بداية العام الدراسي .. قرع الجرس وسط المخاوف
بالرغم من حالة الخوف والترقب التي اعترت كثير من الأسر قبل بداية العام الدراسي في موعده المحدد ، تلاحظ أن كثير من الأسر كان جل تخوفها ينصب في كيفية فتح المدارس وهناك ما يشغل بال الكثيرين من تفشي الإسهالات المائية في مناطق متفرقة من ولاية الخرطوم قبل فترة ليست بالقصيرة كان هنالك بعض الشائعات في مواقع التواصل الإجتماعي التي تروج بأن هناك تأجيل للعام الدراسي بسبب تلك الظروف خاصة و أن المرض يمكن أن يتمدد وسط الطلاب لعدم مقدرتهم على السيطرة على النظافة خاصة و أن منع انتشار الإسهالات المائية النظافة وتوعية كاملة بالابتعاد عن الأطعمة الملوثة و الازدحام و التعامل الجماعي في المرافق الخاصة … إلا أن وزارة الصحة بولاية الخرطوم حسمت الجدل ، وأعطت الضوء الأخضر لوزارة التربية والتعليم بولاية لبداية العام الدراسي في موعده وسط إجراءات صحية مشددة ، في صبيحة الأمس اجتاحت الولاية أمطار غزيرة في كل أنحائها ، مما أدى لضعف الإقبال على المدارس في اليوم الأول لبداية العام . *قرع الجرس والي ولاية الخرطوم فريق أول مهندس ركن عبد الرحيم محمد حسين قرع جرس بداية العام الدراسي(٢٠١٧ – ٢٠١٨م) بمدرسة الشهيد أبوبكر الطيب الثانوية النموذجية بنات ومدرسة بشير النفيدي بمحلية شرق النيل بحضور وزير الترببة والتعليم بالولاية د. فرح مصطفى ،ووزير الصحة بروفسير مأمون حميدة ، ومعتمد محلية شرق النيل عبد الله الجيلي وعدد من القيادات السياسية والتنفيذية والتشريعية ، وقال وزير التربية :إن اختيار مدرسة الشهيد أبوبكر جاء تكريماً للشهداء وتكريم للمدرسة التي جاءت ضمن المدارس العشر الأوائل في الشهادة الثانوية ،وأعلن الوزير أن وزارته نفذت كافة توجيهات حكومة الولاية بشأن إكمال المؤسسات التعليمية ومن بينها هذه المدرسة كما رفعت الوزارة التمام قبل أسبوع بتجهيز الكتاب المدرسي بنسبة (100%). والي الخرطوم بدوره ثمن جهود وزارة التربية والتعليم بالإعداد المبكر للعام الدراسي ، مؤكداً عزم الولاية على توفير كل المعينات لاستقرار الدراسة، و أشار الوالي إلى خطة الولاية لتحسين بيئة التعليم بتأهيل وإكمال المدارس ومن بينها مدرسة الشهيد أبوبكر التي تفوقت إكراماً للشهيد فلابد أن تقابل الولاية هذا التفوق بإكمال مباني المدرسة خلال هذا العام حتى تصبح نموذجية من كل الجوانب. وفي السياق قرع الوالي ومرافقوه الجرس بمدرسة عبد الله كريم الدين النموذجية للأساس بشرق النيل وجدد الوالي الحديث عن أهمية التعليم باعتبار ان ثلث طلاب التعليم العام موجودون بولاية الخرطوم وأشاد بالمظهر العام والنظام بالمدرسة وهي من المدارس المتفوقة *ضوابط صحية صارمة وقامت (آخر لحظة) بجولة شملت عدداً من المدارس داخل الولاية و كانت البداية بمدرسة نسيبة أساس بنات ببري اللاماب ،و لاحظنا خلو فناء المدرسة من التلاميذ غير تلميذتين وتوجهنا صوب إدارة المدرسة و من داخل المكتب وجدنا حضور مميز للمعلمات يكاد يكون جميع الإصطاف قد اكتمل ،و قالت مديرة المدرسة علوية حسين علي حسن التي بدت على ملامحها الإبتهاج و الفرح ببداية العام بجانب عيد الفطر المبارك قالت : نسبة لظروف الأمطار لم يحضر التلاميذ اليوم غير عدد بسيط منهم ، مشيرة الى أن هنالك كثير من الشوارع المغلقة بمياه الأمطار لذا لم يكن الحضور (100%) ، متوقعة ان يشهد اليوم حضوراً بنسبة عالية ، و أضافت أن جميع المعلمات شكلن حضوراً ممتازاً عدا معلمتين إحداهن في العمرة و أخرى غابت لظروف صحية ، و أكدت علوية أنهم في المدرسة أمنوا على البوفيه من حيث النظافة واضعين اشتراطات صحية صارمة للعاملة فيه من بينها تحديد وجبات معينة للتلميذات و الابتعاد عن السلطات ، ووضع الساندويشات داخل أكياس نظيفة ، إضافة إلى منع التلاميذ من شراء السلع المعروضة أمام المدرسة إذا وجدت ، و تابعت المديرة بأنها ستلزم كل تلميذة بإحضار صابونة بغرض غسل اليدين قبل و بعد الأكل و عند قضاء الحاجة ، و الابتعاد قدر الإمكان عن بائعات الشارع . *المياه تحاصر المدارس ودلفت “آخر لحظة ” إلى محلية شرق النيل و بالتحديد الحاج يوسف ورصدت كميات من مياه الأمطار التي حالت دون الوصول الى عدد من المدارس من بينها مدرسة بلال بن رباح الأساسية بنات و أولاد ، و التي بدأ جلياً عدم حضور التلاميذ إليها من خلال إغلاق باب المدرسة و محاصرتها بالمياه ،و كذلك المدارس الواقعة بين مربعي (9_3) بشارع الكلس ، و أما في حلة كوكو بذات المحلية أكدت المعلمة بدرية يوسف ، بمدرسة أبي أيوب الأنصاري بنين أن الحضور بالمدرسة لم يتجاوز “12 ” تلميذاً من اجمالى التلاميذ مرجعة الأمر إلى صعوبة الوصول إلى المدرسة بسبب الأمطار ، نافيةً في الوقت ذاته أن يكون الغياب خوفاً من الإسهالات المائية كما يروج البعض بحسب تعبيرها . *مخاوف الأهالي و بالمقابل أفصحت ندى محمد أبوبكر والدة الطفلة علا أحمد ناصر عن تخوفها من تفشي الإسهالات المائية بالعاصمة ، و قالت في حديثها لـ(آخر لحظة) إنها ستضطر لمنع ابنتها من الذهاب إلى الروضة حتي تستقر الأوضاع ، سيما أن كثير من المدارس لا تطبق الاشتراطات الصحية الخاصة بالطعام و استخدام المرافق العامة مما يزيد من انتقال العدوى بين التلاميذ حال ظهور حالة إصابة بينهم ، و تابعت ندى إن تزامن كل من بداية العام الدراسي و ظهور الإسهالات في فصل الخريف يمثل بيئة خصبة لتزايد المرض سيما أن تكاثر الذباب يزداد في فصل هطول الأمطار ووجود النفايات المكدسة في الشارع باعتباره الناقل لبكتيريا المرض. و يقول الخبير التربوي الهادي السيد عثمان لازالت الأسر و المعلمون متخوفين من بداية العام الدراسي إلا أنهم أوصوا أبناءهم أن يحملوا إفطارهم من منازلهم و قال ( السمع أكثر من الشوف ) في جانب الإسهالات المائية و هذا ما يهدد الناس، و أضاف هناك شائعات يطلقها المغرضون بوجود كوليرا و اسهالات مائية الأمر الذي أدى الى تخوف المعلمين و أولياء الأمور ، و لفت الى أن المدارس بصفة عامة بها تحوط صحي كبير من خلال توصية التلاميذ بعدم الشرب من مياه الأزيار و ضرورة غسل الأيدي بالصابون قبل و بعد الأكل و عند قضاء الحاجة و أن الكل يحمل معه (إفطاره ) من المنزل داخل كيس أو إنا ء محكم الإغلاق ، و تابع أنه لم يسمع بأن هناك تلميذاً أصيب بإسهال مائي بالرغم من أن هناك أحاديث تفيد بأن المستشفيات بها حالات كثيرة . بالعودة إلى أول يوم في العام الدراسي الجديد يقول الأستاذ الهادي :إنه جرت العادة بأن السودانين عامة في اليوم الأول (في مفهوم سائد عند بعض الأمهات ) بانه يوم نظافة في المدارس لذا يفضل بقاء أبنائهم في المنزل وأن يذهبوا في اليوم الثاني أو الثالث من العام الدراسي و هنالك من تأخر بسبب ظروف السفر إلى خارج الولاية بغية قضاء إجازة العيد مع الأهل و الأقارب بالولايات الأخرى ، و قال هناك نسبة ضعيفة يمكن أن تمنعهم ظروف صحية من الحضور للمدرسة ، مرجحاً في الوقت ذاته أن يكون السبب الرئيسي في عدم اكتمال الحضور الى المدارس الأمطار الغزيرة التي ضربت العاصمة . و يذكر أن هنالك بعض المدارس الخاصة أرجأت بداية الدراسة الي الأحد القادم لحين اكتمال الإجراءات الإدارية و الفنية المتعلقة بالزي المدرسي و توفير مستلزمات الدراسة إضافة الى توزيع الجداول و الحصص على الإصطاف .
اخر لحظة