سياسية

الحكومــــة: أي قـــرار غير رفــــع العقوبات غير مقـــبول

استبقت الحكومة صدور قرار من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن رفع أو تمديد العقوبات الأمريكية على السودان، وقالت إن أي قرار غير رفع العقوبات سيكون (غير مقبول) وغير منطقي،

وفيما تسود حالة من الترقب الحذر في انتظار القرار المتوقع أن يصدر في غضون (48) ساعة، توقع مساعد الرئيس إبراهيم محمود, رفع العقوبات الأمريكية عن السودان،غير أنه قال إن الحديث يدور الآن حول تقديم أو تأجيل الرفع النهائي للعقوبات. وكان محمود, قد بحث أمس مع القائم بالأعمال الأمريكي, إمكانية التعاون في إحلال السلام بالمنطقتين, والسلام في دولة الجنوب. بالمقابل كشف مقرر المجلس الاستشاري للنيباد بابكر محمد توم، عن محاولات تقودها لوبيات صهيونية ومتطرفون، لإقناع أمريكا بالإبقاء على العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان بدعوى أن ما قام به السودان ليس كافياً لرفع العقوبات، بينما ذكر وزير التجارة والقيادي بحزب الميرغني حاتم السر, أن التطورات الإيجابية بعد حكومة الوفاق والشروع في تنفيذ مخرجات الحوار تقتضي رفع العقوبات، قاطعاً بالتزام السودان بالتحول الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان.
في وقت أعرب فريق الأمم المتحدة القُطري بالسودان أمس، عن تطلّعه إلى قرار إيجابي بشأن رفع العقوبات الأمريكية عن الخرطوم، عقب التحسّن الملحوظ في إتاحة وصول المساعدات الإنسانية.
وقال الفريق الأممي في بيان اطّلعت عليه (الأناضول) إنّ تحسّناً ملحوظاً طرأ على مدى الأشهر الستة الماضية، على إتاحة وصول المساعدات الإنسانية نتيجة لتحسن التعاون بين حكومة السودان والجهات الفاعلة الإنسانية. وأوضح البيان أنّ الأشهر الأخيرة شهدت عمل وكالات الأمم المتحدة وشركائها بشكل متزايد في المناطق التي كان يتعذَّر الوصول إليها في السابق، لإجراء تقييم للاحتياجات، وتقديم المساعدات الإنسانية.
وقال وزير الخارجية إبراهيم غندور، أمس، إن أي قرار غير رفع العقوبات الأميركية عن السودان غير منطقي وغير مقبول، معتبراً أن ذلك حق من حقوق البلاد التي أوفت بكل ما التزمت به مع الولايات المتحدة الأميركية، ودعا غندور بحسب (سونا) واشنطن، إلى الإيفاء بما التزمت به وفق الخطة التي اتفق عليها الجانبان, وظل الجانب الأميركي في كل جولة يؤكد أن الجانب السوداني أوفى بما التزم به، وقال غندور إن أي توقع غير ذلك يكون في خانة عدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه في السابق.
وأضاف غندور أن السودان يتطلع إلى القرار الصائب برفع العقوبات كاملة عن السودان التي لا نجد لها مبرراً الآن، وأكد أن السودان برفع العقوبات سيكون شريكاً فاعلاً مع أميركا في تحقيق رغبات البلدين في أن يريا إقليماً آمناً, كما سيكون هناك تعاون كبير لمنفعة البلدين، وأعرب وزير الخارجية عن أمله في عودة العلاقات كما كانت، مؤكداً أنهم يتوقعون الرفع النهائي للعقوبات نتيجة للتواصل الذي تم خلال الفترة الماضية.وفي ذات الاتجاه، قال مساعد الرئيس إبراهيم محمود لـ(الإنتباهة), إن هناك رغبة من القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم للمساهمة والمساعدة في إحلال السلام في دارفور أو المنطقتين، وقال إن التشاور مع القائم بالأعمال كان حول الدور الذي يمكن أن تلعبه أمريكا في مساعدة السودان لإحلال السلام. ونفى محمود أن يكون اللقاء قد تطرق إلى المفاوضات مع قطاع الشمال، وقال (لم نتحدث عن مفاوضات وانما في اطار المستجدات الحاصلة الان في المنطقتين وكيفية التعاون لاحلال السلام). واستبعد وجود مقترحات بشان رفع العقوبات،ولكنه قال (غالبا ما يكون هنالك عقوبات مستمرة وفي كل الاحوال وكل التوقعات الحديث الان يدور هل الرفع النهائي يؤجل ام يقدم).
وفي ذات السياق قال محمد توم وهو خبير اقتصادي، إن العقوبات الاقتصادية على السودان سببها خلاف سياسي ودبلوماسي مع أميركا وليس دعم الإرهاب، مؤكداً أن الخرطوم ساعدت الأسرة الدولية في مكافحة الإرهاب والإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية،وأضاف أن السودان أنسب بلد لمساعدة الأسرة الدولية في مكافحة تلك الظواهر بحكم موقعه الذي يدفعه بأن يسهم ويلعب دوراً كبيراً في استقرار منطقة القرن الأفريقي، وذلك بالوقوف ضد دخول داعش وبوكو حرام وتغلغلهما داخل أفريقيا
وقال «علمنا أن هناك بعض اللوبيات اليهودية الصهيونية وبعض المتطرفين يرون أن ما قام به السودان ليس كافياً لتمرير أجندتهم الخاصة»، لافتاً إلى أن امريكا تأخذ دائماً معلوماتها من منظمات تابعة لمنظمات كنسية واستخباراتية، ومن الإعلام الغربي المعادي للسودان على الرغم من أن سفاراتها ترفع تقارير إيجابية عن السودان.
بالمقابل أوضح وزير التجارة حاتم السر أن هناك تفاهماً حقيقياً في الإطار الثنائي بين السودان وامريكا، مبيناً أن التوقعات تشير إلى قرب حدوث إنفراج في العلاقات بين الخرطوم وواشنطن، على ضوء التقدم المحرز في المسارات كافة التي قدمتها الإدارة الأميركية
وأضاف -بحسب سونا- أن رفع العقوبات عن السودان سيكون له مردود إيجابي في حركة الاقتصاد السوداني والعلاقات الخارجية والتنمية بالبلاد،ودعا السر امريكا للتعامل مع الملف السوداني بإيجابية.

الانتباهة