمعاتنا وبيوتنا المحافظة علي الملأ . فالسودان دولة وقطر استثنائي تحكمه حزمة تقاليد واعراف لاتسمح باستعراض كل الأشياء التي تندرج تحت خط مايسمى بالمسكوت عنه أو مايدور بين الأب والابن ليمنح حق معرفته للعامة بموجب نجوميتنا وشهرتنا أو ما يسمي بشخصيتنا الاعتبارية ،فليس من السهل أن ينبري شخص سوداني ويقف أمام الكاميرا ليقول للعالم عبر فضائية سودانية انا (بن سفاح) ويتوقع ان يتقبله المجتمع ويرحب به ويقول له لاتزر وازرةٌ وزر اخري.. كما لا أعتقد أن المجتمع سيسمح له ان يعيش في سلام دون ان يجرحه فرد ولو بنظرة ملؤها اساءة له وطعن في شرفه الاخلاقي ..ولا أظن أن هنالك أسرة محافظة وعريقة أو قبيلة من القبائل السودانية التي تعتقد في اصالتها أن تزوجه بنت من بناتها ولا أعتقد أننا بلغنا من التحضر مابلغنا لدرجة أننا نعترف بأننا زناة أو مدمني مخدرات عبر فضائية ولو اقلعنا عن فعل المنكرات، ستظل تلاحقنا نظرات المحكوم عليهم بالإعدام اخلاقاً حتي بن الابن فهذا واقعنا ونفسيتنا وردة فعلنا السلبية تجاه كثير من القضايا والأشخاص تعسفاً وتسلطاً شئنا ام أبينا.. فبرنامج كل الحكاية لاتفرق فكرته كثيراً عن فقرات برامج السيرك المخيفة والمسيرة لدرجة الرعب بين افكاك الأسود وسكاكين القرص التي نتارجح من فوقها ومن الممكن أن نقع عليها ونموت بها تحت أي لحظة لفقدان توازن وغلطة تكتيكية رياضية في سبيل انها كانت مجرد استعراض للمتعة والنشوة بمصاحبة جمهور يدق قلبه خوفاً وهلعاً بين كل لحظة إثارة نمر بها. فماعهدنا مثل هكذا سيناريوهات لبرامج من هذا النوع ولا أظن أن العرف الاعلامي يسمح باستقطاع جملةً في حق أحدهم من حلقةً كاملة سجلها معه قبل أن يبثها ليواجه بها صاحب شأنها في حلقةٍ اخري دون علم الآخر بها منحت من خلالها فرصة الهجوم والدفاع لطرف دون الآخر وقد كان هذا واضحاً من خلال استقطاع جزء مثير من حلقة كابو التي لم تبث بعد ومواجهة ألمك التي اراقت ماء وجه الوسط الفني حياءً وخجلاً بغض النظر عن وجه الحقيقة انت تقول وانا أنكر والدليل نسج من اقاويل طرفين يحتاج لدعم أكثر من ذلك فلم نشاهد ونسمع سوي تراشق اتهامات في موقف باهت خصم من رصيد أحدهم أو كليهما ليست هي المشكلة أكثر من انه بين ووضح كيف يكون طابع الخلاف داخل الأسرة الفنية ووضع المتلقي المثقف والبسيط في حالة زهول واستنكار أمام واقع صادم لا يليق باسم كل الأطراف وأهل الوسط الفني، فمرد كل هذه السقطات يعود لصاحب الفكرة والسيناريو والقناة التي تحاول الخروج عن المألوف عبر إعداد وطرح راعي مصالحه في تقديم حلقة ناجحة بحساباته كمنتج ولم يراعي ردة الفعل والاثر السلبي الذي سيعود علي أطراف الخلاف وعلي المشاهد والمتلقي و لا اخيل انه سينعكس ايجاباً علي شكل الحراك الفني والثقافي والاعلامي بشكل عام. اتمني ان تراجع قناة s24 الوليدة حساباتها حول فكرة هذا البرنامج رغم ايجابياته واجتهاده في فكرة تقديم الجديد والفريد من البرامج فليس كل قول يقال وليس كل مستور يستعرض .

بقلم
هيثم عباس

تعليق واحد

  1. ولا أعتقد أننا بلغنا من التحضر مابلغنا لدرجة أننا نعترف بأننا زناة أو مدمني مخدرات عبر فضائية ولو اقلعنا عن فعل المنكر.
    ده مفهومك للتحضر!!!؟