أخيراً العاصمة تواكب الحوار .. حكومة الخرطوم .. دخول حاتم وخالد وجمال وميادة
بعد انتظار كاد يقارب في مداه ما قضاه الناس ترقباً لإعلان حكومة الوفاق المتمخضة عن الحوار الوطني، أعلن والي الخرطوم، الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين تشكيل حكومة العاصمة السودانية.
وشهد التشكيل الحكومي الذي أزيح الستار عنه نهار (الأـحد)، حدوث تغييرات طفيفة، مع الإبقاء على المعتمدين في محلياتهم، علاوة على إضافة وزراء من أحزاب الحوار الوطني كالمؤتمر الشعبي والحزب الديمقراطي الليبرالي في ظل استبعاد قيادات من الوطني والأحزاب الشريكة .
تغييرات طفيفة
بلغت التغييرات في حكومة ولاية الخرطوم 40% وجاء التشكيل على النحو التالي: محمد حاتم سليمان نائباً للوالي، والهادي حسن عبدالجليل المنتمي لحزب المؤتمر الشعبي وزيراً للحكم المحلي للمؤتمر، ود. جمال الدين محمود وزيراً للتخطيط العمراني، والعقيد مهندس ركن خالد محمد خير وزيراً للبني التحتية والمواصلات ، ود. عمر عبد الوهاب عبد الله وزيراً للثروة الحيوانية والزراعة، ود. فرح مصطفي وزيرا للتربية والتعليم، وجعفر أحمد عبدالله وزيراً لتنمية الموارد البشرية ممثلاً للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، وحسن إسماعيل وزيراً للمجلس الأعلى للبيئة والتنمية الحضرية ممثلاً لحزب الأمة بقيادة د. الصادق الهادي المهدي، ود. ميادة سوار الدهب معتمداً برئاسة الولاية عن الحزب الديمقراطي الليبرالي، وأمل البيلي وزيرة للضمان والرعاية الاجتماعية، وعادل محمد عثمان وزيراً للمالية، مع الإبقاء على جميع المعتمدين، بجانب تجديد الثقة في بروفيسور مامون حميدة وزيراً للصحة، ومحمد يوسف الدقير وزيراً للثقافة والإعلام وممثلاً للحزب الاتحادي الديمقراطي المسجل. كما أبقى التشكيل الوزاري بولاية الخرطوم على اليسع صديق التاج أبو كساوي وزيراً للشباب والرياضة بالولاية ،والبروفيسور محمد حسين أبوصالح وزيراً لوزارة الشئون الإستراتيجية والمعلومات، بجانب الإبقاء على الشيخ جابر عويشة رئيساً لمجلس الدعوة والإرشاد بالولاية بدرجة وزبر.
أبرز المغادرين
مثل خروج اللواء (م) عمر نمر من تشكيلة ولاية الخرطوم مصدر دهشة كبرى عند كثيرين، لا سيما وأن نمر ظل يعمل بصورة ملموسة في جوانب ترقية الخرطوم حضرياً، وابتدر لتلك الغاية مشروع تشجير الخرطوم من خلال حملة الملحمة الخضراء التي شارك فيها عبر مراحل متدرجة كل من زعيم حزب الامة القومي الصادق المهدي والرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي من خلال مشاركتهم في غرس الأشجار بمحليات الولاية المختلفة.
وذهب منصب نمر لحزب الأمة في أعقاب أيلولة وزارة الحكم المحلي للمؤتمر الشعبي وهي الوزارة التي كان يشغلها حسن إسماعيل.
من جانبه عبر نمر في رسالة موجهة لحكومة الولاية عن استعداده التام للعمل والمساعدة في ترقية الخرطوم ووعد بتقديم النصح والإرشاد والمساعدة لخلفه حسن إسماعيل متى ما اقتضت الضرورة.
في ذات الوقت يعتبر أسامة حسونة من أبرز الذين تم استبعادهم من حكومة الولاية إذ حل بديلاً له جعفر أحمد عبد الله في وزارة تنمية الموارد البشرية. وخاض حسونة مؤخراً معارك محتدمة داخل حزبه الاتحادي الديمقراطي الأصل.
يقول مصدر رفيع بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، تحدث لـ (الصيحة) إن تياراً داخل الحزب يسعى للكنكشة في السلطة وإبعاد كل المناوئين للمشاركة في الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات .
وجوه جديدة
من أبرز الوجوه الجديدة في حكومة ولاية الخرطوم هم وزراء الحكم المحلي والتنمية البشرية والبني التحية والمواصلات بالإضافة لوظيفة معتمد برئاسة الولاية.
في وزارة الحكم المحلي دفع المؤتمر الشعبي بالهادي حسن عبدالجليل. وفي وزارة البني التحتية، اختار الوالي رفيقاً له بالخدمة العسكرية لشغل المنصب وهو العقيد خالد محمد خير، ويعتبر الوزير من أبرز الذين عرفتهم سوح الجهاد في أوقات سابقة ويحظى باحترام وتقدير كبير في أوساط الاسلاميين.
كذلك من الوجوه الجديد د. ميادة سوار الدهب التي تمثل الحزب الديمقراطي الليبرالي وتم تعيينها معتمداً في رئاسة الولاية ومسؤولة عن الملف الصحي بالولاية .
استحداث منصب
في بداية عهد عبد الرحيم محمد حسين ألغى منصب نائب الوالي على أن يقوم أحد الوزراء بسد الفراغ في حالة غيابه، وغالباً ما يكون وزير المالية هو من ينوب عن الوالي في حالة غيابه.
وكان آخر من شغل منصب نائب الوالي قبل إلغاء المنصب هو صديق محمد علي الشيخ رئيس المجلس التشريعي الحالي بالولاية.
وبعودة المنصب، عاد نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم محمد حاتم سليمان للأضواء، وتسنم الموقع، ليجمع بين العمل التنفيذي والحزبي في آن واحد، على الرغم من توجيهات برنامح إصلاح الدولة الذي طرحه المؤتمر الوطني في وقت سابق ويقضي بفك الارتباط بين الحزب والحكومة.
ووجد تعيين محمد حاتم في منصب نائب الوالي معارضة من بعض التيارات داخل الوطني خاصة أن الرجل يشغل منصب نائب رئيس الحزب بالولاية، الأمر الذي يجعله يستهلك وقتاً كبيراً في تسيير الشان الحزبي أو ربما يسهم دخوله في الجهاز التنفيذي بتقزيم دوره الحزبي بولاية تضم جل عضوية المؤتمر الوطني.
معركة صامتة
شهدت فترة ما قبل التشكيل الوزاري معركة صامتة مابين المؤتمرين الوطني والشعبي بعد أن رفض الأول قبول ترشيح الهادي حامد ممثلاً للشعبي في حكومة الولاية. بيد أن إصرار الشعبي على ممثله جعل والي الخرطوم يرضخ للأمر ويعين الهادي حامد وزيراً للحكم المحلي.
وبحسب المصادر فإن صراعات شخصية بين الوالي عبدالرحيم محمد حسين والهادي حامد عبدالجليل قبل المفاصلة أدت إلى نشوب المعركة الحالية. ولا يستبعد مراقبون أن تتجدد الصدامات مرة أخرى في حكومة الولاية، خاصة وأن ممثل الشعبي عرف بحدة آرائه والتمسك بها .
المعتمد ونفي محلهم
أبقى عبد الرحيم محمد حسين على كل معتمدي الولاية في مواقعهم وهم مجدي عبدالعزيز معتمدًا لأم درمان والفريق أحمد علي أبوشنب معتمداً للخرطوم وعبدالله الجيلي معتمداً لشرق النيل وعبداللطيف فضيل معتمداً لامبدة واللواء حسن محمد حسن معتمداً لبحري وجلال الدين الشيخ معتمداً لجبل الأولياء .
أكثر من جنرال
ضمت حكومة ولاية الخرطوم أكثر من وجه عسكري ابرزهم وزير البني التحتية والمواصلات العقيد خالد محمد خير بالإضافة للفريق أبوشنب والفريق حسن محمد حسن ومنسق الدفاع الشعبي السابق عبدالله الجيلي .
كلمة الوالي
بعد إعلان حكومته قال الوالي عبد الرحيم محمد حسين إن التغيير في حكومة الولاية اقتضته بعض الضرورات، واصفاً أداء وزرائه في الفترة الماضية بالمتجانس والمتماسك مطالباً الوزراء الجدد بالاستمرار في مشروعات التنمية التي ابتدرها الوزراء السابقون.
الخرطوم : عبد الرؤوف طه
صحيفة الصيحة