سياسية

البشير يطلق حملة للقضاء على المخدرات ويعلن التزام الدولة بالمكافحة

أعلن المشيرعمر البشير, رئيس الجمهورية, عن إطلاق حملة واسعة للقضاء على المخدرات, ووجه أجهزة الدولة المعنية بمضاعفة الجهود وتكثيفها للقضاء على ما أسماه داء العصر،

وأكد الرئيس لدى مخاطبته أمس احتفالات السودان باليوم العالمي لمكافحة المخدرات, حرص الدولة واستجابتها لتقديم المعينات الفنية والمادية والقانونية والهيكلية التي تساعد في سد الطريق أمام انتشارها، واصفاً المخدرات بالشر المستطير والمهدد للوجود الإنساني بأجمعه. وقال ان الدراسات أثبتت تنامي الظاهرة وتعاطيها وسط الفئات المختلفة وفي مقدمتها الشباب, واكدت آثارها على إفساد الأخلاق وتراخي الهمم والتمسك بالقيم وانتشار البطالة.
عالم خالٍ من المخدرات
وجدد البشير التأكيد على وقوف السودان وقفة صلبة مع شعوب العالم للحد من انتشار المخدرات والتي تمثل عاملا رئيسا يهدد أمن الدول . مؤكداً المشاركة الفاعلة في كل الجهود الدولية التي تبذل نحو عالم خال من المخدرات، وأشاد رئيس الجمهورية بالجهود المبذولة في المكافحة ووجه بقيام حملة توعوية شاملة تضم كل الجهات ذات الصلة من أجل ترسيخ القناعات بخطورة المخدرات وإعتبرها خط الدفاع الأول, كما وجه بتكاتف المجتمع ابتداء من الأسرة والمؤسسات التعليمية والتربوية والاجتماعية بتوجيه خطاب جامع لشريحة الشباب للحيلولة بينهم والمخدرات ودفعهم الى ما ينفعهم ، معرباً عن شكره للجنة القومية لمكافحة المخدرات وحيا جهودها, مؤكداً رعاية الدولة لها وثمن مبادرتها التي أصبحت هماً عالمياً ومحلياً يستدعي التكاتف والجهد المشترك لمواجهة الوباء بغرس القناعات عن حقيقة المخدرات وما تمثله من أمر ينذر بخراب كبير يهدد الوجود الإنساني ويستهدف شريحة الشباب بصفة خاصة, مؤكدا أن الوقاية خير من العلاج.
المخدرات والجرائم الأخرى
الفريق شرطة دكتور حامد منان وزير الداخلية، دعا الى ضرورة تكاتف الجميع لمجابهة خطر المخدرات وقال: أهداف هذا اليوم الذي تجيء تحت شعار (الحياة أزهى بلا مخدرات) هو التذكير بضرورة المحاربة ورفع الوعي بهذه الآفة وتجهيز الحكومات للمعدات بأحدث الوسائل للتعامل مع جريمة المخدرات، وما يرتبط بها من الجرائم الأخرى كالإرهاب والفساد وغسل الأموال والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية والاتجار بالبشر والإيدز، لذلك لابد من رؤية واضحة لمشكلة المخدرات قبل اتخاذ الخطوات العملية لمعالجتها، ومن هنا تأتي أهمية الدراسات والمسوحات للوقوف على حجم المشكلة, ومن ثم اتخاذ القرارات المناسبة.
إحصاءات عالمية
وأشار وزير الداخلية لإحصاءات علمية كشفتها دراسات وبحوث عالمية حيث يوجد (47) مليون شخص تعاطوا المخدرات خلال العام الماضي، (29) مليون شخص عانوا من اضطرابات مرتبطة بتعاطي المخدرات ولم يتعالج منهم إلا شخص واحد من بين 6 أشخاص اي بنسبة (17%)، (12) مليون شخص يتعاطون بالحقن مليون و(600) منهم مصابون بالايدز و(6)ملايين من المتعاطين بالحقن مصابون بفيروز الكبد الوبائي، وأشارت دراسات أن الوفيات بلغت (207) آلاف حالة وفاة في العام 2014م وهو ما جعل مشكلة المخدرات مشكلة عالمية تتطلب تضافر الجهود.
وأكد منان الالتزام بتسخير كل الامكانيات والعمل مع الشركاء على المستويين الإقليمي والدولي لمكافحة المخدرات، وأضاف أن حكومات وشعوب العالم تحتفل اليوم لأخذ العبر والتنبيه بمخاطر المخدرات وتبصير المجتمعات والتعاون بالتصدى لهذا الخطر الهدام، وأبان ان انهيار المجتمع وضياعه بسبب المخدرات يسبب ضياع اللبنة الأولى للمجتمع قائلا انها تسلب من يتعاطاها القيمة الانسانية الرفيعة ، مشيرا لوضع رؤية واضحة لمشكلة المخدرات قبل اتخاذ الخطوات العلمية ومعالجتها بالدراسات للوقوف على حجمها وإيجاد حلول مبتكرة لها، موضحا أن العمل المشترك لكافة الجهات ذات الصلة لحفظ الشباب من هذا الخطر هو تكاتف أجهزة الدولة والمجتمع والمنظمات حتى يتحقق الهدف المنشود، وثمن الوزير جهود إدارة مكافحة المخدرات واللجنة العليا لمكافحة المخدرات بتعزيز علاقات التعاون الإقليمي والدولي والقيام بالتوعية والتنسيق مع منظمات ومكونات المجتمع المدني المختلفة، لافتاً إلى أن مكافحة المخدرات لا تكتمل إلا بتعاون المجتمع والمؤسسات التعليمية والتربوية والتي تساند الأجهزة الرسمية.
تحصين المجتمع
بروفيسور الجزولي دفع الله رئيس اللجنة القومية لمكافحة المخدرات, نبه لخطورة الأنواع الجديدة من المخدرات، وقال ان هناك انواعا جديدة دخلت السودان وهي ذات تركيز عال، في إشارة للقنب الاثيوبي (شاشمني)، إلا انه قال: شعب السودان ما زالت قلاعه محصنة ضد المخدرات تحميها تقاليدها وتراثها، موضحاً أن التركيز على الشباب في التوعية بآثار المخدرات، لان نسبتهم في المجتمع تقدر بـ(66%) من السكان ولأنهم مستقبل الأمة، مشيراً إلى أن اللجنة القومية لمكافحة المخدرات تضع ضمن اختصاصاتها وسلطاتها إعداد الدراسات والبحوث عن مضار المخدرات ووضع الخطط والبرامج وتنسيق جهود المكافحة وتنسيق متابعة المعاهدات الدولية والمشاركة في المؤتمرات ، مطالبا بتوفير دار للجنة ووسائل نقل لمساعدة اللجنة في مهامها، وبعث الجزولي بعدة رسائل لرئيس الجمهورية وللمرأة السودانية ولأساتذة الجامعات والأجهزة العدلية لما لهم من دور مشهود ومطلوب في المجتمع السوداني للتوعية والتزكية من مضار المخدرات وبث القيم والسلوك القويم، قائلاً إن المواطن السوداني على قدر المسئولية وإن طريق مكافحة المخدرات طويل, فلابد من التضحيات التي ستؤدي في نهاية المطاف الى ما نصبوا إليه .

تكاتف ومشاركات
من جانبه أوضح الدكتور اللواء شرطة أحمد عوض الجمل, في ان مكافحة المخدرات في السودان من خلال التكاتف والمشاركات من جميع الجهات ذات الصلة قد أضحت أكثر بهاءً وإشراقاً وانطلاقاً موفقاً نحو تحقيق الرؤية والأهداف الاستراتيجية، مشيراً إلى أن رسالتنا حفظ النفس من آفات ومخاطر المخدرات لنكون أمة سودانية صحية ومتطورة وآمنة تسهم في العطاء والخير للجميع، معرباً عن تقديره لرئيس الجمهورية وكل الجهات المشاركة في الاحتفال وحاثاً على ببذل الجهود القصوى لاستئصال هذا الداء .

الانتباهة

تعليق واحد