محمد عبد الماجد

وبنركب ستائر

جاء في سفر التعاملات الدبلوماسية لاحدى الدول الأجنبية ، في فيلم أجنبي (أبيض وأسود) مكاتبة على ذلك النحو:
السيد / (….).
تحية واحتراما.
نفيدك أن الموضوع (…..) قد حدث فيه (….) ، وذلك بناء على توجيهات السيد (….)…أما بخصوص (…..) فقد انتهى إلى (….) نتيجة للمفاوضات التى قادها السيد (….) و (….) و (….) و (….)…كما كانت هنالك اعتراضات من السيد (….) الثاني ، على تدخلات السيد (….) الرابع.
نفيدكم علما أننا سوف نخبركم بكل التطورات التي تحدث في (….) ، أول بأول.
أرجو إفادتنا هل نتوقف عند (….) ، ام نواصل حتى (…..)…علما أن (…..) أكمل المهمة (….) على أكمل وجه.
نحن كنا وقتها نفسر ذلك الخطاب أن هنالك (كارثة) سوف تحدث…والكارثة وقتها عندنا كانت في أن تتزوج البنت التي تحبها من آخر (حسب المرحلة العمرية التي كنا فيها).
وكان يفسر نفس الخطاب (البقال) الذي يفتح متجرا في الحي أن هنالك زيادة في سعر (الزيت) تقترب.
ويقول المدير الفني لفريق الحي بعد مطالعة الخطاب (اطلعوا مع الهجمة).
أما الحاجة آمنة بنت جادالله فقد كانت مهمومة بحال (صالونها) المائل الذي يوشك على (الانهيار) – لذلك كانت عندما تقرأ الخطاب تقول : (السنة دي الله يستر علينا من الخريف).
(2)
في كتاب المطالعة للمستوى الخامس عنوان درس – يشبه تماما ما يحدث الان.
أما عنوان الدرس فهو (…..).
وأما ما يحدث الآن فهو (….).
(3)
الرجل الذي جاء للخرطوم فاحترف مهنة غريبة في أحد أحياء الخرطوم – لم يجد من يدعوه إلى الاصلاح وهو ينادي (بصلّح السراير)…حيث إذا انكسر (السرير) في ذلك الحي الراقي يستبدل كاملا ولا يصلّح.
لذلك كان الرجل يلهث يومه كله وهو يصيح (بصلح السرير) بلا جدوى.
استمر على إثره ذلك شهورا عديدة – دون أن يصلح (سريرا) واحدا…ليرشده احد أعيان الحي ان ينادي (بركب الستائر) تلك حرفة يمكن ان تفتح له خزائن الدنيا في ذلك الحي.
اهتدى الرجل أخيرا إلى أن ينادي (بركب الستائر) فانفتح عليه خيرا كثيرا – حتى أصبح الوصول إليه يتم عبر (جدولة) وسكرتارية خاصة تنظم أولويات (الستائر) التى يركبها.
في ظني أن الصادق المهدي جرب كل الأشياء – ولم ينجح (او هكذا نكتب) – فهو عارض بتهتدون وتفلحون ولم يترك (معادلة) رياضية او صيغة لغوية لم يعارض بها.
كما شارك في الكثير من الحكومات ، التي يكون (رئيس وزراء) فيها او (معارضا) لها.
بأضعف الإيمان يشارك المهدي بابنه.
والإمام (مشارك) على طول.
الآن الصادق المهدي بعد أن خرج من البلاد ووقع إعلان باريس واتفاقية اديس ابابا ، ولم ينجح احد (كما نكتب) ننصحه أن يركب الستائر – فهذا ما تبقى لكم ولنا من عمل.
عسى ولعل يكون في تركيب الستائر (جهاد مدني).
او حتى بعض (جهاد).
(4)
عزيزي والي الخرطوم:
عندما أقول أن الخريف القادم تبقى له (257) يوما و (15) ساعة و (23) دقيقة و (54) ثانية – لا يعني ذلك أنّي (معارضا) لحكومتك.

الصيحه – محمد عبدالماجد