في الذكرى السادسة للانفصال خطاب سلفاكير .. تصريحات غير مسؤولة
منذ انفصال جنوب السودان عن دولة السودان (الأُم) لم تنعم دولة الجنوب الوليده بالاستقرار وشهدت حالة من الاضطرابات الأمنية والأزمات الاقتصادية الطاحنة ،وتحول حلم الاستقلال إلى كابوس عند كثير من الجنوبين لما عانوه من تشرد ونزوح وفي ظل تلك الأزمات خاطب رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت شعبه في أعياد الاستقلال قائلاً :إن شعب بلاده ليس نادماً على التصويت لصالح الانفصال عن السودان ،خلال الاستفتاء التأريخي ولو عاد الزمان للوراء لاختاروا ذات القرار ، واعتبر مراقبون حديث ميارديت صرف للأنظار عن الواقع الذي تعيش فيه دولة جنوب السودان وانه لايوجد داعي لذلك التصريح . استقلال لايزال سلفاكير محتفظ بقدر كبير من التحدي رغم المشاكل التي تعاني منها دولته ولم يبدى أسفاً على الحال التي وصلت إليها دولة جنوب السودان بعد أن تكالبت عليها المحن وازدادت سوءاً عما كانت عليه قبل الانفصال ، وصرح مؤكداً في الخطاب الجماهيري الذي ألقاه بمناسبة الذكرى السادسة للاستقلال بأنه غير نادم علي انفصال بلاده وأشار إلى إن الجنوبين سيختارون الانفصال لو أعيدت عملية الاستفتاء مرة أخرى، وطالب المواطنين بالعمل مع الحكومة من أجل تحقيق السلام والاستقرار وبناء الدولة التي قدمت عدداً كبيراً من الشهداء ، في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال ، ونوه الى أن حكومته تواجه العديد من التحديات في الجانبين الإنساني ،والأمني موضحاً أن الحكومة وضعت العديد من الخطط والبرامج بالتعاون مع الشركاء الدوليين لتدارك الوضعين الغذائي والأمني المتدهورين بالبلاد . مؤشر خطير اعتبر القيادي الجنوبي استيفن لوال تطرق الرئيس في حديثه عن الانفصال في ظل الأوضاع المتأزمة التي تعيشها دولة الجنوب اعتبر ذلك بأنه مؤشر خطير يدل على أن سلفاكير ليس لديه برنامج لمخاطبة شعبه ، وكان من المفترض أن يتحدث عن تحقيق السلام وبأن يكون هنالك تنازل لينعم شعبه بالاستقرار ،وقال استيفن إن هذا الخطاب ليس خطاباً يخاطبه للشعب الجنوبي في هذه المرحلة التي يمر بها وحديثه لايشفع لأعماله بحق شعب الجنوب وأن بحديثه ذلك يشكك في إرادة الشعب الجنوبي ، وأوضح استيفن أن الندم الحقيقي الذي يشعر به الشعب الجنوبي هو توليه القيادة للحركة الشعبية الذين إذا اختلفوا وقع ذلك على المواطن ،وإذا اتفقوا نهبوا الشعب الجنوبي ، وقال إن السيناريو المتوقع أن يقوم الشعب الجنوبي بالاتحاد مع شعب السودان عن طريق علاقات يبنيها بعيداً عن الحكومات والسياسة . وبالمقابل قال سفير دولة جنوب السودان ميان دوت إن خطاب سلفاكيرللجماهير حديث طبيعي ولاجديد فيه ووصف الحال في الجنوب ودولة السودان بأنها مشابهة ، وأن عدد اللاجئين في البلدين كبير مشيراً إلى وجود لاجئين سودانين بدول تشاد ويوغندا . أمر طبيعي وفسر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم الطيب زين العابدين حديث سلفا بأنه شئ طبيعي ومتوقع ولاتوجد فيه غرابة ،وأوضح بأنه مهما كثرت المشاكل فالناس يفضلون الاستقلال وقال زين العابدين :إن الذي يحدث بدولة الجنوب أمر طبيعي مشيراً الى أن كثير من الدول الأفريقية بعد الاستقلال مرت بكثير من المشاكل والحروبات، والديقراطيه كانت متعثرة فيها لكن بالرغم ذلك يعتزون بأن بلادهم أصبحت مستقله ،ويطمحون في المستقبل بحل جميع المشاكل بصورة ترضي طموحات الشعب ، وأضاف زين العابدين بعد حرب عشرين عاما خاضتها دولة الجنوب لايمكن لسلفاكير أن يعترف بالندم . صرف للأنظار بينما يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين حسن الساعورى بأنه لايوجد داعي للتصريحات التي أدلى بها رئيس دولة الجنوب ،وكان من الأجدر أن يتحدث حول الأزمات التي يعاني منها الجنوب ، وعن اللاجئين والنازحين والذين عانوا من جحيم الحرب في بلاده ولجؤوا الى دولة السودان هروباً من ويلات الحرب في الجنوب ، ووصف الساعوري حديثه بأنه حديث شخص غير مهتم بمايجري في وطنه ،وإذا كان مهتماً فالحديث عن الانفصال و الندم أو عدمه فتلك قضية غير معني بها وطوى عليها الزمن ، وأوضح أن سلفاكير أراد أن يصرف الأنظار عن الواقع حوله بعد أن أصبحت دولته تعاني من الفشل في عدة مناحي .
ناهد عباس
اخر لحظة