وسقطت الـ(C.I.A) في امتحان “البشير”!!
{ كان آخر ما تتوقعه أمريكا وسفيرها.. ومخابراتها في “الخرطوم” أن ترفض حكومة السودان قرار الرئيس “ترمب” بتأجيل الرفع النهائي للعقوبات الأمريكية إلى الثاني عشر من أكتوبر المقبل!!
{ لم يدر في خلدهم أن الرئيس “البشير” يمكنه رفض القرار الأمريكي، مهما كان، وظل السفير “ستيفن كوسس” مسترخياً وواثقاً من أن تعاون حكومة السودان في المسارات الخمسة وغيرها مثل قضايا حقوق الإنسان سيظل مستمراً وبوتيرة أسرع، لأن الـ(6) أشهر الواردة في قرار “أوباما” تقلصت في قرار “ترمب” لتصبح (3) أشهر فقط، وهذا سيدفع بمسيرة التعاون إلى الأمام وبالتالي يحقق المزيد من المكاسب ويجلب الكثير من النقاط لصالح إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.
{ قال السفير “كوسس”- وقد عمل سابقاً في المخابرات الأمريكية قبل احترافه بالسلك الدبلوماسي- إنه واثق من أن قرار الرئيس “ترمب” لن يؤدي إلى (انتكاسة) في العلاقات بين الخرطوم وواشنطن.. أطلق الرجل تصريحه قبل يوم واحد من صدور القرار، ولا شك أنه كان يعلم جيداً أنه (التأجيل).. لا غيره!!
{ طالع القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالخرطوم حديث رئيس البرلمان البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” لقناة “الشروق” الذي نقلته جميع صحف الخرطوم وفيه دعا إلى (عدم التصعيد) مع الولايات المتحدة في حال صدور قرار سلبي بشأن العقوبات، وكان ذلك قبل يومين من موعد القرار، فتأكد سعادة السفير أن كل توقعاته تصب في الاتجاه المطلوب.
{ قابل القائم بالأعمال قبل يوم واحد من القرار مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني المهندس “إبراهيم محمود” وقبلها التقى أمين أمانة أمريكا بالحزب الأستاذة “عادلة محمد الطيب”، ولا شك أنه خرج بانطباعات جيدة مفادها أن التواصل لن ينقطع بين مؤسسات الدولة والحزب الحاكم في السودان.. والولايات المتحدة!
{ نام السفير “كوسس” وطاقم الاستخبارات الأمريكية بالسفارة نومة هانئة مطمئنة، لدرجة أنهم لم يرفعوا درجة الحذر ويعدلوا شارة الحالة الأمنية في السفارة، كما تعودوا أن يفعلوا قبيل كل قرار أمريكي متعلق بدولة ما، أو وصول معلومات عن احتمال تهديدات أمنية لرعاياهم في تلك الدولة.
{ كيف لا يطمئنون وطاقم السفارة في الخرطوم يوزع الطعام ويقدم (مويات رمضان) خلال الشهر الفضيل للعابرين لشارع النيل جوار الفلل الرئاسية بكل أمان.. جزاهم الله خير الجزاء.. وكيف لا يسترخون ويواصلون التسويف مع شعبنا في قضية مصيرية هي العقوبات الاقتصادية ووضع اسم بلادنا في لائحة الإرهاب وموظفو السفارة يعبرون الفيافي لتناول طعام الإفطار مع شاب سوداني في قرية “ود أبو صالح”.. في أقاصي شرق النيل!!
{ لا داعي للقلق.. الشارع يتقبلنا.. الشعب السوداني شعب طيب.. ومسالم.. وكريم.. ماذا يجري لو أجلنا رفع العقوبات عنه لثلاثة أشهر أخرى؟!
{ كما أن المسؤولين في حكومة السودان في الخارجية وفي الحزب وفي مؤسسات وأجهزة الدولة كافة يشبهون شعبهم تماماً..!! طيبون.. ومسالمون.. وصدورهم واسعة.. لن يحدث شيء لو لم نرفع العقوبات في (يوليو) الجاري.. لنحصل على ما تبقى من المطلوبات.. فليكن ذلك في (أكتوبر) المقبل.. أو (يناير) مع مطلع العام الجديد!!
{ المخابرات الأمريكية عبر سفارتها بالخرطوم ومصادرها المتفرقة هنا وهناك قرأت بطرقها الخاصة المشهد العام والحالة السياسية.. والنفسية لقادة الدولة..
{ لكنها – وغلطة الشاطر بألف غلطة- لم تحسن قراءة الحالة السياسية.. والنفسية للرئيس “البشير” قبل صدور القرار الأمريكي!!
{ سقطت الـ(C.I.A) في امتحان “البشير”.. ولم تنجح في اختراق شفرة تفكيره، ولا أعني هنا مجلسه والمقربين منه، فقد صار الرئيس يفاجئ أقرب المقربين منه بقرارات لم تكن في حسبانهم.. وأحياناً عكس ما يقوله لهم!!
{ ضلل الرئيس مخابرات أمريكا وسفارتها التي ظنت أن السودان تحت السيطرة تماماً.. وأن الخطة تمضي كما هو مخطط لها، ليست أمريكا وحدها.. بل إن قيادات رفيعة في الحزب الحاكم لم تكن تتوقع قرار الرئيس بتجميد لجنة التفاوض مع الولايات المتحدة، قبل دقيقة واحدة من إذاعة القرار الجمهوري!!
{ حق لنا أن نفتخر- يا سادتي- ونفاخر بأن رئيسنا “البشير”.. محصن.. ولا يمكن الوصول إليه!
الهندي عز الدين – المجهر السياسي
اللجنة اصلا أنهت مهامها وليس لديها ما تضيف. فالقرار القاضي بتجميد اللجنة لا معنى له
فقد صار الرئيس يفاجئ أقرب المقربين منه بقرارات لم تكن في حسبانهم……..هذه ليست بمحمدة بل هي الديكتاتورية بعينها فهو صاحب القرار الأوحد..فما الداعي اذن للبرلمان……..فالمقال متناقض في كل فقراته.