بعد الغياب .. الزيارة السابعة.. بأي حال عدت يا (كير)
حسم نائب رئيس الجمهورية، حسبو محمد عبد الرحمن، أمر زيارة رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، إلى الخرطوم. بتسليمه صحاف دعوة رسمية لكير عبر نائبه الأول تعبان دينق. ولكن من دون تحديد مواقيت زمانية.
وتعد هذه الزيارة السابعة للرئيس سلفاكير للخرطوم منذ انفصال جنوب السودان في العام 2011م. وذلك لبحث سبل تنفيذ الاتفاقيات لاستكمال طي ملف القضايا المشتركة بين البلدين، وعلى رأسها ملفات الأمن والاستقرار التي كثيراً ما انهارت. يستتبع ذلك اتهامات معتادة بين العاصمتين الجارتين بتبادل الايذاء وإيواء الأطراف المعارضة.
شكاوى وتعهدات
أخيراً؛ أطلعت الخرطوم القادة الأفارقة في قمة أديس أبابا على أدلة تؤكد تورط جوبا في دعم الحركات المسلحة (دارفور والحركة الشعبية ــ شمال). في وقت تؤكد جوبا أنها فكَّت ارتباطها بقطاع الشمال. بل وظلت تتعهد خلال لقاءات كبار المسؤولين في الدولتين بطرد المعارضة الشمالية.
وكان تعبان دينق تعهد في آخر زيارة له للخرطوم ــ بداية عهده بالمنصب ــ أن يكون الجنوب خلواً من كافة اشكال المعارضة السودانية المسلحة، مع وعود باغلاق الحدود أمام مناوئي الخرطوم.
وفي مقابل هذا التعهد كان الرئيس البشير قد وجَّه باغلاق الحدود، ومنع كافة اشكال الحركة التجارية مع دولة جنوب السودان. وشمل ذلك حتى حركة المواطنين الفارين من مناطق القتال.
وانتهت الفترة الزمنية التي حددها نائب رئيس الجنوب دون انفاذ تعهداته، وظلت الحدود مغلقة في وجه النشاط التجاري الذي اعتبر الشمال أية حركة فيه جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن والمصادرة، لكن ظلت الحدود مفتوحة أمام المواطنين الفارين من الحرب لأغراض إنسانية.
بعد الهجوم
تجيء زيارة كير بعد سلسلة من الأحداث التي ساهمت في زيادة الشُقَّة بين البلدين، خاصة من جانب الخرطوم التي تمتلك أدلة دامغة على تورط جوبا بالهجوم الذي نفذته حركة العدل والمساواة على شرق وشمال دارفور مؤخراً، باعتراف الأسرى بتحركهم من دولة جنوب السودان التي دعمتهم بالايواء والتدريب والسلاح، ما جعل الخرطوم تتأكد من عدم التزام جوبا بانفاذ تعهداتها بايقاف دعم المسلحين الذين يخضون الحرب ضدها.
وهذا ما أشار إليه وزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور في حديثه عقب لقاء النائبين بقوله إن اللقاء كان شفافاً صريحاً تمت الإشارة فيه بصورة واضحة جداً للدعم الذي تتلقاه الحركات المسلحة والمتمردة سواء في دارفور أو في المنطقتين (جنوب كردفان ــ والنيل الأزرق).
مستجدات جديدة
أهم ما يميز الزيارة المرتقبة عن سابقاتها، هو عمليات التحضير التي تم الاتفاق عليه قبل الزيارة بإجراء لقاءات وورش عمل مشتركة تسبق الزيارة عبر اللجنة الأمنية واللجنة السياسية الأمنية المشتركة للاتفاق ووضع النقاط على الحروف، وذلك خلافاً للزيارات السابقة التي كان يجرى فيها مباحثات وتختتم باتفاقيات سياسية وأمنية وبرامج تواصل بين وزارتي النفط في البلديْن، لكن سرعان ما تنهار بتجدد الاتهامات بإيواء المعارضة المسلحة.
ومن الواضح أن المداخل قد تغيرت للوصول لاتفاق قائم على أسس. يبين ذلك في الجدية التي أظهرها نائب رئيس الجمهورية بأن السودان منفتح وجاهز لبناء علاقات قوية وإيجابية مع جنوب السودان، باعتبار أنهما كانا حتى وقت قريب دولة واحدة، فيما سيظلان أشقاء وإخوة وجيران حالياً ومستقبلاً.
بدوره وصف تعبان دينق الاجتماع بأنه كان ناجحاً وشفافاً، مع التعهد بالعمل على تحسين العلاقات للافضل. وقال إن الطرفين يجب عليهما العمل لانجاح زيارة الرئيس سلفاكير للخرطوم.
ابتدر عميد كلية العلوم السياسية بجامعة النيلين، بروفيسور حسن الساعوري حديثه مع (الصيحة) بالإشارة الى أن الزيارة السابعة للرئيس الجنوبي سلفا كير إلى الخرطوم سبقتها دراسات وافية خلافاً للسابقات اللائي كن ينتهين بوعود لا تجد طريقها للتنفيذ.
وقال الساعوري إن نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن قد وضع احتياطاته للزيارة بأن تجيء بعد رفع اللجان المشتركة لتوصياتها، وعلى رأسها ملف الحدود. فضلاً عن الاتفاق على كل القضايا المشتركة التي ظلت عالقة، حتى يعتمدها الرئيسان.
وقال الساعوري إنه لا يتوقع أن تتم هذه الزيارة في القريب العاجل، على الأقل لحين اكمال هذه اللجان لأعمالها. وفي الصدد نبه الى أن هذه اللجان لم تكن تجتمع بصورة دورية بسبب تغيب الطرف الجنوبي.
مشيراً لصعوبة التزام اللجان الجنوبية بحضور الاجتماعات نسبة للحرب الدائرة هناك، علاوة على حقيقة أن ذات الطرف (الجنوبي) لم يلتزم بتعهداته قبل الحرب، فما بالك بالتزامه حالياً.
وعطفا على ذلك توقع الساعوري عدم نجاح الطريقة التي لجأ إليها حسبو للترتيب لاجتماع الرئيسين لأنه من الصعب أن تنجز هذه اللجان مهامها، قائلاً سيكون مصيرها هو ذات مصير الزيارات السابقة.
وهنا يطالب الساعوري من السودان بترك التهاون في علاقته مع الجنوب، لا سيما داخل لجنة الحدود، وأن يعمل وفق استراتيجية جديدة مغايرة، متماشية مع التعبير الشعبي (أمسك لي .. وأقطع ليك) مذكراً بأنه ما لم يغير السودان منهاجه في التعامل مع الجنوب سيظل الأمر كما هو عليه، وذلك رغم أن منهج التهاون والانتظار قد انتهى أوانه، وعلى نائب الرئيس السوداني أن يتعامل مع الأمر من هذه الزاوية.
مجبر لا بطل
بدوره، يقول رئيس مركز دراسات الحكم اللامركزي د.علي النعيم جرقندي لـ(الصيحة) إن الحقيقة الثابتة في كون السودان رغماً عما تقدمه دولة جنوب السودان للحركات المسلحة، مجبر على التعامل مع جوبا لأجل الوصول لسلام من شأنه وقف رعاية الجنوب لحملة السلاح، وايقاف تدفقات اللاجئين بسبب الحرب الدائرة هناك.
قائلاً إنه ما لم تستقر الحدود مع الجنوب فسيعاني السودان من عدم الاستقرار رغم أن مهر الانفصال كان البحث عن السلام لكنه لم يتحقق وقف الحرب وظل الاضطراب مستمراً بصورة مزعجة. مضيفاً أن ذلك يجعل السودان يجدُّ في العمل لأجل الوصول الى سلام مع الجنوب. ويرى أن تحقيق ذلك يتم خلال زيارة كير عبر تأمين العلاقة بين البلدين بانهاء الجنوب لكافة علاقاته بالحركات المسلحة المناوئة للخرطوم. معتبراً ذلك أهم بند ينبغي أن تناقشه الزيارة.
يتبع ذلك إحداث ثقة مع الجنوب، حتى يتمكن السودان من التدخل للتقريب بين فرقاء الجنوب. ويذهب جرقندي لوصف القضايا المنتظر مناقشتها في الزيارة بأنها ذات جذور مهمة للطرفين، أهمها وضع حد لأسباب تبادل الاتهامات بإيواء المعارضين رغم أن الجنوب التزم أكثر من مرة بطرد الحركات أُسوة بتعهدات تعبان الأخيرة بانفاذ الأمر خلال (21) يوماً من آخر زيارة له الى العاصمة السودانية.
واختتم جرقندي حديثه بضرورة أن تصاحب الزيارة نقاشات مستفيضة لكل القضايا الجوهرية عبر اللجان المختصة، والتوقيع على اتفاقات كتابية بشهود من المجتمع الدولي والاقليمي وذلك لاحراق كل جسور العودة لذات الحالة الملتبسة، والمؤذية كذلك.
الطيب محمد خير
الصيحة
كان) د—ل—-…. —–ت—–و( ليه كرعيه ما ح يخلي دعمة للتمرد ونهب ماشية المساكين
رشو ال—–ا—–….. —-ل—ف
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرحٍ بميتٍ ايلام
إلي متي سيظل النظام الحاكم في السودان يتهاون ويتساهل في حل المشاكل الأساسية مع حكومة الجنوب وهل لا يزال حاكم الجنوب الذي ضحك عليهم في عملية الإنفصال هل لا يزال يمارس الكذب والغش والخداع على نظام البشير أم ان البشير ونظامه يخافون من سلفاكير ونظامه وإلي متي ستظل حكومة السودان ضعيفة وهزيلة أمام أضعف دولة في العالم باثره والله من وراء القصد.