منوعات

قصة فتاة نجت من الموت في حريق برج لندن الشهير: كانت تسير فوق جثث الضحايا

كان الموت على بعد خطوات منها هي وأحد أقاربها، وقد ايقنتا أنه لا مفر من النيران، التي تحيط بالبرج من كل مكان، وتأتي عليه طابقًا طابقًا، إلا أنهما حاولا إيجاد طريقة بسرعة للخروج من ذلك الجحيم، رغم أنهما كانتا في الطوابق الأخيرة من البرج، وهو ما زاد الأمر صعوبة، فلم تستطع قوات الإنقاذ الوصول لتلك الأدوار، ولم يكن استخدام السلالم سهلًا على الإطلاق، فالنيران تشتعل في كل مكان، ولكنهما أصرا على المحاولة للنفس الأخير.

سردت فتاة قصة نجاتها هي وأحد أقاربها، من الموت في الحريق الضخم، الذي التهم برج «جرينفل» في العاصمة البريطانية، لندن، فقد كانت الفتاة تسكن بصحبة قريبتها في الدور الـ22، حسب ما ذكر موقع «ميرور» البريطاني.

وكانت ناومي لي، 32 عامًا، وليديا لياو، 23 عامًا، مكثتا في الشقة تنفيذًا لأوامر قوات الإنقاذ، وكانت النيران تلتهم البرج، وتنتشر لبقية أجزاءه بسرعة كبيرة، كانتشار النار في الهشيم، وعندما علمتا بالأمر، أيقنتا أنه لا مفر من مخالفة التعليمات، ومغادرة الشقة في أسرع وقت ممكن، فلم يتبقى سوى ذلك الخيار، وإلا ستخسرا حياتهما خلال دقائق.

وقبل مغادرة الشقة اتصلت لي بزوجها، الذي كان في رحلة عمل في الخارج، وقالت له: «لا أعلم إذا كنا سننجو، أحبك»، ولكن لم يكن أمامه أي شيء ليفعله سوى متابعة مستجدات الحادث عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وبعد أن أغلقت الهاتف مع زوجها هرعت لالتقاط بعض المناشف، وثم بللتها بالمياه، وقامت كل واحدة منهما بلف بعض تلك المناشف على وجهها بإحكام، ثم خرجتا من الشقة سائرتين على الأيدي والركبتين، واتخذتا السلالم في اتجاه النزول، وكان هناك دخان أسود كثيف مميت حولهما في كل مكان.

وتقول الفتاة: «بعد مرور 30 ثانية أو دقيقة، لم أكن اعتقد أننا يمكننا النجاح في تلك المهمة، والفرار من الموت».

وتابعت: «لم نستطع رؤية أي شيء بسبب الدخان الكثيف، فقط أضواء غير واضحة، وكان على أن أنادي ليديا في كل طابق للتأكد من أنها تسير خلفي».

وتقول إن قريبتها ليديا سقطت فوق أحد الجثث الموجودة في أحد الطوابق، وصرخت من الفزع، فطلبت منها أن تنهض على قدميها، وتحاول التركيز على النزول والفرار البناية.

وقالت «لي» إنها ظلت تخبر نفسها بأنه لم يكن هناك جثث، وإنها فقط مجرد ملابس لأحد الأشخاص ملقاة على السلالم.

وتابعت أن تلك التجربة كانت من أسوأ التجارب وأكثر مأساوية في حياتها، ولكنها ركزت فقط في تلك اللحظات على فرار، والنزول للأسفل للخروج من البناية في أسرع وقت.

وكان التنفس بالنسبة لهما أمر في غاية الصعوبة، فمع كل نفس كانتا تشعران وكأن شخص ما يحاول خنقهما، ورغم أن حركتهما كانت سريعة على السلالم، إلا أن السلالم بدت وكأنها لن تنتهي أبدًا.

وبعد أن وصلتا للدور الخامس، عثرت عليهما قوات الإطفاء، وأنقذتهما، وفور الخروج من البرج، استطاعت الفتاة أن تتصل بزوجها على الهاتف، وتخبره بأنها نجحت في الفرار من الحريق.

ولم ينجو من الدور الـ22 سوى الفتاتين، كما كانت نجاتهما من الحريق أمرًا استثنائيًا وغير معقول، ولاسيما في اليوم التالي بعد الكشف عن الأحداث المأساوية، وقصص الضحايا، وارتفاع عدد القتلى في الحادث.

المصري لايت